المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 15 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 15 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (
سورة البقرة 15)
الاعراب
اللَّهُ: اسم الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
يَسْتَهْزِئُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو بِإِفَادَةِ التَّجَدُّدِ مِنَ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ
وهذه مشاكلة لفظية
بِهِمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"يستهزئ"
وَ:عطف
يَمُدُّهُمْ: معطوفة على "يستهزئ" وتعرب إعرابها. والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور
فِي طُغْيَانِهِمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"يمدهم". والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور.
يَعْمَهُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه
ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.

اعراب الجمل
جملة: (اللّه يستهزئ بهم): لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (يستهزئ بهم): في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
جملة: (يمدّهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة يستهزئ.
جملة: (يعمهون): في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يمدّهم.

الصرف
{يَسْتَهْزِئُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ اللَّامِ سُدَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ التَّاءِ وَالسِّينِ وَالْيَاءِ مِنْ بَابِ (اسْتَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ(يَسْتَفْعِلُ) مِنْ مَادَّةِ (هزأ).
{يَمُدُّ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مُضَعَّفٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (يَمْدُدُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعُلُ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ: (مدد)
{طُغْيَانِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (طَغَا يَطْغَى)* مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ، أَصْلُهُ: (طُغْوَانُ)عَلَى وَزْنِ (فُعْلَانُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ يَاءً مِنْ مَادَّةِ (طغو).
{يَعْمَهُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ) عَلَى وَزْنِ(يَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (عمه)

البلاغة
١- المجاز العقلي
   الاستهزاء في الآية مجاز عقلي، حيث نسب الله تعالى الاستهزاء إلى نفسه، وهو منزه عن ذلك حقيقةً. المقصود هنا أن الله يجازيهم جزاء استهزائهم، فكأنه استهزاء بهم نتيجة أفعالهم. هذا المجاز يعكس عدل الله وقدرته على مجازاة الكافرين بأسلوب لطيف ومؤثر.
٢- التقديم والتأخير:  
   تقديم لفظ {اللَّهُ} على الفعل {يَسْتَهْزِئُ} يفيد الحصر والاهتمام، أي أن الله هو الذي يتولى أمرهم ويجازيهم على استهزائهم، مما يعطي دلالة على عظمة الله وقدرته.
٣- الطباق: 
   في الآيات السابقة، ذكر الله استهزاء المنافقين بالمؤمنين، ثم جاءت هذه الآية لتبين أن الله هو الذي يستهزئ بهم. هذا الطباق بين فعل المنافقين وفعل الله يعكس العدل الإلهي، حيث يجازيهم بما يستحقون.
٤- الإيجاز والاختصار: 
   الآية موجزة ومعبّرة، حيث عبرت عن معنى عميق في كلمات قليلة، وهو أن الله يجازي المنافقين على استهزائهم، مما يدل على بلاغة القرآن وإيجازه.
٥- التشويق والتهويل: 
   استخدام لفظ {يَسْتَهْزِئُ} فيه نوع من التهويل، حيث يوحي بأن الله سيجازيهم جزاءً عظيماً على استهزائهم، مما يثير الخوف والرهبة في نفوس المنافقين.
٦- التناسب مع السياق: 
   الآية جاءت في سياق الحديث عن المنافقين الذين يستهزئون بالمؤمنين، فجاءت الآية لتبين أن الله هو الذي سيتولى أمرهم ويجازيهم، مما يعطي تناسقاً بين الآيات وانسجاماً في المعنى.

الفوائد
١- (يمد) فِعْلٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْمَدَدِ وَهُوَ الزِّيَادَةُ، يُقَالُ مَدَّهُ إِذَا زَادَهُ وَهُوَ الْأَصْلُ فِي الِاشْتِقَاقِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى الْهَمْزَةِ لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ، وَقَدْ يَقُولُونَ أَمَدَّهُ بِهَمْزَةِ التَّعْدِيَةِ عَلَى تَقْدِيرِ جَعَلَهُ ذَا مَدَدٍ ثُمَّ غَلَبَ اسْتِعْمَالُ مَدَّ فِي الزِّيَادَةِ فِي ذَاتِ الْمَفْعُولِ نَحْوُ مَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَمَدَّ الْأَرْضَ أَيْ مَطَّطَهَا وَأَطَالَهَا، وَغَلَبَ اسْتِعْمَالُ (أَمَدَّ) الْمَهْمُوزِ فِي الزِّيَادَةِ لِلْمَفْعُولِ مِنْ أَشْيَاءَ يَحْتَاجُهَا نَحْوُ أَمَدَّهُ بِجَيْشٍ: (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) [الشُّعَرَاء: 133].
وَإِنَّمَا اسْتُعْمِلَ هَذَا فِي مَوْضِعِ الْآخَرِ عَلَى الْأَصْلِ فَلِذَلِكَ قِيلَ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا فِي الِاسْتِعْمَالِ.
وَقِيلَ يَخْتَصُّ (أَمَدَّ) الْمَهْمُوزُ بِالْخَيرِ نَحْو: (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ) [النَّمْل: 36] (أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ) [الْمُؤْمِنُونَ: 55]* وَيَخْتَصُّ (مَدَّ) بِغَيْرِ الْخَيْرِ.
وَتَعْدِيَةُ فِعْلِ (يَمُدُّ) إِلَى ضَمِيرِهِمُ الدَّالِّ عَلَى أَدَبٍ أَوْ ذَوْقٍ مَعَ أَنَّ الْمَدَّ إِنَّمَا يَتَعَدَّى إِلَى الطُّغْيَانِ جَاءَتْ عَلَى طَرِيقَةِ الْإِجْمَالِ الَّذِي يَعْقُبُهُ التَّفْصِيلُ لِيَتَمَكَّنَ التَّفْصِيلُ فِي ذِهْنِ السَّامِعِ مِثْلُ طَرِيقَةِ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ( التحرير والتنوير)
٢- الفرق البلاغي بين الفعل الماضي والمضارع في اللغة العربية يتجلى في الدلالة الزمنية والسياقية، وكذلك في التأثير البلاغي والمعنوي الذي يضفيه كل منهما على الجملة.
وفيما يلي أبرز الفروق البلاغية بينهما:
١- الدلالة الزمنية واليقين:
   – الفعل الماضي: يدل على حدث وقع وانتهى، مما يعطي إحساسًا بالتحقق واليقين.  
     مثال: ﴿أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ (طه: 80) — هنا الفعل الماضي "أنجينا" يدل على تحقق النجاة بالفعل.  
     – "حَقَّقَ الطالبُ النجاحَ" (الإيحاء بأن الأمر قد تم بالفعل).  
– الفعل المضارع: يدل على حدث مستمر أو لم يقع بعد، مما يعطي إحساسًا بالاستمرار أو التوقع.  
     مثال: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ (الأنعام: 95) — الفعل المضارع "يُخرج" يدل على استمرارية الإخراج كدليل على قدرة الله.  
     – "يُحَاوِلُ الطالبُ النجاحَ" (الإيحاء بأن العملية لم تنته بعد).
٢- التأثير العاطفي (البلاغي):
   – الماضي: يُستخدم لتأكيد الحقائق الثابتة أو لإثبات وقوع حدث لا شك فيه، مما يعطي طابعًا قويًا وحاسمًا.  
     مثال: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ (الأنعام: 73) — الفعل الماضي هنا يؤكد حقيقة الخلق كحدث لا ريب فيه.  
– المضارع: يُستخدم لإضفاء الحيوية والتشويق، أو للدلالة على تجدد الحدث واستمراريته.  
     مثال: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾ (العنكبوت: 21) — الفعل المضارع هنا يدل على أن التعذيب والرحمة صفتان دائمتان لله.  
٣- الاستخدام في الأساليب الإنشائية:
   – الماضي: يُستخدم في القصص والأخبار لسرد الأحداث الماضية.  
     مثال: ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ (الأنبياء: 112) — سرد لحوار سابق.  
– المضارع: يُستخدم في المواعظ والتهديد أو الوعد لإضفاء الإلحاح والتجدد.  
     مثال: ﴿إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ (النحل: 90) — الأمر هنا صفة مستمرة.  
٤- التفاوت في التصوير البلاغي:
   – الماضي: يعطي إحساسًا بالثبات والاستقرار.  
     مثال: "غَرَسَ الزارعُ الشجرةَ" (الإيحاء بأن العملية اكتملت).  
   – المضارع: يعطي إحساسًا بالحركة والحياة.  
     مثال: "يَغْرِسُ الزارعُ الشجرةَ" (كأننا نرى المشهد يتجدد أمامنا).  
٥- في الاستعارة والمجاز:
   – قد يُستخدم الماضي للمستحيل ليدل على التحقق المجازي:  
     ﴿أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ (النحل: 1)  مع أن "الأمر" لم يقع بعد، لكن صيغة الماضي تدل على حتمية وقوعه.  
   – بينما المضارع قد يُستخدم للدعاء أو التمني:  
     "يَرْحَمُكَ اللهُ" — للدعاء بالرحمة المستمرة.  الخلاصة:
– الفعل الماضي يُوحي بالتحقق، الثبات، والانتهاء.  
– الفعل المضارع يُوحي بالاستمرار، الحركة، والتجدد.  
واختيار أحدهما على الآخر في السياق البلاغي يعتمد على المعنى المراد إبرازه، سواء كان تأكيدًا لحدث مكتمل أو تصويرًا لحدث متجدد.

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى