المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 23 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 23 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (سورة البقرة 23)
الاعراب
وَإِنْ: الواو: حرف استئناف. "إن" حرف شرط جازم.
كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك (التاء)  والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع اسم "كان" والميم علامة جمع الذكور
والفعل في محلّ جزم فعل الشرط.
ولا تدخل إن الشرطية على فعل ماض في المعنى إلا على كان لكثرة استعمالها وأنها لا تدل على حدث
فِي رَيْبٍ: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر كنتم المحذوف
مِمَّا: مُكَوّنة من "من" حرف جرّ، و"ما" اسم موصول بمعنى "الذي" مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بمن والجارّ والمجرور متعلِّقان بـ"ريب" أو بصفة محذوفة منها.
وحذفت نون «من» بعد ادغامها بالاسم الموصول «ما» فحصل التشديد
نَزَّلْنَا: فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك(نا)  و"نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
عَلَى عَبْدِنَا: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"نزلنا" و"نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة والعائد محذوف في محلّ نصب مفعول به، والتقدير: نزلناه.
فَأْتُوا: الفاء حرف ربط مقترنة بجملة الشرط الطلبية الجوابية
ائتوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل والألف فارقة
بِسُورَةٍ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"ائتوا"
مِنْ مِثْلِهِ: جار ومجرور متعلِّق بصفة محذوفة من "سورة" والهاء في "مثله" ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بالإضافة.
و الهاء تعود على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيكون من للابتداء
ويجوز أن تعود على القرآن * فتكون من زائدة * ويجوز أن تعود على الأنداد بلفظ المفرد * كقوله تعالى :« وإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِه »
وَ:عطف
ادْعوا :معطوفة على "ائتوا" وتعرب إعرابها.
شُهَدَاءَكُمْ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة  والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
مِنْ دُونِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بحال محذوفة للشهداء.
اللَّهِ: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة
إِنْ :حرف شرط جازم.
كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع اسم "كان" والميم علامة جمع الذكور والفعل في محلّ جزم فعل الشرط
صَادِقِينَ: خبر "كان" منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه،
   والتقدير: إن كنتم صادقين فأتوا بسورة من مثله.

اعراب الجمل
جملة: (كنتم في ريب) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (نزّلنا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
جملة: (ائتوا بسورة) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
جملة: (ادعوا شهداءكم) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
جملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى ما قبله أي: إن كنتم صادقين في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا هذا الذي طلب منكم.

الصرف
{كُنْتُمْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ(كَوَنَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ: الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ(كون)
{رَيْبٍ}: اسْمٌ، مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(ريب).
{نَزَّلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ (فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَّلَ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ: (نزل)
{عَبْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ: (عبد).
{ائْتُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ الْفَاءِ نَاقِصٌ يَائِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ) أَصْلُهُ(اأْتِي)* عَلَى وَزْنِ (افْعِلْ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ.الْيَاءِ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْيَاءِ، مِنْ مَادَّةِ (أتي).
وقيل أصله : ائتيوا * وماضيه أتى * ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة * فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة * فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين * وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها * فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها .
ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الآية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله : « الذي إيتمن » * فتصيرها ياء في اللفظ وواوا إذا انضمّ ما قبلها كقوله : « يا صالِحُ ائْتِنا » . ومنهم من يقول : ذن لي
{سُورَةٍ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ، جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فُعْلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ(سور)
{مِثْلِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فِعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ: (مثل).
{ادْعُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ نَاقِصٌ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (ادْعُو)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْوَاوِ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَيْهَا، مِنْ مَادَّةِ: (دعو)
{شُهَدَاءَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ، مُفْرَدُهُ (شَهِيدٌ)* مُشْتَقٌّ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ قِيَاسِيَّةٌ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (شَهِدَ يَشْهَدُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، مَمْدُودٌ، عَلَى وَزْنِ: (فُعَلَاءُ)* مِنْ مَادَّةِ (شهد)
{دُونِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فُعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (دون)
{كُنْتُمْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ.مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (كَوَنَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ مِنْ مَادَّةِ (كون).
{صَادِقِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (صَادِقٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍمِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (صَدَقَ يَصْدُقُ)* مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (صدق)

البلاغة
١- التحدي والإعجاز (التحدي بالقرآن):
   – التعبير بـ "فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ" فيه تحدي بلاغي واضح، حيث طلب المشركين أن يأتوا بسورة واحدة مماثلة للقرآن في فصاحته وبلاغته، مع أن القرآن كله معجز. 
   – استخدام "مِنْ مِثْلِهِ"يفيد التبعيض، أي حتى لو جاءوا بسورة واحدة مشابهة، وهذا أسلوب تقريعي يظهر عجزهم. 
٢-الأسلوب الشرطي (إنْ كنتم…):
   – بدأت الآية بشرط "وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ" وهو أسلوب يحفز المخاطبين على المحاولة إن كانوا صادقين في شكهم. 
   – جاء الجواب الشرطي "فَأْتُوا بِسُورَةٍ"مما يدل على أن التحدي مرتبط بالشك، فإذا زال الشك بالعجز يثبت الإعجاز. 
٣- التوكيد بالعجز البشري:
   – قوله "وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ" توكيد على أنهم لن يستطيعوا، حتى لو استعانوا بكل من يعتمدون عليه. 
   – التعبير بـ "مِنْ دُونِ اللَّهِ"فيه إشارة إلى أن كل من سيعتمدون عليه لا يقدرون على معونة الله. 
٤-الإيجاز مع البلاغة:
   – الآية موجزة لكنها شاملة لكل جوانب التحدي: 
     – الشك (رَيْبٍ). 
     – التحدي (فَأْتُوا بِسُورَةٍ). 
     – الاستعانة بغير الله (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ)
     – الشرط الأخير (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). 
٥- اللغة التصويرية (المجاز العقلي):
   – "نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا": فيها تشريف للنبي ﷺ بلفظ "عَبْدِنَا"مع أن الخطاب موجه للمشركين، لكن فيه إظهار لعظمة القرآن وأنه منزل من الله. 
٦- فن الالتفات (التغيير في الضمائر):
   – الانتقال من ضمير الجمع (كُنْتُمْ) إلى ضمير المتكلم (نَزَّلْنَا) لإظهار التفاوت بين قدرة البشر وعظمة الله. 

الفوائد
يقول السمين في الدر المصون
١- التضعيفُ في «نزَّلنا» هنا للتعدية مرادفاً لهمزةِ التعدِّي، ويَدُلُّ عليه قراءةُ «أنْزَلْنا» بالهمز، وجَعَلَ الزمخشري التضعيفَ هنا دالاًّ على نزولِه مُنَجَّماً في أوقاتٍ مختلفة. قال بعضُهم: «وهذا الذي ذهبَ إليه في تضعيفِ الكلمة هنا هو الذي يُعَبَّر عنه بالتكثير، أي يَفْعَلُ [ذلك] مرةً بعد مرةٍ، فَيُدَلُّ على ذلك بالتضعيفِ، ويُعَبَّرُ عنه بالكثرةِ» . قال: «وذَهَلَ عن قاعدةٍ وهي أن التضعيفَ الدالَّ على ذلك من شرطه أن يكونَ في الأفعال المتعديةِ قبل التضعيفِ غالباً نحو: جَرَّحْتُ زيداً وفتَّحْتُ الباب، ولا يُقال: جَلَّس زيدٌ، ونَزَّل لم يكن متعدياً قبلَ التضعيفِ، وإنَّ ما جَعَلَه متعدياً تضعيفُه.
وقولُه «غالباً» لأنه قد جاء التضعيفُ دالاًّ على الكثرة في اللازم قليلاً نحو: «مَوَّت المالُ» وأيضاً فالتضعيفُ الدالُّ على الكثرةِ لاَ يَجْعَلُ القاصرَ متعدياً كما تقدَّم في موَّت المال، ونَزَّل كان قاصراً فصار بالتضعيفِ متعدِّياً، فدلَّ على أن تضعيفه للنقل لا للتكثير، وأيضاً كان يَحْتاج قولُه/ تعالى: {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفرقان: 32] إلى تأويل، وأيضاً فقد جاء التضعيفُ حيث لا يمكنُ فيه التكثيرُ نحو قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ} [الأنعام: 37] {لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السمآء مَلَكاً رَّسُولاً} [الإسراء: 95] إلا بتأويل بعيدٍ جداً، إذ ليس المعنى على أنهم اقترحوا تكرير نزول آيةٍ، ولا أنه عَلَّق تكريرَ نزولِ مَلَكٍ رسولٍ على تقديرِ كونِ ملائكةٍ في الأرض
٢- «على عبدنا» متعلِّقٌ بنزَّلنا، وعُدِّي ب «على» لإفادتها الاستعلاءَ، كأنَّ المُنَزَّل تَمَكَّنَ من المنزولِ عليه ولبسه، ولهذا جاء أكثرُ القرآن بالتعدِّي بها، دونَ «إلى» * فإنها تفيدُ الانتهاء والوصولَ فقط، والإِضافة في «عبدِنا» تفيدُ التشريف كقوله:
يا قومِ قلبي عندَ زهْراءِ
             يَعْرِفُه السامعُ والرائي
لا تَدْعُني إلاَّ بيا عبدَها
                فإنه أَشْرَفُ أسمائي
وقُرئ: «عبادِنا» * فقيل: المرادُ النبيُّ عليه السلام وأمته، لأنَّ جَدْوَى المنزَّلِ حاصلٌ لهم. وقيل: المرادُ بهم جميعُ الأنبياءِ عليهم السلام
٣-{مِّن مِّثْلِهِ} في الهاء ثلاثةُ أقوالٍ:
أحدُها: أنها تعودُ على ما نَزَّلنا، فيكون مِنْ مثله صفةً لسورة، ويتعلّقُ بمحذوفٍ على ما تقرَّر، أي: بسورةٍ كائنةٍ من مثلِ المنزَّل في فصاحتِه وإخبارِه بالغُيوبِ وغيرِ ذلك، ويكونُ معنى» مِنْ «التبعيضَ، وأجاز ابن عطية والمهدوي أن تكون للبيان، وأجازا هما وأبو البقاء أن تكون زائدةً، ولا تجيء إلا على قول الأخفش.
الثاني: أنها تعودُ على «عبدِنا» فيتعلَّقُ «من مثله» بأْتُوا، ويكون معنى «مِنْ» ابتداءَ الغاية، ويجوز على هذا الوجه أيضاً أن تكونَ صفةً لسورة، أي: بسورةٍ كائنة من رجلٍ مثلِ عبدِنا. الثالث: قال أبو البقاء: «إنها تعود على الأنداد بلفظِ المفرد كقوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] قلت: ولا حاجةَ تَدْعو إلى ذلك، والمعنى يَأْباه أيضاً.
والسُّورة: الدرجةُ الرفيعة، قال النابغة:
ألم ترَ أنَّ الله أعطاكَ سُورةً
         ترى كلَّ مَلْكٍ دونَها يَتَذَبْذَبُ
وسُمِّيَتْ سورةُ القرآنِ بذلك لأنَّ صاحبَها يَشْرُفُ بها وَترْفَعُه.
وقيل: اشتقاقُها من السُّؤْر وهو البَقِيَّة، ومنه» أَسْأَروا في الإِناء «قال الأعشى:
فبانَتْ وقد أَسْأَرَتْ في الفؤا
              دِ صَدْعاً على نَأَيِها مُسْتطيرا
أي: أَبْقَتْ، ويَدُلُّ على ذلك أنَّ تميماً وغيرَها يهمزون فيقولون: سُؤْرة بالهمز، وسُمِّيت سورةُ القرآن بذلك لأنها قطعةٌ منه، وهي على هذا مخففةٌ من الهمزة، وقيل: اشتقاقُها من سُورِ البِناءِ لأنها تُحيط بقارئها وتحفظُه كسُورِ المدينة
ولكنَّ جَمْعَ سُورةِ القرآن سُوَر بفتح الواو، وجَمْعَ سُورةِ البِناء سُوْر بسكونِها فَفرَّقوا بينها في الجمعِ .أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading