تم الإجابة عليه: أعراب الآية ٢ من سورة البقرة ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة 2)
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: أعراب الآية ٢ من سورة البقرة ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة 2)”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
الاعراب
ذَلِكَ: "ذا" اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ
أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف بتقدير: هذا ذلك. واللام للبعد، والكاف للخطاب
الْكِتَابُ: صفة أو بدل من "ذلك" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
لَا: حرف نفي للجنس
رَيْبَ: اسم "لا" مبنيّ على الفتح في محلّ نصب.
فِيهِ: جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وجوبا في محل رفع.لأن «لا» النافية للجنس تعمل عمل «أن»
ويجوز أن يعرب شبة الجملة «فِيهِ» خبرا مقدما و «هُدىً» مبتدأ مؤخرا والجملة في محل نصب حالا مؤكدا
هُدًى: خبر للمبتدأ "ذلك" مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
لِلْمُتَّقِينَ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"هدي"
أو بصفة محذوفة من "هدى" وعلامة جرّ الاسم المجرور الياء لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
اعراب الجمل
جملة: (ذلك الكتاب) لا محل لها ابتدائية
جملة: (لا ريب فيه) في محل رفع خبر المبتدأ(ذا)
الصرف
{ذا} اسم للإشارة والألف من أصل الاسم وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي.
{الْكِتَابُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ(فِعَالٌ)مِنْ مَادَّةِ(كتب)
{رَيْبَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ: (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(ريب).
{هُدًى}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مَقْصُورٌ، أَصْلُهُ(هُدَيٌ) عَلَى وَزْنِ (فُعَلٌ) وهو مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب
فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْيَاءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ (هدي)* أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل.
{الْمُتَّقِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (مُتَّقٍ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الْخُمَاسِيِّ (اتَّقَى) مِنْ بَابِ (افْتَعَلَ)ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ التَّاءِ وَالْمِيمِ مَنْقُوصٌ أَصْلُهُ (مُوتَقِيٌ) عَلَى وَزْنِ (مُفْتَعِلٌ)
من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
وفي (المتقين) إعلال بالحذف حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين)
البلاغة:
١- – التقديم والتأخير:
– قدم الله تعالى كلمة "ذَٰلِكَ" للإشارة إلى القرآن الكريم، وهو أسلوب يفيد التعظيم والتفخيم، حيث يشير إلى أن هذا الكتاب معروف ومشهود له بالعظمة.
– ثم أتبعها بـ "الْكِتَابُ"لتأكيد أن المقصود هو القرآن، وهو كتاب الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
التفخيم والتعظيم:
– استخدام لفظ "الْكِتَابُ" مع أداة التعريف "ال" يفيد التفخيم والتعظيم، حيث يشير إلى أن هذا الكتاب هو الكتاب الأعظم، وهو القرآن الكريم
٢- النفي بـ "لَا" للتأكيد:
– استخدام "لَا رَيْبَ فِيهِ" يفيد النفي القاطع لأي شك أو ريب في القرآن. وهذا الأسلوب البلاغي يعطي قوة وحسمًا في إثبات أن القرآن كتابٌ منزلٌ من الله، لا شك فيه
٣- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى: (لا فيه ريب) على حد (لا فِيها غَوْلٌ) لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب.
٤- الاختصار والايجاز
نفى الله عزوجل أي شك أو ريب في القرآن بكلمات قليلة لكنها قوية ومؤثرة
٤- التعليل والبيان:
– بعد نفي الريب، جاء التعليل بـ "هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" أي أن القرآن هدىً ورشادٌ للمتقين الذين يخشون الله ويتبعون أوامره. وهذا يوضح أن القرآن ليس مجرد كتاب عادي، بل هو مصدر هداية للذين يتقون الله
٥- الطباق:
– هناك طباق بين "لَا رَيْبَ" و "هُدًى"حيث نفي الريب يقابله إثبات الهداية، مما يعطي توازنًا بلاغيًا في الآية
٦- الاستعارة:
– كلمة "هُدًى" استعارة تصويرية، حيث شبه القرآن بالضوء الذي يهدي الناس إلى الطريق المستقيم، وهذا يعطي صورة حية لقيمة القرآن في حياة المؤمنين.
و وضع المصدر (هدى) موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.
٧- التوجيه إلى المتقين:
– ختمت الآية بـ "لِّلْمُتَّقِينَ" مما يدل على أن الهداية مرتبطة بتقوى الله، وهذا يوجه القارئ إلى أن القرآن ليس هدىً عامًا لكل الناس، بل هو هدى خاص لمن يتقي الله ويخشاه.
٨- الإيقاع والانسجام:
– الآية تتميز بإيقاع متناسق، حيث تبدأ بالإشارة إلى الكتاب، ثم تنفي الريب، ثم تثبت الهداية، مما يعطي انسجامًا وتناسقًا في المعنى والصياغة.
٩- التوجيه إلى الغاية:
– الغاية من القرآن هي الهداية، وهذا ما أكدته الآية بقوله "هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ"مما يوضح أن القرآن ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو منهج حياة وهداية للقلوب
الفوائد
١- يقول البقاء العكبري في التبيان في اعراب القرآن
{ذلِكَ} : ذا اسم إشارة * والألف من جملة الاسم .
وقال الكوفيون: الذال وحدها هي الاسم * والألف زيدت لتكثير الكلمة * واستدلوا على ذلك بقولهم: ذه أمة اللَّه وليس ذلك بشيء لأنّ هذا الاسم اسم ظاهر * وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدلّ على ذلك قولهم في التصغير: ذيّا فردّوه إلى الثلاثي * والهاء في ذه بدل من الياء في ذي.
وأما اللام فحرف زيد ليدلّ على بعد المشار إليه.
وقيل : هي بدل من ها ألا تراك تقول: هذا * وهذاك ولا يجوز هذلك .
وحرّكت اللام لئلا يجتمع ساكنان * وكسرت على أصل التقاء الساكنين
وقيل : كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لا لتبس بمعنى الملك .
وقيل : ذلك هاهنا بمعنى هذا .
وموضعه رفع إما على أنه خبر آلم * والكتاب عطف بيان * ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقّا * أو غير ذي شك وإمّا أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره * ولا ريب حال . ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان * ولا ريب فيه الخبر .
و « رَيْبَ » : مبنىّ عند الأكثرين * لأنه ركب مع لا وصيّر بمنزلة خمسة عشر وعلَّة بنائه تضمّنه معنى من إذ التقدير : لا من ريب * واحتيج إلى تقدير من لتدلّ « لا » على نفي ***** ألا ترى أنك تقول : لا رجل في الدار * فتنفي الواحد وما زاد عليه * فإذا قلت : لا رجل في الدار * فرفعت ونوّنت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر .
وقوله : {( فِيه )} فيه وجهان :
أحدهما – هو في موضع خبر لا * ويتعلَّق بمحذوف * تقديره : لا ريب كائن فيه * فتقف حينئذ على « فيه » .
والوجه الثاني – أن يكون لا ريب آخر الكلام * وخبره محذوف للعلم به * ثم تستأنف * فتقول : فيه هدى * فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وإن شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلَّق « في » على الوجهين بفعل محذوف .
وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك :
هديت * والهدي .
وفي موضعه وجهان :
أحدهما – رفع * إما مبتدأ * أو فاعل على ما ذكرنا وإما أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو هدى وإما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر .
والوجه الثاني – أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل * والعامل في الحال معنى الجملة * تقديره : أحقّقه هاديا .
ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والإشارة الحاصل من قوله ذلك
{لِلْمُتَّقِينَ} : اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن * أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر * والمصدر يعمل عمل الفعل .
وواحد المتقين متّقي وأصل الكلمة من وقى فعل * ففاؤها واو ولامها ياء * فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الواو تاء وأدغمتها في التاء الأخرى * فقلت : اتّقى * وكذلك في اسم الفاعل وما تصرّف منه نحو متّق ومتّقى .
ومتّق : اسم ناقص * وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع بعدها كقولك : متّقون ومتّقين * ووزنه في الأصل مفتعلون لأنّ أصله موتقيون * فحذفت اللام لما ذكرنا * فوزنه الآن مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى * إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل * فكان إبقاؤها أولى .أه
٢- الاسم الثلاثي المعتل الآخر والفعل الثلاثي المعتل الآخر مثل هدى وغزا إذا كان أصل الألف ياء رسمت بالياء وإن كانت واوا كتبت ألفا وهذا يقودنا إلى وجوب معرفة أصل حرف العلة واوا أو ياء. ولمعرفة ذلك ثلاث وسائل:
الأولى: أن نحول الفعل إلى مضارعه.
الثانية: أن نسند ماضيه إلى تاء الفاعل.
الثالثة: أن نعيده إلى مصدره. مثل رمى يرمي رميت رميا وغزا يغزو غزوت غزوا
الأستاذ محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.