إعراب آية 43 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “إعراب آية 43 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (سورة البقرة 43)
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (سورة البقرة 43)
{وَ}عطف
{أَقِيمُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة.
{الصَّلاةَ}: مفعول به منصوب بأقيموا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
{وَ}عطف
{آتُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة.
{الزَّكاةَ}: مفعول به منصوب بآتوا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
{وَ}عاطفة
{ارْكَعُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون فيمحل رفع فاعل والألف فارقة .
{مَعَ}حرف جر
{ الرَّاكِعِينَ}: اسم مجرور بحرف الجر «مع» وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة في الاسم المفرد واللفظة: اسم فاعل والجار والمجرور «مع الراكعين» متعلق باركعوا
أو تكون «مع» ظرف مكان متعلقا باركعوا يدل على المصاحبة والاجتماع منصوب على الظرفية وهو مضاف و «الراكعين» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء.
اعراب الجمل
جملة: (قيموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تلبسوا.. في الآية السابقة.
جملة: (آتوا الزكاة) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
جملة: (اركعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
الصرف
{أَقِيمُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ: (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ(أَقْوِمْ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعِلْ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ يَاءً لِمَجِيءِ الْوَاوِ بَعْدَ كَسْرٍ، مِنْ مَادَّةِ(قوم).
{الصَّلَاةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، أَصْلُهُ(صَلَوَةٌ)* عَلَى وَزْنِ:ة (فَعَلَةٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(صلو)
{آتُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، نَاقِصٌ يَائِيٌّ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ: (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (أَأْتِي)* عَلَى وَزْنِ(أَفْعِلْ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْيَاءِ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْيَاءِ، وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ أَلِفًا لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ مُتَحَرِّكَةٍ وَسَاكِنَةٍ، مِنْ مَادَّةِ(أتي)
او أصله آتيوا * فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت لالتقاء الساكنين * ثم حركت التاء بحركة الياء المحذوفة .
وقيل : ضمّت تبعا للواو كما ضمّت في اضربوا ونحوه وألف الزكاة منقلبة عن واو * لقولهم : زكا الشيء يزكو * وقالوا في الجمع زكوات .
{الزَّكَاةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، أَصْلُهُ(زَكَوَةٌ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَةٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(زكو)
او أصلها: مشتقة من الفعل «زكا» نحو: زكا الزرع يزكو زكاء: بمعنى نما ينمو نماء لأن إخراج الزكاة يجلب البركة أو هي مأخوذة من «الزكاة» أي «الطهارة» لأنها تطهر المال.
وزكت الأرض تزكو زكوا وسمي القدر المخرج من المال: زكاة لأنه سبب يرجى به الزكاة
وزكى الرجل ماله يزكيه تزكية والزكاة منه أي هي اسم منه
{ارْكَعُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ،ة مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* عَلَى وَزْنِ(افْعَلْ)* مِنْ مَادَّةِ(ركع)
{الرَّاكِعِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ،ة جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ:ة (رَاكِعٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (رَكَعَ يَرْكَعُ)* مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (ركع).
البلاغة
١- الاختصار والإيجاز مع البلاغة (الإيجاز البلاغي)
– الجملة جاءت قصيرة لكنها شاملة لأوامر مهمة (الصلاة، الزكاة، الاشتراك في العبادة)* مما يدل على بلاغة القرآن في اختزال المعاني الكبيرة في ألفاظ موجزة.
٢- التدرج في الأوامر (المنهج التربوي)
– بدأ بـ {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} لأنها عماد الدين، ثم ثنّى بـ {وَآتُوا الزَّكَاةَ} لربط العبادة بالتكافل الاجتماعي، وختم بـ {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}لحثّهم على الجماعة والوحدة.
٣- الفعل “أقيموا” (دقة اللفظ)
– لم يقل “صلوا”* بل فـالـحـق لا يُـعـرف بـالـڪـثرة {أَقِيمُوا}مما يفيد الإتقان والاستمرار والمحافظة على الصلاة بجميع أركانها، وهو أبلغ من مجرد الأداء.
٤- الجمْع بين الصلاة والزكاة (الاقتران المعنوي)
– اقتران الصلاة (العبادة البدنية) بالزكاة (العبادة المالية) يشير إلى تكامل الدين بين حقوق الله وحقوق العباد، وهو نمط متكرر في القرآن لبيان شمولية الإسلام.
٥-{وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (الأسلوب الحثّي)
– الصيغة تدل على الحضّ على المشاركة الجماعية في العبادة، وتذكيرهم بأهمية الاتباع لا الابتعاد.
– استخدام {مَعَ} يفيد المصاحبة والاجتماع، مما يعزز قيم الوحدة والتآخي الانزياح عن المألوف (الانزياح البلاغي)
– ختم الآية بالركوع مع الجماعة بدلاً من تكرار “أقيموا الصلاة” يُعدّ تحولًا بلاغيًا يجذب الانتباه ويؤكد على فريضة الجماعة.
٧- الانسجام الصوتي (الفواصل القرآنية)
– انتهت الآية بـ {الرَّاكِعِينَ} بتناسق إيقاعي مع الفواصل في السورة (مثل: {الْعَالَمِينَ} {الظَّالِمِينَ} مما يعطي نغمة موحدة تُسهّل الحفظ.
الفوائد
الفوائد البلاغية لفعل الأمر
١- الدلالة على الطلب أو الأمر
– الغرض الأساسي من فعل الأمر هو طلب فعل شيء ما من المخاطب
٢- التوجيه والإرشاد كما في النصوص الدينية والتعليمية:
– “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ”( سورة العلق).
٣- الدعاء والابتهال
“ارْحَمْنِي يَا رَبِّ”
٤- التحدي أو التهكم
“أَطِقْ هَذَا الْجَبَلَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا” (تحدي غير واقعي).
٥- التمني (في غير المخاطب)
– قد يُستخدم مع غير العاقل أو في صيغة التمني:
“أَصْبِحْ يَا وَطَنِي آمِنًا”(دعاء للوطن).
٦- التخيير (إذا اقترن بـ”أو”)
– إذا جاء مع أداة التخيير “أو”* يفيد الاختيار بين أمرين: “اذْهَبْ أَوِ اجْلِسْ”
٧- التعجيز (في صيغة الاستحالة)
“هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”(تحدٍّ لإثبات صدقهم).
٨- التهديد أو التحذير في سياقات التخويف أو الإنذار: “ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ”(سورة الدخان – تهديد للساخرين).
٩- الإذن أو الإباحة “كُلُوا وَاشْرَبُوا” (إباحة الأكل والشرب).
١٠ – التسوية بين امرين (إذا سبقه “سواء”)
“سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ” (سورة البقرة).
١١- الالتماس (إذا كان من أدنى لأعلى)
– إذا كان الأمر من شخص أدنى رتبة إلى أعلى، يُصبح التماسًا: “يَا أُسْتَاذُ، أَعِدْ شَرْحَ الْقَاعِدَةِ”
١٢- التشويق أو الترغيب
– في النصوص الإعلامية أو الأدبية لجذب الانتباه: “اِسْتَمِعُوا لِهَذِهِ الْقِصَّةِ الْمُثِيرَةِ!”
١٣- التأكيد على الفعل (مع التكرار)
“اِجْتَهِدْ، اِجْتَهِدْ، فَالنَّجَاحُ قَرِيبٌ”
١٤- التعبير عن التعجب أو الاستغراق في بعض التراكيب البلاغية:
– “انْظُرْ كَيْفَ يَضْرِبُونَ الْأَمْثَالَ!”(تعجب من أفعالهم).
١٥- الاستخدام المجازي (لغير البشر)
– قد يُخاطب به الجماد أو الحيوان مجازيًا:
“اِسْكُتْ أَيُّهَا الْبَحْرُ!”(في الأدب).
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.