المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 17 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 17 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (سورة البقرة 17)
الاعراب
مَثَلُهُمْ: مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم
في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
كَمَثَلِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر المبتدأ الثاني.
ويجوز أن يكون "مثلهم" مبتدأ ثان والكاف للتشبيه في محلّ رفع خبره لأنها بمعنى "مثل".
(الكاف يجوز أن يكون حرف جرّ فيتعلق بمحذوف .
ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل * فلا يتعلَّق بشيء)
الَّذِي: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
و «الذي» اسم موصولٌ للمفردِ المذكرِ، ولكن المرادَ به هنا جَمْعٌ، ولذلك رُوعي معناه في قوله: {ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ} فأعاد الضمير عليه جمعاً، والأَوْلى أن يقال إن «الذي» وقع وصفاً لشيء يُفْهِم الجمعَ، ثم حُذِفَ ذلك الموصوفُ للدلالةِ عليه،
والتقديرُ: مَثَلهم كَمَثَل الفريق الذي استوقد أو الجمعِ الذي استوقَدَ، ويكون قد رُوعي الوصفُ مرةً، فعادَ الضميرُ عليه مفرداً في قوله: «استوقد» و «حَوْلَه» * والموصوفُ أخرى فعاد الضميرُ عليهِ مجموعاً في قوله: «بنورِهم، وتركَهم»
اسْتَوْقَدَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
نَارًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
فَلَمَّا: الفاء حرف استئناف. لما: اسم شرط غير جازم مبنيّ على السكون في محلّ نصب على الظرفية الزمانية.
لما هاهنا اسم * وهي ظرف زمان * وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضي * وكان لها جواب . والعامل فيها جوابها * مثل :إذا .
أَضَاءَتْ: فعل ماض مبنيّ على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي.
مَا: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
وأضاءت : متعدّ * فيكون « ما » على هذا مفعولا به وقيل أضاء لازم * يقال : ضاءت النار وأضاءت بمعنى فعلى هذا يكون « ما » ظرفا .
وفي « ما » ثلاثة أوجه :
١-  بمعنى الذي .
٢-  نكرة موصوفة أي مكانا حوله .
٣-  زائدة .
حَوْلَهُ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة * متعلِّق بصلة الموصول والتقدير بما هو كائن حوله والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بالإضافة
ذَهَبَ: ذهب: فعل ماض مبنيّ على الفتح
اللَّهُ: اسم الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
بِنُورِهِمْ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"ذهب" والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
وَ:عطف
تَرَكَهُمْ: فعل ماض مبنيّ على الفتح والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو والهاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور
تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعولين لأنّ المعنى صيّرهم وليس المراد به التّرك الذي هو الإهمال
و ترك: في الأصل بمعنى طرح وخلّى فيتعدّى لواحد وقد يتضمن معنى التصيير فيتعدّى لاثنين
فِي ظُلُمَاتٍ: جارّ ومجرور متعلِّقان بتركهم أو بمفعول به ثانٍ لأن المعنى: "وصيرهم".
لَا: حرف نفي.
يُبْصِرُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل

اعراب الجمل
جملة: (مثلهم كمثل الذي) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (استوقد نارا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أضاءت) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (ذهب اللّه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
جملة: (تركهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
جملة: (لا يبصرون) في محلّ نصب حال من ضمير النصب في تركهم.

الصرف
{مَثَلُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ) مِنْ مَادَّةِ(مثل).
{مَثَلِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فَعَلٌ)* مِنْ مَادَّةِ: (مثل)
{اسْتَوْقَدَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ مِثَالٌ وَاوِيٌّ، سُدَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَالسِّينِ، مِنْ بَابِ (اسْتَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ(اسْتَفْعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ(وقد).
{نَارًا}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (نور)
{أَضَاءَتْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبَةِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ اللَّامِ، أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ: (أَضْوَأَ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ: الْفَتْحَةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ: (ضوأ)
{حَوْلَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ:(فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(حول).
{ذَهَبَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(فَتَحَ يَفْتَحُ)* عَلَى وَزْنِ: (فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ: (ذهب)
{نُورِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فُعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(نور).
{تَرَكَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ) عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ(ترك).
{ظُلُمَاتٍ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (ظُلْمَةٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فُعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ: (ظلم)
{يُبْصِرُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (يُؤَبْصِرُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ (بصر)

البلاغة
١- التشبيه: 
   – شبه الله تعالى المنافقين بالذي أوقد نارًا، فاستفاد من نورها، ثم انطفأت فتركته في الظلام. هذا التشبيه يوضح حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ظاهرًا لكنهم في الحقيقة كافرون، فكما أن النور مؤقت وينتهي بزوال النار، كذلك إيمانهم الظاهري لا حقيقة له.
٢- الاستعارة: 
   – النور هنا استعارة للإيمان والهداية، والظلام استعارة للكفر والضلال. فالله يبين أن المنافقين فقدوا الهداية بعد أن كانوا في ظاهر الأمر مستفيدين منها.
٣-التصوير البياني: 
   – الصورة المرسومة في الآية توحي بحالة مؤقتة من النور (الإيمان الظاهري) تتبدد سريعًا، تاركة صاحبها في ظلام دامس. هذا التصوير يعكس حال المنافقين الذين لا يستقرون على إيمان حقيقي.
٤- الإيجاز والاختصار: 
   – الآية بجملة واحدة رسمت صورة كاملة لحال المنافقين، مما يدل على بلاغة القرآن في الإيجاز مع وضوح المعنى.
٥- التقابل بين النور والظلام: 
   – هناك تقابل بين النور والظلام، مما يعكس التناقض في حال المنافقين بين الظاهر والباطن.
٦- التوازن اللفظي والمعنوي: 
   – الآية متوازنة في تركيبها، حيث تتحدث عن النور أولًا ثم الظلام، مما يعكس تسلسل الأحداث بشكل منطقي.

الفوائد
يقول السمين الحلبي :
١- في «الذي» لغاتٌ: أشهرُها ثبوتُ الياء ساكنةً. وقد تُشَدَّد مكسورةً مطلقاً، أو جاريةً بوجوهِ الإِعرابِ، كقوله:
وليسَ المالُ فاعلَمْهُ بمالٍ
                    وإنْ أرضاكَ إلا ِللَّذيِّ
يَنالُ به العَلاءَ ويَصْطَفيه
                 لأقربِ أَقْرِبيه وللقَصِيِّ
فهذا يَحْتمل أنْ يكونَ مبنيًّا وأن يكونَ مُعْرباً، وقد تُحْذف ساكناً ما قبلها، كقولِ الآخر:
فلم أَرَ بيْتاً كان أكثرَ بهجةً
              مِنَ اللذْ به من آلِ عَزَّةَ عامرُ
أو مكسوراً، كقوله:
واللذِ لو شاء لكانَتْ بَرّاً
                 أو جبلاً أَصَمَّ مُشَمْخِراً
ومثلُ هذه اللغات في «التي» أيضاً، قال بعضُهم: «وقولُهم هذه لغاتٌ ليس جيداً لأنَّ هذه لم تَرِدْ إلا ضرورةً، فلا ينبغي أن تسمى لغات»
٢- واستوقَدَ استفْعَلَ بمعنى أفْعَلَ، نحو: استجاب بمعنى أَجاب، وهو رأي الأخفش، وعليه قولُ الشاعر:
وداعٍ دعا يا مَنْ يُجيبُ إلى الندى
                  فلم يَسْتَجِبْهُ عندَ ذاكَ مُجيبُ
أي: فلم يُجِبْه، وقيل: بل السينُ للطلب، ورُجِّحَ قولُ الأخفش بأنَّ كونَه للطلب يستدعي حَذفَ جملةٍ، ألا ترى أنَّ المعنى استدعَوْا ناراً فَأَوْقدوها، فلمَّا أضاءَتْ لأنّ الإِضاءةَ لا تَتَسَبَّبُ عن الطلبِ، إنما تُسَبَّبُ عن الإِيقاد.أه
يقول ابو البقاء في التبيان
{الَّذِي اسْتَوْقَدَ} : الذي هاهنا مفرد في اللفظ  والمعنى على الجمع بدليل قوله : « ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ » وما بعده .
وفي وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان :
أحدهما – هو جنس * مثل : من * وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد * وتارة بلفظ الجمع .
والثاني – أنه أراد الذين * فحذفت النون لطول الكلام بالصلة * ومثله : « والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِه » * ثم قال : « أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ »أه
٣- «لَمَّا» حرفُ وجوب لوجوب هذا مذهبُ سيبويه.
وزعم الفارسي وتبعه أبو البقاء أنها ظرفٌ بمعنى حين،
وأنَّ العاملَ فيها جوابُها، وقد رُدَّ عليه بأنها أُجيبت ب «ما» النافية وإذا الفجائية، قال تعالى: {فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً} [فاطر: 42] . وقال تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65] * وما النافيةُ وإذا الفجائية لا يَعْمَلُ ما بعدهما فيما قبلهما فانتفى أَنْ تكونَ ظرفاً.
وتكون «لَمَّا» أيضاً جازمةً لفعلٍ واحد، ومعناها نفيُ الماضي المتصلِ بزمنِ الحال، ويجوزُ حَذْفُ مجزومها، قال الشاعر:
فجِئْتُ قبورَهم بَدْءاً ولَمَّا
               فنادَيْتُ القبورَ فلم يُجِبْنَهْ
وتكونُ بمعنى إلا، قال تعالى: {وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحياة الدنيا} [الزخرف: 35] في قراءة مَنْ قرأه.

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading