نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: أعراب الآية 3 من سورة البقرة”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ٣
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (سورة البقرة 3)
الاعراب
الَّذِينَ: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ صفة للمتقين
أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم الذين يؤمنون
يُؤْمِنُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل
قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بصيغة الماضي لأن الإيمان منا مستمر متجدد لا يطرأ عليه شك ولا ريبة
بِالْغَيْبِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"يؤمنون".
والفعل مضارعُ آمَنَ بمعنى صَدَّقَ، وآمَنَ مأخوذٌ من أَمِنَ الثلاثي، فالهمزة في «أَمِنَ» للصيرورة نحو: أَعْشَبَ المكانُ أي: صار ذا عشبٍ، أو لمطاوعةِ فَعَّلَ نحو: كَبَّ فَأَكَبَّ، وإنما تعدَّى بالباء لأنه ضُمِّن معنى اعترف، وقد يتعدَّى باللام كقوله تعالى: {وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا} [يوسف: 17] {فَمَآ آمَنَ لموسى} [يونس: 83] إلا أنَّ في ضمنِ التعدية باللام التعديةَ بالباء، فهذا فَرْقُ ما بين التعديتين
وَيُقِيمُونَ: معطوفة بالواو على "يؤمنون" وتعرب إعرابها.
الصَّلَاةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
وَ:اسنئنافية
مِمَّا: أصلها: من: حرف جرّ، و"ما" اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"ينفقون".
ويجوز أن تكون «من» للتبعيض دلّت على مفعول «ينفقون»
رَزَقْنَاهُمْ: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع نا و"نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
يُنْفِقُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه
ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
اعراب الجمل
جملة "يؤمنون" لا محلّ لها من الإعراب لأنها صلة الموصول
جملة: (يقيمون الصلاة) لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
جملة "رزقناهم" صلة الموصول(ما) لا محلّ لها من الإعراب
جملة: (ينفقون) لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب.
الصرف
{يُؤْمِنُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ(أَفْعَلَ) أَصْلُهُ(يُؤَأْمِنُ)* عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فيه حذف همزة تخفيفا وأصله يؤأمنون وماضيه آمن، فالمدّة مكونة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على وزن أفعل، وفي المضارع تحذف إحدى الهمزتين لاجتماع ثلاث همزات في المتكلّم، وهذا يثقل في اللفظ ثم بقي الحذف في الغائب والمخاطب فقيل: يؤمنون زنة يفعلون بضم الياء. وهذا الحذف مطّرد في مثل هذه الأفعال وفي مشتقاتها: أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين
{الْغَيْبِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ (غيب).
مصدر غاب يغيب باب ضرب، وهو بمعنى الغائب أي يؤمنون بالغائب عنهم، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب، وزنه فعل بفتح فسكون
{يُقِيمُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (يُؤَقْوِمُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ يَاءً لِمَجِيءِ الْوَاوِ بَعْدَ كَسْرٍ، وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الْكَسْرَةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ (قوم)
{الصَّلَاةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، أَصْلُهُ(صَلَوَةٌ) عَلَى وَزْنِ (فَعَلَةٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (صلو)
{رَزَقْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ) مِنْ مَادَّةِ(رزق)
{يُنْفِقُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ(يُؤَنْفِقُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ(نفق)
البلاغة
١- التكرار بغرض التأكيد:
– التكرار في قوله تعالى: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" في الآيتين يُستخدم لتأكيد صفات المؤمنين الحقيقيين، مما يعطي أهمية كبيرة للإيمان بالغيب وبما أنزل على النبي محمد وما أنزل على الأنبياء السابقين.
– هذا التكرار يُظهر أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد عابر، بل هو أساس متين يقوم عليه سلوك المؤمن.
وفي تكرار اسم الموصول (الذين) وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة
٢- الترتيب المنطقي:
– في الآية الأولى (الآية 3)* يبدأ الله تعالى بذكر الإيمان بالغيب، ثم يتبع ذلك بإقامة الصلاة، ثم الإنفاق مما رزقهم الله. هذا الترتيب يُظهر تدرجًا منطقيًّا: الإيمان أولًا، ثم العبادة، ثم العمل الصالح (الإنفاق).
– في الآية الثانية (الآية 4)* يذكر الإيمان بما أنزل على النبي محمد وما أنزل على الأنبياء السابقين، ثم الإيقان بالآخرة. هذا الترتيب يُظهر شمولية الإيمان في الزمان (الماضي والحاضر) والمكان (الدنيا والآخرة).
٣- الطباق:
– في قوله تعالى: "بِالْغَيْبِ" و"بِالْآخِرَةِ" هناك طباق بين الغيب (ما لا يُرى في الدنيا) والآخرة (ما سيحدث في المستقبل). هذا الطباق يُظهر أن المؤمن يؤمن بما هو خارج عن حواسه المادية، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
٤- التوازن اللفظي والمعنوي:
– هناك توازن في الآيتين بين الجوانب العملية والاعتقادية للإيمان. ففي الآية الأولى، الإيمان بالغيب (اعتقاد) يقابله إقامة الصلاة والإنفاق (عمل). وفي الآية الثانية، الإيمان بالوحي (اعتقاد) يقابله الإيقان بالآخرة (اعتقاد وعمل).
– هذا التوازن يُظهر أن الإيمان الحقيقي لا ينفصل عن العمل الصالح.
٥- الاختصار والإيجاز:
– الآيات موجزة ولكنها شاملة لصفات المؤمنين، حيث تجمع بين الإيمان والعمل الصالح في عبارات قصيرة ولكنها دقيقة. هذا الإيجاز يُظهر بلاغة القرآن في التعبير عن المعاني الكبيرة بكلمات قليلة.
٦- التصوير البياني:
– قوله تعالى: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" يُصور المؤمنين بأنهم ليسوا بخيلاء، بل ينفقون مما رزقهم الله، مما يعكس صفة الكرم والاعتراف بنعم الله.
وفيه إسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى اللّه، ويسمى رزقا منه.
وأدخل (من) التبعيضيه ***** لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه.
وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به
– قوله: "وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" يُصور المؤمنين بأنهم على يقين تام بالآخرة، مما يعكس قوة إيمانهم وثقتهم بالغيب.
٧- التدرج في ذكر الصفات:
– يبدأ الله تعالى بذكر الإيمان بالغيب، ثم ينتقل إلى العبادات العملية (الصلاة والإنفاق)* ثم يعود إلى الإيمان بالوحي والآخرة. هذا التدرج يُظهر أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد، بل هو حياة متكاملة تشمل القلب والعمل.
٨- التنبيه على شمولية الإيمان:
– الإيمان بالغيب، والإيمان بالوحي، والإيمان بالآخرة، كلها جوانب مختلفة للإيمان تُظهر شموليته. هذا التنبيه يُظهر أن الإيمان ليس محدودًا بجانب واحد، بل يشمل كل جوانب الحياة.
الفوائد
١- يقول السمين في الدر المصون
{الذين يُؤْمِنُونَ} : «الذين» يَحْتمل الرفعَ والنصبَ والجرَّ، والظاهرُ الجرُّ، وهو من ثلاثة أوجه، أظهرُها: أنه نعتٌ للمتقين
والثاني: بدلٌ
والثالث: عطفُ بيان
وأمَّا الرفعُ فمن وجهَيْنِ:
أحدُهما: أنه خبرُ مبتدأ محذوفٍ على معنى القطع.
الثاني: أنه مبتدأ، وفي خبره قولان:
أحدهما: أولئك الأولى، والثاني: أولئك الثانية والواوُ زائدةٌ. وهذان القولان رديئان مُنْكَران لأنَّ قولَه: «والذين يؤمنون» يمنع كونَ «أولئك» الأولى خبراً، ووجودُ الواوِ يمنع كونَ «أولئك» الثانية خبراً أيضاً، وقولُهم الواوُ زائدةٌ لا يُلْتفَتْ إليه. والنصبُ على القطع. أه
٢- و «مِنْ» هنا لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض، ومن معانيها:
بيانُ *****: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان}
والتعليل: {يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ في آذَانِهِم مِّنَ الصواعق}
والبدلُ: {بالحياة الدنيا مِنَ الآخرة}
والمجاوزةُ: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ}
وانتهاء الغاية قريبٌ منه، والاستعلاءُ: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القوم}
والفصلُ: {يَعْلَمُ المفسد مِنَ المصلح}
وموافقةُ الباءِ وفي: {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} {مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض}
والزيادةُ باطِّراد، وذلك بشرطين:
كون المجرورِ نكرةً والكلامِ غيرَ موجَبٍ، واشترط الكوفيون التنكيرَ فقط، ولم يَشْترط الخفشُ شيئاً.
محمد ابراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
