تم الإجابة عليه: إعراب آية 12 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 12 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ١٢
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (سورة البقرة 12)
الاعراب
أَلَا: حرف استفتاح وتنبيه
إِنَّهُمْ: إنّ: حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب اسمها والميم علامة جمع الذكور وكسرت همزة «إنّ» لأنّها مسبوقة بألا
هُمُ: ضمير رفع منفصل – ضمير الغائبين – مبني على السكون الذي حرّك بالضم لاشباع الميم ولالتقاء الساكنين في محل رفع مبتدأ
الْمُفْسِدُونَ: خبر "هم"
أو خبر "إنّ" إذا اعتبرت "هم" ضمير فصل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين
(«هم» تَحْتمل ثلاثةَ أوجه:
أحدها: أن تكون تأكيداً لاسم «إنَّ» لأنَّ الضميرَ المنفصلَ المرفوعَ يجوز أن يؤكَّد به جميعُ ضروبِ الضميرِ المتصلِ
أن تكون فصلاً
أن تكونَ مبتدأ و «المفسدون» خبره، وهما خيرٌ ل «إنَّ» * وعلى القَولَيْن الأَوَّلَيْن يكونُ المفسدون وحده خبراً لإِنَّ)
وَ:عاطفة او حالية
لَكِنْ: حرف استدراك أو عطف.
لَا: نافية
يَشْعُرُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه
ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل
ومفعول يَشْعرون محذوف: إمَّا حذفَ اختصار، أي: لا يشعرون بأنهم مفسدون، وإمَّا حذفَ اقتصار، وهو الأحسنُ، أي ليس لهم شعورٌ البتة.
اعراب الجمل
جملة: إنّهم هم المفسدون لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (هم المفسدون) في محل رفع خبر إنّ.
جملة: (لا يشعرون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل (المفسدون).
الصرف
{الْمُفْسِدُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (مُفْسِدٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (أَفْسَدَ) مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْمِيمِ، أَصْلُهُ (مُؤَفْسِدٌ)* عَلَى وَزْنِ (مُؤَفْعِلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ (فسد)
كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون
{يَشْعُرُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعُلُ) مِنْ مَادَّةِ: (شعر)
البلاغة:
١- التقديم والتأخير:
– تقديم الضمير "هُم" على لفظ "الْمُفْسِدُونَ" يُفيد الحصر، أي أنهم وحدهم المفسدون دون غيرهم. وهذا الأسلوب يُعطي تأكيدًا قويًّا على أن الفساد صفة ملازمة لهم، وأنهم هم الذين يتصفون به دون سواهم.
٢- الحصر:
– استخدام "إِلَّا" مع الضمير "هُم" يُفيد الحصر، أي أن الفساد مقصور عليهم، مما يُعطي دلالة على أنهم هم المصدر الرئيسي للفساد، وأن غيرهم بريء من هذه الصفة.
٣- التوكيد:
– تكرار الضمير "هُم" يُعَدُّ أسلوبًا تأكيديًّا، حيث يُؤكد أنهم هم المفسدون بالفعل، وليس هناك شك في ذلك. وهذا التوكيد يُعطي قوةً في التعبير عن حقيقة حالهم.
وقد جيء في هذه الاية بضروبٍ من التأكيد، منها: الاستفتاحُ والتنبيه والتأكيدُ بإنَّ وبالإِتيانِ وبالتأكيدِ أو الفصلِ بالضميرِ وبالتعريفِ في الخبر مبالغةً في الردِّ عليهم فيما ادَّعَوه من قولهم: إنما نحن مصلحون، لأنهم أَخْرجوا الجوابَ جملةً اسمية مؤكَّدة بإنما، لِيَدُلُّوا بذلك على ثبوتِ الوصفِ لهم فردَّ الله عليهم بأبلَغَ وآكدَ مِمَّا ادَّعَوه.
٤-الإيجاز والاختصار:
– الجملة قصيرة لكنها تحمل معنى عميقًا ودقيقًا، حيث تُوضِّح حقيقة المفسدين بشكل مختصر ومؤثر، وهذا من أساليب البلاغة القرآنية التي تعتمد على الإيجاز مع البلاغة.
٥- التناسب اللفظي والمعنوي:
– هناك تناسق بين اللفظ والمعنى، حيث أن كلمة "الْمُفْسِدُونَ" تحمل دلالة سلبية، وتتناسب مع السياق الذي يتحدث عن المنافقين الذين يُظهرون الإصلاح ويُبطنون الفساد.
٦- الانزياح المعنوي:
– استخدام "إِلَّا" هنا فيه نوع من الانزياح عن الاستخدام العادي، حيث أنها تُفيد الاستثناء، ولكنها في هذا السياق تُفيد الحصر والتأكيد على أن الفساد مقصور عليهم.
٧- الانزياح التركيبي:
– التركيب اللغوي للجملة فيه نوع من الانزياح عن التركيب العادي، حيث أن تقديم الضمير "هُم" على "الْمُفْسِدُونَ" يُعطي التركيب قوةً بلاغيةً تُؤكد المعنى المراد.
الفوائد
يقول صاحب الدر المصون
١- قوله تعالى: {ألا إِنَّهُمْ هُمُ المفسدون} : الآية. «ألا» حرف تنبيه واستفتاح، وليست مركبةً مِنْ همزةِ الاستفهام ولا النافيةِ، بل هي بسيطةٌ، ولكنها لفظٌ مشتركٌ بين التنبيه والاستفتاح، فتدخلُ على الجملة اسميةً كانت أو فعلية، وبين العَرْض والتخصيص، فتختصُّ بالأفعال لفظاً أو تقديراً، وتكون النافيةَ للجنس دَخَلَتْ عليها همزةُ الاستفهام
وتكونُ للتمني فتجري مَجْرى «ليت» في بعض أحكامِها.
وأجاز بعضُهم أن تكون جواباً بمعنى بلى، يقول القائل: لم يقم زيد، فتقول: ألا، بمعنى بلى قد قام، وهو غريب.
٢- «لكن» معناها الاستدراكُ، وهو معنىً لا يفارقها، وتكون عاطفةً في المفردات، ولا تكون إلا بين ضِدَّيْن أو نقيضَيْن، وفي الخلافين خلافٌ، نحو: «ما قام زيدٌ لكن خرج بكر» * واستدلَّ بعضُهم على ذلك بقولِ طرفة:
ولستُ بحَلاَّلِ التِّلاعِ لِبَيْتِهِ
ولكن متى يَسْترفدِ القومُ أَرْفِدِ
فقوله:: متى يسترفدِ القوم أرفدِ «ليس ضداً ولا نقيضاً لما قبله، ولكنه خلافُه.
قال بعضهم: وهذا لا دليلَ فيه على المُدَّعَى، لأنَّ قولَه:» لستُ بحلاَّل التِّلاعِ لبيته «كنايةٌ عن نفي البخلِ أي: لا أَحُلُّ التلاعَ لأجلِ البخلِ، وقوله:» متى يسترفد القوم أرفد «كنايةٌ عن الكرم، فكأنه قال: لست بخيلاً ولكن كريماً، فهي هنا واقعةٌ بين ضِدَّيْنِ. ولا تعملُ مخفَّفةً خلافاً ليونس، ولها أحكامٌ كثيرة.
ومعنى الاستدراكِ في هذه الآيةِ يحتاجُ إلى فَضْلِ تأمُّلٍ ونَظَر، وذلك أنهم لَمَّا نُهُوا عن اتخاذِ مثلِ ما كانوا يتعاطَوْنه من الإِفساد فقابلوا ذلك بأنهم مصلحون في ذلك، وأخبر تعالى بأنهم هم المفسدون، كانوا حقيقين بأن يَعْلَموا أن ذلك كما أخبر تعالى وأنهم لا يَدَّعُون أنهم مصلحون، فاستدرك عليهم هذا المعنى الذي فاتَهم من عدمِ الشعورِ بذلك، ومثلُه قولك:» زيدٌ جاهلٌ ولكن لا يعلم «* وذلك أنه من حيث اتصف بالجهل، وصار الجهلُ وصفاً قائماً به كان ينبغي أن يَعْلَمَ بهذا الوصفِ من نفسه، لأن الإِنسانَ ينبغي له أن يعلم ما اشتملَتْ عليه نفسُه من الصفات فاستدركْتَ عليه أن هذا الوصفَ القائمَ به لا يعلمه مبالغةً في جَهْله.
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.