تم الإجابة عليه: الفرق بين يترك ويذر ويدع ويغادر؟

1-    الفعل ترك:  
الترك هو أن يفارق الشيءُ ما كان يعلق به،  ثم أطلق في التخلي عن الشيء وعدم التعلق به، و كذلك على مجرد إبقائه على حاله دون مساس به، كأن لا علاقة له بمن فارقه.. ولهذا يسمون بيضة النعامة تريكة؛ لأن النعامة تفارقها  بعد أن تبيضها. والتريكة هي الأرض التي فيها نبات يهملها الناس ولا يرعونها.
لذلك سمي ما يخلفه الإنسان بعد موته من مال (تركة) لأنه لم يعد يملك أمرها.
قال تعالى:   (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ) .
ومثال معنى الترك على أنه  إبقاء الشيء  على حاله دون مساس به قوله تعالى
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
وقد يكون الترك بإبقاء الشيء دون غيره ذاتا  مثل  قوله تعالى
(وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
والآيات كثيرة في  مشتقات الفعل ترك
وقد يكون الترك اختيارا
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا  إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ)
أو من غير اختيار، كأن يموت الإنسان أو يرحل مجبرا
(كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)

2-    الفعل ودع:
الودع هو بقاء الشيء ساكنا قارا في مقر أو مقام بلا حركة ولا استعمال، مع الانشغال به والعودة إليه.   يقال ودع الثوبَ يعني صانه في صيوانه لا يصل إليه غبار ولا ريح. ويقال أودعه مالا  يعني دفعه إليه ليكون عنده وديعة، أي يكون عنده ساكنا  ومصانا لا يتصرف به ولا يستعمله.
والوداع: توديع الناس بعضهم بعضا في المسير. وتوديع المسافر أهله يعني تخليفه إياهم خافضين وادعين  ومبقيهم قارين لا يشركهم في مشاقه.
وقد ورد الفعل ودع  في القرآن في موضعين
قال تعالى:
(وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )
أي اهجر أذاهم لا تنشغل به وكأنه ساكن غير فاعل فيك.
وورد أيضا بمعنى الهجر في قوله تعالى
(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ)
أي لم يكلك إلى حالك ولم يهجرك
3-    الفعل وذر
أصل الوذر من القذف. يقال وذر فلان الشيء أي قذفه  لقلة الاعتداد به وعدم المبالاة . فهو يعني التخلي والمفارقة والانفصال بشكل نهائي لقلة الاعتداد من دون نية للعودة.
ويتضح هذا في قوله تعالى في الكف عن الربا.
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا).
 إي  كفوا عن أخذ الربا  بشكل نهائي من دون عودة
ويتضح أيضا في وصف من يموتون ويتركون أزواجا
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا)  
أي انفصال نهائي من دون قدرة على العودة وأن الزوجة لم تعد تعني لهم شيئا.
وكذلك يتضح في عدم الانشغال بأفعال غير المؤمن
قال تعالى:
(فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ)* أي لا تنشغل بهم  وكلهم لي ولا يكونوا في حسبانك.
4-    الفعل غادر
غادر مشتق من الفعل غدر على وزن فاعَلَ.  والغدر هو البقاء  والتخلف بعد مفارقة المصدر أو الأصل.
يُقَالُ: لَيْلَةٌ غَدِرَةٌ: بَيِّنَةُ الْغَدَرِ، أَيْ مُظْلِمَةٌ. وَقِيلَ لَهَا ذَلِكَ لِأَنَّهَا تُغَادِرُ النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ فَلَا يَخْرُجُونَ مِنْ شِدَّةِ ظُلْمَتِهَا .
الْغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ مَاءِ الْمَطَرِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ السَّيْلَ غَادَرَهُ، أَيْ فارقه  
ويقال أيضا  غَدِرَتِ الشَّاةُ، إِذَا تَخَلَّفَتْ عَنِ الْغَنَمِ. فَإِنْ تَرَكَهَا الرَّاعِي فَهِيَ غَدِيرَةٌ.
والغدائر: ذوائب الشعر المضفورة تكون في الخلف طالت كأنها فارقت الرأس.
ولذلك يقال غادر الشيء الشيئ  أي فارقة  وجعله بعد أن كان معه. ويقال غادرنا فلان أي فارقنا  وأبقانا خلفه.
الغدر: نقض العهد  وهو إنما  المفارقة وعدم التمسك، فكأن الغادر تخلف عن اللحاق بما يقتضيه العقد أو العهد.
وقد ورد الفعل غدر في القرآن في موضعين
قال تعالى
( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)
أي لم نبقي منهم أحدا من دون أن يؤخذ إلى ألاض المحشر
وقال تعالى
(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا )
أي أن كتاب الأعمال لم يبقي عملا دون أت يسجل ويأتي به إلى الحساب.