المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 119 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 119 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

سلسلة إعراب القرآن الكريم  آية ١١٩
إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (سورة البقرة 119)
الاعراب
{إِنَّا}: حرف مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل – ضمير المتكلم سبحانه – للتعظيم والتفخيم مبني على السكون في محل نصب اسم «إن»
والجملة الفعلية بعده «أرسلناك» في محل رفع خبره.
{أَرْسَلْناكَ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم سبحانه للتعظيم والتوقير والتفخيم و «نا» ضمير متصل – ضمير الواحد المطاع – مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل – ضمير المخاطب – مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
{بِالْحَقِّ}: الباء حرف جر الحق: اسم مجرور بحرف الجر «الباء» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره والجار والمجرور «بالحق» متعلق بالفعل «جملة» أرسلنا.
{بَشِيراً}: حال من الضمير «الكاف» في «أرسلناك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة الظاهرة في آخره
{وَنَذِيراً}: الواو عاطفة. نذيرا: حال من الضمير الكاف في «أرسلناك» أيضا لأنه معطوف على «بشيرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة الظاهرة في آخره وهما «فعيل. . بمعنى فاعل».
{وَلا}: الواو حرف استئناف والجملة بعدها: استئنافية لا محل لها ويجوز أن تكون الواو حالية فتكون الجملة الفعلية بعدها: في محل نصب حالا. لا: نافية لا عمل لها.
{تُسْئَلُ}: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
{عَنْ أَصْحابِ}: حرف جر أصحاب: اسم مجرور بحرف الجر «عن» وعلامة جره: الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف.
{الْجَحِيمِ}: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.

الصرف
{أَرْسَلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ(أَفْعَلَ)عَلَى وَزْنِ(أَفْعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (رسل)
{الْحَقِّ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ(حقق).
{بَشِيرًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (بَشَرَ يَبْشُرُ)* مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ(فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(بشر).
{نَذِيرًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (نَذِرَ يَنْذَرُ)* مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ(فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (نذر)
{تُسْأَلُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَبِ، مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْعَيْنِ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* عَلَى وَزْنِ (تُفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (سأل)
{أَصْحَابِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْقِلَّةِ، مُفْرَدُهُ (صَحْبٌ)* جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، عَلَى وَزْنِ(أَفْعَالٌ)مِنْ مَادَّةِ(صحب).
{الْجَحِيمِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (جحم)
والجحيمُ: شدَّةُ تَوَقُّدِ النار، ومنه قيل لعين الأسد: «جَحْمة» لشدَّة توقُّدِها، يُقال: جَحِمَتِ النارُ تَجْحَمُ، ويقال لشدة الحر: «جاحم» * قال:
والحربُ لا يَبْقى لِجَا  حمِها التخيُّلُ والمِراحُ

البلاغة
١- التقديم بـ (إِنَّا) للاهتمام والتأكيد
   – بدأت الآية بـ "إِنَّا" (نون التوكيد الثقيلة مع ضمير الجمع للتعظيم)* مما يُؤَكِّد عظمة المُرسِل (الله تعالى) ويُشْعِرُ بأهمية الرسالة.
٢- الإرسال بالحق
   – قوله: "بِالْحَقِّ"جاءت مُفْرَدَةً شاملةً لجميع معاني الصدق والعدل والوحي، مما يُوضِّح أن رسالة النبي ﷺ ليست مجرد دعوة عابرة، بل هي أساس الحق المطلق.
٣- الجمع بين التبشير والإنذار (الطباق)
   – الجمع بين "بَشِيرًا وَنَذِيرًا" فيه طباق بلاغي، حيث يجمع بين الترغيب (البشارة للمؤمنين) والترهيب (النذارة للكافرين)* مما يُظهِر التوازن في دعوة الإسلام.
٤- الأسلوب الحصري (لا تُسْأَل عنهم) 
   – قوله: "وَلَا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" فيه:
     – تخفيفٌ على النبي ﷺ: بإعلامه أنه غير مُحاسَب عن هلاك الكافرين، فلا يتحمل عبء عنادهم.
     – إظهار عدل الله: فالمسؤولية تقع على أصحاب الجحيم أنفسهم، وليس الرسول ﷺ.
     – الإيجاز المُعَبِّر: حيث عبر عن عدم المسؤولية بأسلوب نفي بليغ (لا + فعل مضارع)* يفيد الاستمرار والعموم.
٥- اختيار لفظ (أصحاب الجحيم) دون (الكفار)
   – "أصحاب الجحيم"تذكير بمصيرهم الأليم، مما يُثير الخوف في النفوس، ويُقَوِّي تأثير الإنذار.
٦- الفواصل الموسيقية 
   – انتهت الآية بـ "الْجَحِيمِ"(مقطع طويل مفتوح)* مما يُعطي وقعًا صوتيًّا يُناسِبُ ذكر العذاب، فيزيده هيبةً في النفس.
الخلاصة: 
الجوانب البلاغية في الآية جمعت بين التأكيد، التوازن، التخفيف، الإيجاز، والتهويل مما يجعلها مؤثرةً في تثبيت النبي ﷺ وتحميسه على الاستمرار في الدعوة، وفي نفس الوقت ترهيب المعاندين.

الفوائد
يقول السمين الحلبي
قولُه تعالى: {بالحق} : يجوزُ ثلاثةُ أوجهٍ:
أحدُها: أن يكونَ مفعولاً به أي: بسببِ إقامةِ الحقِّ.
الثاني: أَنْ يكونَ حالاً من المفعولِ في، «أَرْسلناك» أي: أَرْسلناك ملتبساً بالحقِّ.
الثالث: أن يكونَ حالاً من الفاعل أي: ملتبسين في الحقِّ
قوله: «بَشيراً ونذيراً» يجوزُ فيه وجهان:
أحدُهما: ان يكونَ حالاً من المفعول، وهو الظاهرُ. الثاني: أن يكونَ حالاً مِن «الحقِّ» لأنه يُوصف أيضاً بالبِشارة والنِّذارة، وبشير ونذيرِ على صيغة فَعيل، أمَّا بشير فتقولُ هو من بَشَر مخففاً لأنه مسموعٌ فيه، وفَعِيلُ مُطَّردٌ من الثلاثي، وأمَّا «نذير» فمن الرباعي ولا يَنْقاس عَدْلُ مُفْعِل إلى فعيل، إلا أنَّ له هنا مُحَسِّناً.أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى