المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 32 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 32 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (سورة البقرة32)
الاعراب
قَالُوا: فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة و الواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون
في محلّ رفع فاعل و الألف فارقة.
سُبْحَانَكَ: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة  و الكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة
لَا: نافية للجنس تعمل عمل "إنّ"
عِلْمَ: اسم "لا" مبنيّ على الفتح في محلّ نصب.
لَنَا: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر "لا" المحذوف. والتقدير: لا علم موجود لنا.
إِلَّا: حرف استثناء أو حصر
مَا: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به أول مقدم للفعل "علم"
أو في محلّ نصب مستثنى بإلّا.
عَلَّمْتَنَا: فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله ب
تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل و "نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به
إِنَّكَ: حرف مشبّه بالفعل و الكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ نصب اسم "إنّ"
أَنْتَ: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ نصب توكيد للضمير "الكاف"
   ويجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ و "العليم" خبره،
   والجملة الاسمية في محلّ رفع خبر "إنّ".
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ: خبرا "إنّ" أو خبرا "أنت" على الوجه الثاني من إعراب"أنت"* مرفوعان بالضمة
   ويجوز أن يكون "الحكيم" صفة للعليم.

اعراب الجمل
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (نسبّح)سبحان) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
جملة: (لا علم لنا) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (علّمتنا)لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
جملة: (إنّك أنت العليم) لا محلّ لها تعليلية.
والمصدر المؤوّل (ما علّمتنا) في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير المستكنّ في خبر لا وهو كائن أو موجود.

الصرف
{قَالُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(قول).
{سُبْحَانَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(سَبَحَ يَسْبَحُ)* مِنْ بَابِ(فَتَحَ يَفْتَحُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ، عَلَى وَزْنِ (فُعْلَانُ)* مِنْ مَادَّةِ(سبح)
{عِلْمَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فِعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(علم)
{عَلَّمْتَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ(فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَّلَ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (علم)
{الْعَلِيمُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ قِيَاسِيَّةٌ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (علم).
{الْحَكِيمُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(حَكُمَ يَحْكُمُ)* مِنْ بَابِ(شَرُفَ يَشْرُفُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (حكم).

البلاغة
١- التقديم والتأخير (تقديم "سبحانك")
   – بدأت الآية بـ "سُبْحَانَكَ" قبل الاعتراف بالعجز، مما يدل على تنزيه الله تعالى وتقديسه أولاً، ثم الاعتراف بقصور العلم الإنساني. وهذا يُظهر الأدب مع الله والاعتراف بفضله في التعليم. 
٢- الاستثناء البلاغي (لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)
   – نفي العلم عنهم "لَا عِلْمَ لَنَا"ثم استثناء ما علمهم الله، مما يُظهر أن كل علم لديهم هو من فضل الله. وهذا أسلوب بلاغي يُبرز التواضع والاعتراف بالفضل الإلهي. 
٣- الاختصار والإيجاز (الحذف البلاغي)
   – حُذف المتعلق في "سُبْحَانَكَ" أي "سبحانك من أن نعلم ما لم تعلمنا"* وهذا الحذف يفيد التعظيم والاختصار مع إفادة المعنى الكامل. 
٤- الوصف بالاسمين (الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
   – خُتمت الآية بوصف الله بـ "الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" لتأكيد كمال علمه وحكمته، حيث إن العلم المطلق لله، والحكمة في تعليمه ما يشاء. 
٥- الالتفات البلاغي (من خطاب الغيبة إلى الحضور) 
   – الانتقال من ضمير الغائب في سياق القصة إلى خطاب الحضور في "سُبْحَانَكَ" و"عَلَّمْتَنَا" مما يُظهر التفاعل العاطفي مع الله والمناجاة المباشرة. 
٦- التكرار المعنوي (التأكيد على العلم الإلهي) 
   – تأكيد علم الله مرتين: 
     – الأولى: "مَا عَلَّمْتَنَا" (اعتراف بالتعليم الإلهي). 
     – الثانية: "إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ" (تأكيد على سعة علمه). 

الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون
  «سُبْحان» اسمُ مصدرٍ وهو التسبيح
وقيل: بل هو مصدرٌ لأنه سُمِعَ له فعلٌ ثلاثي، وهو من الأسماء اللازمةِ للإِضافة وقد يُفْرَدُ، وإذا أُفْرِد مُنِعَ الصرفَ للتعريفِ وزيادةِ الألفِ والنونِ كقوله:
أقولُ لَمَّا جاءني فَخْرُه
              سُبْحَانَ مِنْ علقَمَةَ الفاخِرِ
وقد جاء منوَّناً كقوله:
سبحانَه ثم سُبْحاناً نعوذُ به .
          وقبلَنَا سبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ
فقيل: صُرِف ضرورةً
وقيل: هو بمنزلة قبلُ وبعدُ، إن نُوي تعريفُه بقي على حالِه، وإن نُكِّر أُعْرِبَ منصرفاً، وهذا البيتُ يساعِدُ على كونِهِ مصدراً [لا اسمَ مصدرٍ] لورودِه منصرفاً.
ولقائلِ القولِ الأولِ أن يُجيبَ عنه بأنّ هذا نكرةٌ لا معرفةٌ، وهو من الأسماءِ اللازمةِ النصبَ على المصدريةِ فلا يتصرَّفُ، والناصبُ له فعلٌ مقدرٌ لا يجوزُ إظهارُه
وقد رُوي عن الكسائي أنه جَعَلَه منادى تقديرُه: يا سبحانَك، وأباه الجمهورُ من النحاةِ، وإضافتُه [هنا] إلى المفعولِ لأنَّ المعنى: نُسَبِّحُك نحنُ. وقيل: بل إضافتُه للفاعل، والمعنى: تنزَّهْتَ وتباعَدْتَ من السوء وسبحانَك، والعاملُ فيه في محلِّ نصبٍ بالقول.
قولُه: {إِنَّكَ أَنْتَ… } أنتَ يَحتمِلُ ثلاثةَ أوجهٍ:
أن يكونَ تأكيداً لاسم إنَّ فيكونَ منصوبَ المحلِّ، وأن يكونَ مبتدأ خبرُه ما بعده والجملةُ خبرُ إنَّ، وأن يكونَ فَصْلاً، وفيه الخلافُ المشهورُِ
وهل له محلُّ إعرابٍ أم لا؟
وإذا قيل: إنَّ له محلاًّ، فهل بإعرابِ ما قبلَه كقولِ الفراء فيكونُ في محلِّ نصبٍ، أو بإعراب ما بعده، فيكونُ في محلِّ رَفعٍ كقول الكسائي؟ و «الحكيمُ» خبَرٌ ثانٍ أو صفةٌ للعليم، وهما فَعِيل بمعنى فاعِل، وفيهما من المبالغةِ ما ليس فيه.
والحُكْم لغةً: الإِتقانُ والمَنْع من الخروجِ عن الإِرادة، ومنه حَكَمَةُ الدابَّة وقال جرير:
أبني حَنِيفَةَ أحْكِموا سفهاءَكُمْ
            إني أخافُ عليكُمُ أَنْ أغْضَبَا
وقَدَّم «العليم» على «الحكيم» لأنه هو المتصلُ به في قولِه: «عَلَّم» وقولِه: «لا عِلْمَ لنا» * فناسَبَ اتَّصالَه به، ولأنَّ الحِكْمَةَ ناشئةٌ عن العِلْمِ وأثرٌ له، وكثيراً ما تُقَدَّمُ صفةُ العِلْم عليها، والحكيمُ صفةُ ذاتٍ إنْ فُسِّر بذي الحكمةِ، وصفةُ فِعْلٍ إنْ فُسِّر بأنه المُحْكِمُ لصَنْعَتِه.أه
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading