تم الإجابة عليه: إعراب آية ١١ من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية ١١ من سورة البقرة في القرآن الكريم “_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (سورة البقرة11)
الاعراب
وَ:استئنافية
إِذَا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلِّق بجوابه متضمِّن معنى الشرط مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول فيه. والعامل فيها جوابها * وهو قوله : قالوا
وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب
قِيلَ: فعل ماض مبنيّ للمجهول على الفتح
لَهُمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بقيل.
لَا: حرف نهي وجزم
تُفْسِدُوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل والألف فارقة
فِي الْأَرْضِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بتفسدوا.
قَالُوا: فعل ماض مبنيّ على الضمّ لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون
في محلّ رفع فاعل والألف فارقة.
إِنَّمَا: "إنَّ" حرف مشبّه بالفعل بطل عمله، وما حرف كافّ(كافة ومكفوفة)
وتفيد « إنما » حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر * كقوله : « إِنَّمَا اللَّه إِله واحِدٌ » وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره * كقولك : إنما زيد كريم أي ليس فيه من الأوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم * ومنه قوله تعالى : « إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ » لأنهم طلبوا منه ما لا يقدر عليه البشر فأثبت لنفسه صفة البشر * ونفى عنه ما عداها
نَحْنُ: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الضمّ في محلّ رفع مبتدأ
وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الأسماء * وحرّك آخرها لالتقاء الساكنين وضمّت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم
وقيل ضمّت لأنّ موضعها رفع وقيل النون تشبه الواو * فحركت بما يجانس الواو .
ونحن ضمير المتكلم ومن معه * وتكون للاثنين والجماعة ويستعمله المتكلم الواحد العظيم . وهو في موضع رفع بالابتداء
مُصْلِحُونَ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
اعراب الجمل
جملة: (قيل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (لا تفسدوا) في محل رفع نائب فاعل.
جملة: (قالوا)لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
جملة: (نحن مصلحون) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف
{قِيلَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ (قُوِلَ) عَلَى وَزْنِ(فُعِلَ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الْكَسْرَةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(قول) ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل
{تُفْسِدُوا}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (تُؤَفْسِدُ)* عَلَى وَزْنِ (تُؤَفْعِلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ: الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، مِنْ مَادَّةِ(فسد)
{الْأَرْضِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ (أرض) والهمزة فيه أصليّة وأصل الكلمة من الاتّساع * ومنه قولهم : أرضت القرحة إذا اتّسعت . وقول من قال : سميت أرضا لأنّ الأقدام ترضّها ليس بشيء لأنّ الهمزة فيها أصل * والرضّ ليس من هذا
{قَالُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(قول).
{مُصْلِحُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (مُصْلِحٌ)مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (أَصْلَحَ)* مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْمِيمِ، أَصْلُهُ (مُؤَصْلِحٌ) عَلَى وَزْنِ (مُؤَفْعِلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ (صلح) كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون
البلاغة
١- التقديم والتأخير:
قدم الله تعالى النهي عن الإفساد في الأرض قبل ذكر ادعاء المفسدين بالإصلاح، مما يدل على أهمية النهي عن الإفساد ويؤكد أن ادعاءهم كاذب.
٢- التقابل بين الإفساد والإصلاح:
هناك تقابل واضح بين "لا تفسدوا" و"إنا نحن مصلحون"* وهذا التقابل يبرز التناقض بين فعلهم الحقيقي (الإفساد) وادعائهم الكاذب (الإصلاح).
٣- التوكيد بـ "إنما":
استخدام "إنما" في قولهم {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} يفيد الحصر، أي أنهم يدَّعون أنهم لا يفعلون إلا الإصلاح، وهذا التوكيد يزيد من إظهار كذبهم وتناقضهم.
٤- الإيجاز والاختصار:
الآية موجزة ولكنها تحمل معاني عميقة، حيث تعرض موقف المفسدين وردهم على النهي بإيجاز بليغ.
٥- التصوير الفني:
تصور الآية مشهدًا حيويًّا للمنافقين أو المفسدين الذين يُنْهَوْنَ عن الإفساد، فيردون بردٍّ يدل على غرورهم واستكبارهم، مما يعطي صورة واضحة لشخصيتهم المنافقة.
٦- التلميح بدل التصريح:
الآية لم تصرّح بكلمة "النفاق" أو "الكذب"* لكنها أوضحت ذلك من خلال تصوير الموقف، مما يدل على بلاغة القرآن في الإيحاء بالمعنى دون الحاجة إلى التصريح المباشر.
٧- الاستفهام التقريري الضمني:
في الآية تلميح إلى استفهام تقريري يفيد التوبيخ، كأنه يقال: كيف تدَّعون الإصلاح وأنتم تفسدون؟ وهذا يعطي قوة في التعبير عن موقفهم المناقض.
الفوائد
١- يقول ابو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن :
أصل قيل قول * فاستثقلت الكسرة على الواو فحذفت * وكسرت القاف لتنقلب الواو ياء * كما فعلوا في أدل وأحق . ومنهم من يقول : نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف لأنك لا تنقل إليها الحركة إلا بعد تقدير سكونها * فيحتاج في هذه إلى حذف ضمة القاف * وهذا عمل كثير .
ويجوز إشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل .
ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع : قول وبوع * ويسوّى بين ذوات الواو والياء * قالوا : وتخرّج على أصلها * وما هو من الياء تقلب فيه واوا لسكونها وانضمام ما قبلها * ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية .
والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر * وهو القول * وأضمر لأنّ الجملة بعده تفسره . والتقدير :
وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا . ونظيره : « ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّه » أي بدا لهم بداء ورأي . وقيل : « لهم » هو القائم مقام الفاعل لأن الكلام لا يتم به * وما هو مما تفسره الجملة بعده .
ولا يجوز أن يكون قوله : لا تفسدوا قائما مقام الفاعل لأنّ الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل. أه
٢- يقول صاحب اعراب القرآن الكريم وبيانه
١- نائب فاعل قيل: يقدره النحاة ضميرا لمصدره وجملة النهي مفسرة لذلك الظرف وقيل الظرف نائب الفاعل فالجملة في محل نصب.
واختلفوا في وقوع الجملة فاعلا أو نائب فاعل والوجه أن الجملة التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات ولهذا تقع مبتدأ نحو لا حول ولا قوة كنز من كنوز الجنة وفي المثل: زعموا مطيّة الكذب ولهذا لم يحتج الخبر إلى رابط.
٢- (أَلا) قيل: هي حرف بسيط يفتتح به الكلام وينبّه على أن ما بعده متحقّق لا محالة، وقيل: هي حرف مركب من همزة الاستفهام وحرف النفي، والاستفهام إذا دخل على النفي أفاد تحقيقا وأختها (أما) التي هي من مقدمات اليمين على حدّ قوله:
أما والذي بكى وأضحك والذي
أمات وأحيا والذي أمره الأمر. أه
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.