المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 47 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 47 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (سورة البقرة 47)
الاعراب
{يا }حرف نداء
{بَنِي}: اسم منادى مضاف منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه بسبب إضافته وأصله «بنون» في حالة الرفع و «بنين» في حالتي النصب والجر شأنه في ذلك شأن جميع الأسماء الواردة جمع مذكر سالما.
{إِسْرائِيلَ}: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة
{بَنِي إِسْرائِيلَ}: المراد بهذه اللفظة: بنو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
و «العالمين»: بمعنى فضلتكم على عالمي زمانكم
{اذْكُرُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة.
{نِعْمَتِيَ}: مفعول به منصوب باذكروا وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الضمير الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه وحركت الياء بالفتحة لالتقاء الساكنين (سكون الياء وسكون الألف في الاسم الموصول «التي» بعدها أو لاتصالها باسم معرف بألف ولام أو لأنه وليها ألف ولام.
{الَّتِي}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة للموصوف المنصوب «نعمتي» ولأن الصفة من التوابع التي تتبع ما قبلها في حركات الرفع و النصب والجر.
{أَنْعَمْتُ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل
{عَلَيْكُمْ}: على : حرف جر والكاف: ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «على» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «عليكم» متعلق بأنعمت.
{وَأَنِّي}: الواو حرف عطف. أن: خرف مشبه بالفعل والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «أن»
و «أن» مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب بالفعل «اذكروا» المقدر بعد واو العطف لأن جملة «أني فضلتكم» معطوفة على جملة «اذكروا نعمتي» فيكون التقدير: اذكروا نعمتي واذكروا تفضيلي.
{فَضَّلْتُكُمْ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل و الكاف ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.
{عَلَى الْعالَمِينَ}: على حرف جر . العالمين: اسم مجرور بحرف الجر «على» وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والجار والمجرور «على العالمين» متعلق بفضل.

اعراب الجمل
جملة: (يا بني إسرائيل) لا محلّ لها استئنافيّة
جملة "اذكروا نعمتي" جواب النداء لا محلّ لها من الإعراب.
جملة "أنعمت صلة الموصول (التي)
جملة "اذكروا" المقدرة بعد الواو: معطوفة على جملة "اذكروا".
جملة "فضلتكم" في محلّ رفع خبر "أن".

الصرف
{يَا}: حَرْفٌ مَبْنِيٌّ
{بَنِي}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ(ابْنٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعَلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (بنو)
{إِسْرَائِيلَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، مِنْ مَادَّةِ (إسرائيل).
{اذْكُرُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ(ذكر).
{نِعْمَةِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فِعْلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (نعم)
{أَنْعَمْتُ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ(نعم)
{فَضَّلْتُ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ مِنْ بَابِ(فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَّلَ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (فضل)
{الْعَالَمِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (عَالَمٌ)* جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَاعَلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(علم)

البلاغة
١- النداء بـ (يا بني إسرائيل)
– البلاغة في النداء: يُخاطبهم الله تعالى بنسبهم إلى يعقوب (إسرائيل) تذكيرًا بأصلهم وفضل آبائهم (كإبراهيم وإسحاق ويعقوب)* مما يُثير فيهم الشعور بالمسؤولية عن حمل الرسالة. 
– التكرار في السورة: ورد هذا النداء في مواضع أخرى (مثل الآية 40، 122) لتأكيد التذكير والتحذير، مما يُظهر أسلوبًا تربويًّا يعتمد على التكرار للتأثير.
٢- الأمر بـ (اذكروا): 
– الفعل المضارع الدال على الاستمرار: الأمر بالذكر ليس لحظيًّا بل مستمرًّا، مما يدل على ضرورة دوام الشكر والتذكر. 
– المجاز العقلي: الذكر هنا ليس تذكُّرًا فقط، بل يشمل الاعتراف بالجميل والعمل بمقتضاه، وهو من أساليب القرآن في الربط بين الذكر والعمل.
٣- التعبير بـ (نعمتي): 
– إضافة النعمة إلى الله (نعمتي): الإضافة تُشعر بعظم النعمة وخصوصيتها، كما تُظهر تفضُّل الله عليهم دون استحقاق منهم. 
– العموم والخصوص: النعمة قد تعني كلّ ما أنعم الله به عليهم (النجاة من فرعون، المنّ والسلوى، التوراة، إلخ)* لكنّ الإفراد (نعمتي) يدل على وحدة مصدر النعم وشمولها.
٤- قوله (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ): 
– البلاغة في التفضيل: التفضيل هنا مقيّد بزمن معين (عصرهم) أو بخصوصية النبوة والرسالة، لكنّه يحمل توبيخًا ضمنيًّا؛ لأنهم تركوا ما ميّزهم فاستحقّوا الذمّ لاحقًا. 
– المقابلة الضمنية: في الآية 122 يُكرّر التفضيل مع توبيخهم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}* ثم في الآية 123 يُحذّرهم من يوم القيامة، مما يُظهر تقابل النعمة والوعيد.
٥- الاختصار مع الإطناب: 
– الآية موجزة لكنّها تحوي معاني واسعة: 
  – الاختصار: في ذكر النعمة دون تفصيل (لأنهم يعلمونها). 
  – الإطناب: في تكرار التفضيل لترسيخ الشعور بالمسؤولية.
٦- الإيقاع الموسيقي: 
– الجملة تمتاز بتناغم صوتي (مثل تناسق "نعمتي أنعمت"* و"فضلتكم على العالمين") مما يُسهل الحفظ ويُعمّق التأثير.
٧- سياق الآية: 
– جاءت هذه الآية بعد آيات التوحيد (الآية 21-39) كانتقال من الخطاب العام إلى خطاب خاصّ لبني إسرائيل، مما يُظهر تناسق السياق وهدفه: **تذكيرهم بالنعم ليتوبوا ويؤمنوا بمحمد ﷺ.
البلاغة هنا تجمع بين التأثير النفسي (بالنداء والتذكير)* والمنطق العقلي (بسرد النعم)* والأسلوب الأدبي (بالاختصار والإطناب)* مما يجعل الآية نموذجًا للإعجاز البياني في القرآن.

الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون
{اذكروا نِعْمَتِي} أي: اذكروا نعمتيَ وتفضيلي إياكم، والجارُّ متعلَِّقٌ به، وهذا من الباب عَطْفِ الخاصِّ على العامِّ لأن النعمةَ تَشْمَلُ التفضيلَ. والفضلُ: الزيادةُ في الخَيْر، واستعمالُه في الأصل التعدِّي ب «على» * وقد يَتَعدَّى ب «عَنْ» : إمَّا على التضمين وإمَّا على التجوُّزِ في الحذف، كقوله:
لاهِ ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ
                عني ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزَوني
وقد يتعدَّى بنفسه، كقوله:
وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً
             كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ على الفَصيلِ
وب «على» * وفِعْلُه: فضَل يَفْضُل بالضم، كقَتَلَ يقتُل.
وأمَّا الذي معناه الفَضْلة من الشيء وهي البقيَّة ففعلُه أيضاً كما تقدَّم، ويقال فيه أيضاً: « فَضِل» بالكسر يَفْضَل بالفتح كعَلِم يعلَم، ومنهم مَنْ يكسِرُها في الماضي ويَضُمُّها في المضارعِ وهو من التداخُلِ بين اللغتين.أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading