تم الإجابة عليه: أعراب الآية 5 من سورة البقرة
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: أعراب الآية 5 من سورة البقرة”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (
سورة البقرة 5)
الاعراب
أُولَئِكَ: أولاء: اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف للخطاب.
و «أولئك» : اسمُ إشارةٍ يشترك فيه جماعةُ الذكور والإِناث، وهو مبنيٌّ على الكسر لشبِهْه بالحرفِ في الافتقار، وفيه لغتان: المدُّ والقَصْر، ولكنَّ الممدود للبعيد، وقد يقال: أولا لِك
وقيل : المقصور للقريب والممدودُ للمتوسط وأولا لك للبعيد، وفيه لغاتٌ كثيرة.
وكتبوا «أولئك» بزيادةِ واو قبل اللام، قيل للفرقِ بينها وبين «إليك»
عَلَى هُدًى: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر المبتدأ "أولئك" المحذوف وعلامة جرّ "هدى" الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر و نكّر الاسم ليفيد الابهام والتعظيم
مِنْ رَبِّهِمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بهدى أو بصفة محذوفة من "هدى" والهاء في "ربهم" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
ويجوز أن تكون «مِنْ» لابتداء الغاية على تقدير من هدى ربهم
وَأُولَئِكَ: الواو: حرف عطف. أولئك: معطوفة على "أولئك" الأولى وتعرب إعرابها.
ويفيد تكرير اسم الإشارة «أولئك» زيادة تقرير وإيضاح لتميزهم بالشرف على غيرهم
هُمُ: ضمير منفصل مبنيّ على السكون وحُرِّكت الميم بالضم لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ ثانٍ
ويجوز إعراب «هُمُ» ضمير فصل لا محل له أو عمادا وتكون «الْمُفْلِحُونَ» خبر «أُولئِكَ»
وفائدةُ الفصل: الفرقُ بين الخبرِ والتابعِ، ولهذا سُمِّيَ فَصْلاً، ويفيدُ أيضاً التوكيدَ
الْمُفْلِحُونَ: خبر "هم" مرفوع وعلامة رفعه
الواو لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
اعراب الجمل
جملة: (أولئك على هدى) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: (أولئك هم المفلحون) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية
جملة (هم المفلحون) في محلّ رفع خبر المبتدأ الأول "أولئك".
الصرف
{هُدًى}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (هَدَى يَهْدِي) مِنْ بَابِ(ضَرَبَ يَضْرِبُ) ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مَقْصُورٌ، أَصْلُهُ (هُدَيٌ)* عَلَى وَزْنِ(فُعَلٌ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْيَاءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ: (هدي)
{رَبِّ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (ربب)
{الْمُفْلِحُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (مُفْلِحٌ) مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (أَفْلَحَ) مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْمِيمِ، أَصْلُهُ (مُؤَفْلِحٌ) عَلَى وَزْنِ (مُؤَفْعِلٌ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ (فلح) فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون
البلاغة
١- التقديم والتأخير: قدم الله تعالى "عَلَىٰ هُدًى" على "مِّن رَّبِّهِمْ"* لإبراز أهمية الهدى الذي هم عليه، ثم بيّن مصدر هذا الهدى وهو الرب، مما يعطي التركيز على نعمة الهداية أولاً.
و في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره.
وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد
أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه
أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه كما قال صاحب اعراب القرآن الكريم وبيانه
٢- الوصف بالهدى والفلاح: وصف الله تعالى هؤلاء المؤمنين بأنهم على هدى من ربهم، ثم أكد أنهم هم المفلحون، وهذا يظهر الترابط بين الهداية والفلاح، حيث لا فلاح بغير هداية.
٣- التوكيد بـ"أولئك": كلمة "أولئك" تُستخدم للإشارة إلى البعيد، ولكنها هنا تُستخدم للتعظيم والتفخيم، مما يدل على علو مكانة هؤلاء المؤمنين.
٤- الاختصار والإيجاز: الآية موجزة لكنها شاملة، حيث جمعت بين الهداية والفلاح في عبارة قصيرة، مما يدل على بلاغة القرآن وإعجازه.
٥- الربط بين الهداية والفلاح: الفلاح هو النجاح والفوز، والآية تربط بين الهداية من الله والفلاح، مما يدل على أن الهداية هي السبيل الوحيد للنجاح الحقيقي.
٦- الاستخدام الفريد للفظ المفلحون: كلمة "المفلحون" تحمل معنى الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة، وهي كلمة شاملة تدل على تحقيق الغاية العظمى.
الفوائد
١- يقول السمين الحلبي في الدر المصون
قوله تعالى: {أولئك} : مبتدأٌ، خبرهُ الجارُّ والمجرورُ بعده أي كائنون على هدى، وهذه الجملة: إمَّا مستأنفةٌ وإمّا خبرٌ عن قوله: {الذين يُؤْمِنُونَ} إمَّا الأولى وإمَّا الثانية
ويجوز أن يكون «أولئك» وحدَه خبراً عن {الذين يُؤْمِنُونَ} أيضاً إمَّا الأولى أو الثانية، ويكون «على هدى» في هذا الوجهِ في محلِّ نصب على الحالِ، هذا كلُّه إذا أعربنا {الذين يُؤْمِنُونَ} مبتدأ
أمَّا إذا جعلناه غيرَ مبتدأ فلا يَخْفَى حكمه مِمّا تقدم.
ويجوز أن يكونَ {الذين يُؤْمِنُونَ} مبتدأ، و «أولئك» بدلٌ أو بيانٌ، و «على هدى» الخبرُ، و «مِنْ ربهم» في محلِّ جرٍّ صفةً لهُدى. أه
٢- قال الزمخشري: «وفي اسم الإِشارة الذي هو» أولئك «إيذانٌ بأنَّ ما يَرِد عقيبَه والمذكورين قبله أهلٌ لاكتسابِه من أجل الخصال التي عُدِّدَت لهم، كقول حاتم:» وللهِ صعلوكٌ «* ثمَ عَدَّد له خِصالاً فاضلة، ثم عقَّبَ تعديدها بقوله:
فذلك إن يَهْلِكْ فَحُسْنى ثناؤُه
وإن عاش لم يَقْعُدْ ضعيفاً مُذَمَّماً.أه
٣-يقول السمين:
الفلاحُ أصله الشَّقُّ، ومنه قوله: «إن الحديد بالحديد يفلح» ومنه قول بكر بن النطاح:
لاَ تَبْعَثَنَّ إلى ربيعةَ غيرَها
إن الحديدَ بغيرِه لا يُفْلِح
ويُعَبَّرُ به عن الفوز والظفر بالبُغْيَة وهو مقصود الآيةِ
ويُراد به البَقاءُ، قال:
لو أن حَيَّاً مُدْرِكُ الفَلاحِ
أَدْرَكه مُلاعِبُ الرِّماحِ.أه
[4:43 م، 2025/3/20] محمد إبراهيم شلهوب سوريا: سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ٧
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (سورة البقرة
7)
الاعراب
خَتَمَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح
اللهُ: اسم الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
عَلَى قُلُوبِهِمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بختم والهاء في "قلوبهم" ضمير متّصل مبنيّ على الكسر
في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
وَعَلَى سَمْعِهِمْ: معطوفة بالواو على "على قلوبهم"* وتعرب إعرابها.
وَ:استئنافية
عَلَى أَبْصَارِهِمْ: تعرب إعراب "على قلوبهم". و"على أبصارهم" في محلّ رفع خبر مقدم.
غِشَاوَةٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
وإنما كُرِّر حرفُ الجر وهو «على» ليفيد التأكيدَ أو ليُشْعِرَ ذلك بتغايرِ الختمين، وهو أنَّ خَتْم القلوبِ غيرُ خَتْمِ الأسماعِ.
وقد فرَّق النحويون بين: «مررت بزيد وعمرو» وبين: «مررت بزيد وبعمرو»
فقالوا: في الأول هو مرورٌ واحدٌ وفي الثاني هما مروران
وَ:استئنافية
لَهُمْ: اللام حرف جر و الجارّ ومجرور متعلِّقان بخبر مقدم
عَذَابٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
عَظِيمٌ: صفة لعذاب مرفوعة بالضمّة الظاهرة
و «عظيمٌ» اسمُ فاعلٍ من عَظُم، نحو: كَريم من كَرُم غيرَ مذهوبٍ به مذهبَ الزمان، وأصله أن تُوصف به الأجرامُ، ثم قد توصفُ به المعاني
اعراب الجمل
جملة: (ختم اللّه) لا محل لها استئنافية.
جملة: (على أبصارهم غشاوة) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
جملة: (لهم عذاب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
الصرف
{خَتَمَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (ختم)
{قُلُوبِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ، مُفْرَدُهُ (قَلْبٌ) جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْوَاوِ، عَلَى وَزْنِ (فُعُولٌ) مِنْ مَادَّةِ (قلب)
{سَمْعِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (سَمِعَ يَسْمَعُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (سمع)
{أَبْصَارِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْقِلَّةِ، مُفْرَدُهُ (بَصَرٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، عَلَى وَزْنِ (أَفْعَالٌ)* مِنْ مَادَّةِ(بصر).
{غِشَاوَةٌ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (غَشِيَ يَغْشَى) مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ أَصْلُهُ (غِشَايَةٌ)* عَلَى وَزْنِ(فِعَالَةٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْيَاءِ هَمْزَةً لِمَجِيئِهَا مُتَحَرِّكَةً بَعْدَ الْأَلِفِ، مِنْ مَادَّةِ: (غشي).
{عَذَابٌ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ (فَعَالٌ)مِنْ مَادَّةِ(عذب).
{عَظِيمٌ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (عَظُمَ يَعْظُمُ)* مِنْ بَابِ(شَرُفَ يَشْرُفُ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(عظم)
البلاغة
١- التصوير البياني:
– الختم على القلوب: استُخدمت كلمة "ختم" لتصوير حالة القلوب التي أُغلقت تمامًا، فلا يدخلها إيمان ولا يخرج منها شك. والختم يُوحي بالإغلاق التام والطابع الذي لا يُنقش، مما يدل على أن قلوبهم قد أصبحت غير قابلة للهداية.
– الغشاوة على الأبصار: كلمة "غشاوة" تُصوِّر حجابًا أو غطاءً على العيون، مما يجعلهم غير قادرين على رؤية الحق أو التمييز بينه وبين الباطل.
٢- التقديم والتأخير:
– قدّم الله تعالى "القلوب" على "السمع" و"الأبصار" لأن القلب هو مركز الإدراك والفهم، فإذا أُغلق القلب، أصبح السمع والبصر عديمَي الفائدة. وهذا الترتيب يدل على أن الفساد يبدأ من القلب ثم ينتقل إلى الحواس.
٣- الطباق:
– هناك طباق بين "الختم على القلوب" و"الغشاوة على الأبصار" حيث يُقابل بين الإغلاق التام للقلوب والحجاب على الأبصار، مما يُظهر شدة الإبعاد عن الحق.
-الإيجاز والاختصار:
– الآية موجزة لكنها شاملة لمعانٍ عميقة، حيث بيّنت حال الكفار من إغلاق قلوبهم وحواسهم، وأشارت إلى العذاب العظيم الذي ينتظرهم، كل ذلك في جملة قصيرة.
٥- التفصيل بعد الإجمال:
– بدأت الآية بالإجمال في قوله {خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ} ثم فصّلت في قوله {وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ} و{وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} مما يُظهر شمولية العقوبة لكل جوانب الإدراك.
٦- التهديد والوعيد:
– خُتمت الآية بقوله {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهو تهديد واضح بالعذاب الشديد، مما يُضفي على الآية طابعًا تحذيريًا.
٧- الانزياح اللغوي:
– استخدام كلمة "ختم"بدلًا من كلمات مثل "أغلق" أو "سدّ"* حيث إن الختم يُوحي بابع النهائي الذي لا رجعة فيه، مما يدل على أن قلوبهم قد بلغت مرحلة لا يمكن معها الهداية.
٨- التناسب اللفظي:
– هناك تناسب بين "الختم" و"الغشاوة" حيث إن كليهما يدل على الحجب والإغلاق، مما يُظهر انسجامًا في المعنى واللفظ.
٩- التكرار الضمني:
– تكرار معنى الإغلاق والحجب في القلوب والسمع والأبصار، مما يُؤكد على شدة ابتعاد الكفار عن الحق.
١٠ -التشبيه الضمني:
– يمكن أن يُفهم من الآية تشبيه قلوب الكفار بالشيء المُختوم الذي لا يُفتح، وأبصارهم بالشيء المُغطى الذي لا يُبصر.
الفوائد
يقول ابو البقاء العكبريفي التبيان في إعراب القرآن
{وعَلى سَمْعِهِمْ} : السمع في الأصل مصدر سمع * وفي تقديره هنا وجهان :
أحدهما : أنه استعمل مصدرا على أصله * وفي الكلام حذف تقديره : على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه
والثاني – أنّ السمع هنا استعمل بمعنى السامعة * وهي الأذن * كما قالوا : الغيب بمعنى الغائب * والنّجم بمعنى الناجم * واكتفى بالواحد هنا عن الجمع * كما قال الشاعر :
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها
فبيض وأمّا جلدها فصليب
يريد جلودها .
{وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} : يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ * وعلى أبصارهم خبره * وفي الجار على هذا ضمير .
وعلى قول الأخفش غشاوة مرفوع بالجار * كارتفاع الفاعل بالفعل * ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية * والوقف على هذه القراءة على « وعَلى سَمْعِهِمْ » .
ويقرأ بالنصب بفعل مضمر * تقديره : وجعل على أبصارهم غشاوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه يتعدّى بنفسه .
ويجوز كسر الغين وفتحها * وفيها ثلاث لغات أخر * غشوة – بغير ألف * بفتح الغين وضمها وكسرها .أه
محمد إبراهيم شلهوب
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.