إعراب آية 35 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “إعراب آية 35 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
اعراب الجمل
جملة: (قلنا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا للملائكة في الآية السابقة.
جملة: (يا آدم اسكن) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (اسكن) لا محلّ لها جواب النداء.
جملة: (كلا منها) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
جملة: (شئتما)في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
جملة: (لا تقربا) لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
الصرف
{قُلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ:ة (قول)
{اسْكُنْ}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ(افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ(سكن)
والسكونُ والسُّكْنى: الاستقرارُ. ومنه: المِسْكينُ لعدَمِ استقراره وحركتِه وتصرُّفِه، والسِّكِّينُ لأنها تَقْطَعُ حركةَ المذبوحِ، والسَّكِينة لأنَّ بها يَذْهَبُ القلقُ.
{زَوْجُ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ، جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (زوج).
{الْجَنَّةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلَةٌ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (جنن).
{كُلَا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَب مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ) عَلَى وَزْنِ(افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ (أكل)
وأصلُ كُلْ: أُأْكُلْ بهمزتين: الأولى همزةُ وصلٍ، والثانيةُ فاءُ الكلمة فلو جاءَتْ هذه الكلمةُ على هذا الأصلِ لقيل: اُوكُلْ بإبدالِ الثانيةِ حرفاً مجانساً لحركةِ ما قبلَها، إلا أنَّ العربَ حَذَفَتْ فاءَه في الأمرِ تخفيفاً فاستَغْنَتْ حينئذٍ عن همزةِ الوصلِ فوزنُه عُلْ، ومثلُه: خُذْ ومُرْ، ولا يُقاسُ على هذه الأفعالِ غيرُها لا تقول من أَجَر: جُرْ. ولا تَرُدُّ العربُ هذه الفاءَ في العطف بل تقول: قم وخذ وكُلْ، إلا «مُرْ» فإنَّ الكثيرَ رَدُّ فائِه بعد الواوِ والفاءِ قال تعالى: {وَأْمُرْ قَوْمَكَ} [الأعراف: 145] و {وَأْمُرْ أَهْلَكَ} [طه: 132] * وعدمُ الردِّ قليلٌ، وقد حَكَى سيبويه: «اؤْكُلْ» على الأصلِ وهو شاذٌّ.
وقال ابن عطية: «حُذِفَتِ النونُ من» كُلا « للأمر » وهذه العبارةُ مُوهِمةٌ لمذهبِ الكوفيين من أنَّ الأمرَ عندهم مُعْربٌ على التدريجِ
وهو عند البصريين محمولٌ على المجزومِ، فإن سُكِّنَ المجزومُ سُكِّن الأمرُ منه، وإنْ حُذِفَ منه حرفٌ حُذِفَ من الأمر
{رَغَدًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ، مُفْرَدٌ، جَامِدٌ، مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(رَغُدَ يَرْغُدُ)* مِنْ بَابِ(شَرُفَ يَشْرُفُ)* ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعَلٌ)مِنْ مَادَّةِ (رغد)
وقُرئ: «رَغْداً» بسكون الغينِ وهي لغةُ تميمٍ. وقال بعضُهم: كل فعلٍ حلقيٍّ العين صحيحِ اللامِ يجوزُ فتحُ عينِه وتسكينها نحو: نهر وبحر. وهذا فيه نظرٌ بل المنقولُ أنَّ فعْلاً بسكونِ العينِ إذا كانت عينُه حلقيةً لا يجوزُ فتحُها عند البصريين إلا أَنْ يُسَمَعَ فَيُقْتَصَرَ عليه، ويكون ذلك على لغتين لأنَّ إحداهما مأخوذةٌ من الأخرى.
وأمَّا الكوفيون فبعضُ هذا عندهم ذو لغتين، وبعضُه أصلُه السكونُ ويجوز فتحُه قياساً، أمَّا أنَّ فعَلاً المفتوحَ العينِ الحلقِيَّها يجوزُ فيه التسكينُ فيجوز في السَّحَر: السَّحْر فهذا لا يُجيزه أحد. والرغَدُ: الواسِعُ الهنيءُ
قال امرؤ القيس:
بينما المرءُ تراهُ ناعماً
يَأْمَنُ الأحداثَ في عيشٍ رَغَدْ
ويقال: رَغُِدَ عيشُهم بضم الغين وكسرها وأَرْغَدَ القومُ: صاروا في رَغَد
{شِئْتُمَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَب مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ اللَّامِ، أَجْوَفُ يَائِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ(فَعِلَ)* مِنْ مَادَّةِ: (شيأ)
هل الكسرةُ التي على الشين أصلٌ كقولِك: جِئْتُما وخِفْتُما، أو مُحَوَّلة من فتحة لتدلَّ على ذواتِ الياءِ نحو: بِعْتما؟
قولان مبنيَّان على وزنِ شَاءَ ما هو؟
فمذهب المبرد أنه: فَعَل بفتحِ العينِ، ومذهبُ سيبويه فَعِل بكسرِها ولا يخفى تصريفُهما
{تَقْرَبَا}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَب مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (تَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ: (قرب)
{الشَّجَرَةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ، جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعَلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (شجر)
وقرئ:» الشجرة «بكسر الشينِ والجيمِ وسكونِ الجيمِ، وبإبدالها ياءً مع فتحِ الشين وكسرِها لقُرْبِها منها مَخْرجاً، كما أُبْدِلَتِ الجيمُ منها في قوله:
يا رَبِّ إنْ كنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ
فلا يَزالُ شاحِجٌ يأتيكَ بِجْ
يريد بذلك حَجَّتي
{تَكُونَا}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَب مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: التَّاءِ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (تَكْوُنُ)* عَلَى وَزْنِ(تَفْعُلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الضَّمَّةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (كون)
{الظَّالِمِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (ظَالِمٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (ظَلَمَ يَظْلِمُ)* مِنْ بَابِ(ضَرَبَ يَضْرِبُ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (ظلم).
البلاغة
١- النداء بـ (يا آدم):
– بدأت الآية بالنداء “يَا آدَمُ”وهو أسلوب خطابي يُظهر الاهتمام والتفضيل، مما يُبرز مكانة آدم عليه السلام عند الله. .
٢- الأمر بالسكنى (اسْكُنْ):
– فعل الأمر “اسْكُنْ” يفيد الطمأنينة والاستقرار، مما يدل على أن الجنة مكان راحة وسكينة.
٣- التعبير بـ (رَغَدًا):
– كلمة “رَغَدًا” تعني السعة واليسر، وهي تدل على نعمة الله الواسعة، حيث يُباح لهما الأكل من أي مكان في الجنة دون مشقة.
٤- التقييد بـ (حَيْثُ شِئْتُمَا):
– العبارة “حَيْثُ شِئْتُمَا” تمنحهما حرية الاختيار، مما يُظهر كرم الله وفضله عليهما.
٥- النهي مع التعليل (وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ):
– النهي جاء بصيغة “وَلَا تَقْرَبَا” وهي أبلغ من “لا تأكلا”* لأن النهي عن القربان يشمل الأكل والاقتراب المفضي إليه.
– التعليل بـ “فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ” فيه تحذير من العاقبة الوخيمة، مما يجعل النهي أكثر تأثيرًا.
٦- الجناس في (تَكُونَا) و(تَقْرَبَا):
– هناك تناسق صوتي بين “تَقْرَبَا” و”تَكُونَا” مما يعطي الآية جرسًا موسيقيًّا جميلًا.
٧- الإيجاز مع البلاغة:
– الآية جمعت بين الإيجاز والعمق، حيث تضمنت أمرين (السكنى والأكل) ونهيًا واحدًا (عدم الاقتراب من الشجرة) مع التعليل، كل ذلك في جملة قصيرة.
٨- التنبيه بالتنكير في (هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ):
– لم تُسمَّ الشجرة، مما قد يدل على أنها ليست مقصودة لذاتها، بل للامتحان والابتلاء.
الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون
«أنت» توكيدٌ للضميرِ المستكنِّ في «اسكُن» ليصِحَّ العطفُ عليه
و «زوجُك» عَطْفٌ عليه، هذا مذهبِ البصريين، أعني: اشتراط الفصلِ بين المتعاطِفَيْن إذا كان المعطوفُ عليه ضميراً مرفوعاً متصلاً، ولا يُشْترط أن يكونَ الفاصلُ توكيداً، بل أيَّ فصلٍ كان، نحو: {مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148] . وأمَّا الكوفيون فيُجيزون ذلك من غير فاصل وأنشدوا:
قُلْتُ إذا أقبلَتْ وزهرٌ تَهادى
كنعاجِ الفَلا تَعَسَّفْنَ رَمْلا
وهذا عند البصريينَ ضرورةً لا يُقاسُ عليه. وقد مَنَعَ بعضَهُم أن يكونَ «زوجُك» عطفاً على الضميرِ المستكنِّ في «اسكُنْ» وجعله من عطفِ الجملِ، بمعنى أن يكونَ «زوجُك» مرفوعاً بفعلٍ محذوفٍ، أي: وَلْتَسْكُنْ زوجك، فحُذِف لدلالة «اسكنْ» عليه، ونَظَّره بقولِه تعالى: {لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ} [طه: 58] وزعم أنه مذهبُ سيبويهِ، وكأن شُبْهَتَه في ذلك أنَّ مِنْ حقِّ المعطوفِ حُلولَه مَحَلَّ المعطوفِ عليه، ولا يَصِحُّ هنا حلولُ «زوجُك» محلَّ الضميرِ، لأنَّ فاعلَ فِعْلِ الأمر الواحدِ المذكَّر نحو: قُمْ واسكُنْ لا يكونُ إلاَّ ضميراً مستتراً، وكذلك فاعل نفعلُ، فكيف يَصِحُّ وقوعُ الظاهرِ موقَع المضمرِ الذي قبله؟
وهذا الذي زعمه ليس بشيءٍ لأنَّ مذهبَ سيبويهِ بنصِّه يخالِفُه، ولأنَّه لا خلافَ في صِحَّةِ: «تقوم هندٌ وزيدٌ» * ولا يَصِحُّ مباشرةُ زيدٍ ل «تقوم» لتأنيثه.
«الجَنَّةَ» مفعولٌ به لا ظرفٌ، نحو: سَكَنْتُ الدارَ. وقيل: هي ظرفٌ على الاتساعِ، وكان الأصلُ تعديتَه إليها ب «في» * لكونها ظرفَ مكان مختصٍّ، وما بعد القولِ منصوبٌ به.
قوله: {حَيْثُ شِئْتُمَا} حيث: ظرفُ مكانٍ والمشهور بناؤُها على الضم لشَبَهِها بالحرفِ في الافتقارِ إلى جملةٍ، وكانت حركتُها ضمةً تشبيهاً ب «قبل» و «بعد» .
ونقل الكسائي إعرابَها عن فَقْعَس، وفيها لغاتٌ: حيث بتثليث الثاء وحَوْث بتثليثها أيضاً، ونُقل: حاث بالألف، وهي لازمةُ [الظرفيةِ لا تتصرفُ، وقد تُجَرُّ بمِنْ كقوله تعالى: {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ} [البقرة: 222] {مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] * وهي لازمةٌ للإِضافة إلى جملةٍ مطلقاً ولا تُضاف إلى المفرد إلا نادراً، قال:
أَمَا تَرى حيثُ سهيلٍ طالِعا …
وقال آخر:
وَنَطْعَنُهم تحت الحُبَى بعد ضَرْبهم
ببيضِ المواضي حيثُ لَيِّ العَمائم
وقد تُزاد عليها «ما» فتجزمُ فعلين شرطاً وجزاء كإنْ، ولا يُجْزَمُ بها دونَ «ما» خلافاً لقوم، وقد تُشَرَّبُ معنَى التعليلِ، وزعم الأخفش أنها تكونُ ظرفَ زمانٍ وأنشد:
للفتى عَقْلٌ يَعيشُ به
حيث تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ
ولا دليلَ فيه لأنها على بابِها. والعامِلُ فيها هنا «كُلا» أي: كُلا أيَّ مكانٍ شِئْتُما تَوْسِعَةً عليهما. وأجاز أبو البقاء أن تكونَ بدلاً من «الجنَّة» * قال: «لأنَّ الجنةَ مفعولٌ بها، فيكون» حيث «مفعولاً به» وفيه نظرٌ لأنها لا تتصرَّف كما تقدَّم إلا بالجرِّ ب «مِنْ» .
«هذه» مفعولٌ به اسمُ إشارةِ المؤنث، وفيها لغاتٌ: هذي وهذهِ وهذهِ بكسرِ الهاء بإشباعٍ ودونِهِ، وهذهْ بسكونِه، وذِهْ بكسر الذالِ فقط، والهاءُ بدلٌ من الياءِ لقُرْبِهَا منها في الخَفَاءِ.
قال ابنُ عطية ونُقِلَ أيضاً عن النحاس «وليس في الكلام هاءُ تأنيثٍ مكسورٌ ما قبلَها غيرُ» هذه «. وفيه نظرٌ، لأن تلك الهاء التي تَدُلُّ على التأنيث ليستْ هذه، لأن تيكَ بدلٌ من تاءِ التأنيث في الوقف، وأمَّا هذه الهاءُ فلا دلالةَ لها على التأنيثِ بل الدالُّ عليه مجموعُ الكلمةِ، كما تقول: الياءُ في» هذي «للتأنيثِ. وحكمُها في القُرْبِ والبُعْدِ والتوسط ودخولِ هاءِ التنبيه وكافِ الخطاب حكمُ ذا
ويُقال فيها أيضاً: تَيْك وتَيْلَكَ وتِلْكَ وتالِك، قال الشاعر:
تعلَّمْ أنَّ بعدَ الغَيِّ رُشْدا
وأنَّ لتالِكَ الغُمَرِ انْحِسَاراً
قال هشام:» ويقال: تافَعَلَتْ «* وأنشدوا:
خَليليَّ لولا ساكنُ الدارِ لم أُقِمْ
بتا الدارِ إلاَّ عابرَ ابنِ سبيل
تقول: قَرِبْتُ الأمرَ أقرَبه بكسرِ العين في الماضي، وفتحِها في المضارع أي: التبَسْتُ به، وقال الجوهري:» قَرُب بالضمِّ يقرُبُ قُرْباً أي: دَنَا، وقَرِبْتُهُ بالكسر قُرْبَاناً دَنَوْتُ [منه] * وقَرَبْتُ أقرُبُ قِرابَةً مثل: كَتَبْتُ أكتُبُ كِتابة إذا سِرْتَ إلى الماء وبينك وبينه لَيْلَةٌ.
وقيل: إذا قيل: لا تَقْرَبْ بفتح الراء كان معناه لا تَلْتَبِسْ بالفعلِ وإذا قيل: لا تَقْرُب بالضمِّ كان معناه: لاَ تَدْنُ منه .أه
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.