تم الإجابة عليه: إعراب آية 160 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 160 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ١٦٠
إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (سورة البقرة 160)
الاعراب
{إِلَّا}أداة استثناء
{ الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مستثنى بإلا.
{تابُوا}: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة.
{وَ}عاطفة
{أَصْلَحُوا} تعرب اعراب تابوا
وحذف مفعول هذا الفعل المتعدي اختصارا لأن ما قبله يدل عليه أي لوجود قرينة دالة عليه. التقدير: وأصلحوا ما أفسدوه
{ وَ}عاطفة
{بَيَّنُوا}: تعرب اعراب ماقبلها
و هذا الفعل متعد أيضا وحذف مفعوله اختصارا. التقدير: وبينوا ما ذكره الله في كتبهم
{فَأُولئِكَ}: الفاء استئنافية.
أولئك: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.
{أَتُوبُ}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا
{عَلَيْهِمْ}: حرف جر والهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين – مبني على الكسر في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بأتوب.
{وَ}استئنافية او حالية
{أَنَا}:ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
{التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}: خبران للمبتدأ «أنا» خبر بعد خبر – بالتتابع مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة الظاهرة في آخرهما.
وهما اسما فاعلين من صيغ المبالغة «فعال بمعنى فاعل وفعيل بمعنى فاعل» أي الكثير التوبة لعباده التائبين * الكثير الرحمة بهم.
اعراب الجمل
جملة: (تابوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
جملة: (أصلحوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
جملة: (بينو) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وكجملة: (أولئك أتوب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
جملة: (أتوب عليهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
جملة: (انا التوّاب) لا محل لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
الصرف
{تَابُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ(تَوَبَ)عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادّ(توب)
{أَصْلَحُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ(أَفْعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ(صلح).
{بَيَّنُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ يَائِيٌّ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ(فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَّلَ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (بين)
{أَتُوبُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُتَكَلِّمِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (أَتْوُبُ)* عَلَى وَزْنِ: (أَفْعُلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الضَّمَّةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ (توب).
{التَّوَّابُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ قِيَاسِيَّةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (تَابَ يَتُوبُ) مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَحَرْفٍ مُضَعَّفٍ، عَلَى وَزْنِ (فَعَّالٌ)فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ (توب).
{الرَّحِيمُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ قِيَاسِيَّةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(رَحِمَ يَرْحَمُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (رحم).
البلاغة
١- التقسيم والتفصيل (الاستثناء المنقطع)
– قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} جاء بعد ذكر عقاب الذين يكتمون الحق ويضلون الناس، مما يُظهر رحمة الله بالاستثناء.
– هذا الأسلوب يُبرز الانتقال من الوعيد إلى الرحمة، مما يجعل التوبة سبيلًا للنجاة.
٢- الطباق (المقابلة بين العقاب والمغفرة):
– المقابلة بين حال الكافرين المُعاقَبين وحال التائبين المغفور لهم، مما يُظهر عدل الله ورحمته.
٣- التكرار المعنوي (في التوبة):
– قوله: {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} فيه تكرار لمعنى التوبة بلفظين مختلفين:
– "أَتُوبُ": فعل يدل على قبول التوبة.
– "التَّوَّابُ": صيغة مبالغة تدل على كثرة قبول التوبة من الله.
– هذا يُؤكد سعة مغفرة الله ورحمته بعباده.
٤- الاختصار والإيجاز (في شروط التوبة):
– ذكر شروط التوبة بثلاث كلمات موجزة:
– {تَابُوا} الندم على الذنب.
– {وَأَصْلَحُوا}: إصلاح العمل في الحاضر والمستقبل.
– {وَبَيَّنُوا} إظهار الحق الذي كتموه.
– هذا الاختصار مع دلالة كل كلمة على معنى عظيم يُظهر بلاغة القرآن في الإيجاز.
٥- التقديم والتأخير (في صفات الله):
– قوله: {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} قدَّم "التَّوَّاب" على "الرَّحِيم" لأن السياق في قبول التوبة، فكان تقديم "التواب" أنسب.
٦- الفواصل الموسيقية (في ختام الآية):
– انتهت الآية بجملتين ذات فواصل متوافقة: {عَلَيْهِمْ}و{الرَّحِيمُ}* مما يُعطي نغمةً متناسقة تُؤكد المعنى.
٧- التدرج في الوعد بالقبول:
– بدأ بقبول التوبة (أَتُوبُ عَلَيْهِمْ)* ثم أكده بالصفة الدالة على الكثرة (التَّوَّابُ)* ثم ختم بالرحمة (الرَّحِيمُ) ليطمئن التائب.
الخلاصة:
الجانب البلاغي الأبرز في الآية هو الجمع بين الترغيب والترهيب مع إظهار عدل الله ورحمته، بأسلوب موجزٍ بديع، يجمع بين الدقة اللفظية والعُمق المعنوي.
الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون
قوله: {إِلاَّ الذين تَابُواْ} : فيه وجهان:
أحدُهما: أَنْ يكونَ استثناءً متصلاً، والمستثنى منه هو الضميرُ في «يلعنهم»
الثاني: أن يكونَ استثناءً منقطعاً لأنَّ الذين كَتَمُوا لُعِنوا قبل أن يتوبوا، وإنما جاء الاستثناءُ لبيان قَبولِ التوبة، لأنَّ قوماً من الكاتمين لم يُلْعَنوا، ذكر ذلك أبو البقاء وليس بشيء
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.