المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 51 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 51 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (سورة البقرة51)
الاعراب
{وَ}عطف
{إِذْ}: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره «اذكروا»
{واعَدْنا}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب نا الدالة على الفاعلين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
{مُوسى}: مفعول به منصوب بواعد وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره – الألف المقصورة – منع من ظهورها التعذر
{أَرْبَعِينَ}: نائب عن ظرف الزمان متعلق بواعد منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن الحركة في المفرد وهو من ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين.
{لَيْلَةً}: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة – لأنه اسم نكرة – الظاهرة في آخره أو يكون مفعول واعد.
{ثُمَّ }حرف عطف يفيد التراخي
{اتَّخَذْتُمُ}: . اتخذ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.
{الْعِجْلَ}: مفعول به منصوب ب اتخذ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وبما أن الفعل «اتخذ» يتعدى إلى مفعولين فإن المفعول به الثاني محذوف اختصارا لأنه مفهوم من السياق التقدير ثم اتخذتم العجل إلها
{مِنْ بَعْدِهِ}: من:  حرف جر .
بعده: اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره: الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل – ضمير الغائب – مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجار والمجرور «من بعده» متعلق باتخذ.
{وَ}حالية
{أَنْتُمْ}: ضمير منفصل – ضمير المخاطبين – مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
{ظالِمُونَ}: خبر المبتدأ «أنتم» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.

اعراب الجمل
جملة: (واعدنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (اتخذتم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة واعدنا.
جملة: (أنتم ظالمون) في محلّ نصب حال.

الصرف
{وَاعَدْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ مِثَالٌ وَاوِيٌّ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْأَلِفِ، مِنْ بَابِ (فَاعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَاعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (وعد).
{مُوسَى}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، مَقْصُورٌ، مِنْ مَادَّةِ(موسى)
{أَرْبَعِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(ربع).
{لَيْلَةً}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلَةٌ) مِنْ مَادَّةِ (ليل)
{اتَّخَذْتُمُ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، خُمَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ، مِنْ بَابِ (افْتَعَلَ)* أَصْلُهُ (اأْتَخَذَ)* عَلَى وَزْنِ(افْتَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ يَاءً لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ مُتَحَرِّكَةٍ وَسَاكِنَةٍ، وَفِيهِ إِبْدَالُ حَرْف الْيَاءِ تَاءً، وَفِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ: (أخذ).
{الْعِجْلَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فِعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (عجل)
{بَعْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (بعد)
{ظَالِمُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (ظَالِمٌ)* مُشْتَقٌّ، اسْمُ فَاعِلٍ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (ظَلَمَ يَظْلِمُ)* مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ(فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (ظلم)

البلاغة
١- الإيجاز والاختصار مع الإحاطة بالمعنى: 
جمعت الآية أحداثًا طويلة في جمل قصيرة، حيث ذكرت: 
– الوعد (وَاعَدْنَا مُوسَى). 
– المدة (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً). 
– الذنب (اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ). 
– وصف الحال (وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ). 
فهي أوجزت قصة كاملة في كلمات قليلة دون إخلال بالمعنى.
٢- التقديم والتأخير البلاغي: 
قُدِّم {وَاعَدْنَا مُوسَى} على ذكر المدة (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) لإبراز أهمية الوعد الإلهي، ثم ذُكر الزمن تفصيلًا بعد ذلك.
٣- الفاصلة القرآنية (الانسجام الصوتي): 
انتهت الآية بـ {وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ}وهي فاصلة تنتهي بتناغم صوتي (نون مكسورة قبلها ياء) مع ما قبلها، مما يعطي جرسًا موسيقيًّا مؤثرًا.
٤- التعبير بالظلم (وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ): 
لم يقل "تظلمون" (بصيغة المضارع)* بل بالصيغة الاسمية (ظَالِمُونَ) الدالة على ثبوت الوصف وشدته، مما يؤكد استمرار حالهم في الظلم.
٥- التعبير بـ {مِنْ بَعْدِهِ}: 
فيها إشارة إلى أن اتخاذ العجل كان بعد غياب موسى مباشرة، مع أنهم لم يصبروا حتى يرجع، مما يزيد في تقريعهم.
٦- الالتفات البلاغي: 
الخطاب تحوَّل من الغيبة إلى الحضور في {وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ}مما يشعر المخاطَبين (بني إسرائيل) بالمسؤولية المباشرة عن الذنب، وكأن الحدث يتجدد أمامهم.
٧- الدلالة العددية (أربعين ليلة): 
العدد 40 في القرآن يرتبط غالبًا بفترات الاختبار والتمحيص (كقصة موسى، وصبر النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة)* مما يوحي بأن بني إسرائيل لم يصبروا على الامتحان الإلهي.
٨- التعبير بالليل دون النهار: 
قوله {لَيْلَةً} دون "يومًا" قد يشير إلى مشقة الزمن (فالليل يُرمز به إلى الشدة والاختبار)* أو لأن الوصايا نزلت ليلًا.
الخلاصة: 
الآية جمعت بين الإيجاز والتوبيخ والتقريع بأسلوب بلاغي مؤثر، مع توظيف الأساليب النحوية والصوتية والدلالية لإبراز المعنى وتثبيته في النفس. 

الفوائد
١- يقول الشيخلي
الليل: هو الوقت من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر أو إلى طلوع الشمس وجمعه: الليالي بزيادة الياء على غير قياس.
ومثله «الليلة» وهي الوقت المحصور من غروب الشمس إلى طلوع الفجر وقياس جمعها «ليلات» على «فعلة – فعلات» وهو مثل «بيضة بيضات». ولا يقال على وزن «فعلة – فعلات» بفتح العين لأن «فعلة – فعلات» تكون في الأسماء والكلمات الصحيحة وليست المعتلة – عينه حرف علة. ولهذا نقول: «ثورة – ثورات» «ليرة – ليرات» لأن عين الكلمة «الواو» في ثورة والياء في «ليرة» حرف معتل.
في حين نقول: «جلسة – جلسات – فعلة – فعلات» وقيل: الليل مثل الليلة كما يقال: العشي والعشية
وقيل: الليل: مذكر والليلة: مؤنثة. قيل في الأمثال: الليل أخفى للويل.
وقولهم: أغدر الليل: اي إذا أظلم كثر فيه الغدر وقد وردت لفظتا «الليل والنهار» في الحديث الشريف: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» نقول:
هذا الرجل يتعبد ليل نهار
اللفظتان هنا حالان مركبان مبنيان على الفتح في محل نصب ومثله القول: هذا الرجل جاري بيت بيت: أي بيته يلاصق بيتي ولا يجوز تنوين اللفظتين فنقول: ليلا نهارا
بيتا بيتا لأن هاتين اللفظتين في حالة تنوينهما تصبحان منصوبتين على الظرفية الزمانية والمكانية ووجب فصلهما بواو العطف فنقول: ليلا ونهارا وأراه صباحا ومساء.
وأجاز سيبويه أن نضيف الصباح إلى المساء فنقول: أراه صباح مساء.أه
٢- يقول ابو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن
وعدنا موسى : وعد يتعدى إلى مفعولين * تقول : وعدت زيدا مكان كذا ويوم كذا * فالمفعول الأول موسى * و « أَرْبَعِينَ » المفعول الثاني وفي الكلام حذف تقديره تمام أربعين وليس أربعين ظرفا * إذ ليس المعنى : وعده في أربعين .
ويقرأ واعدنا بألف . وليس من باب المفاعلة الواقعة من اثنين * بل مثل قولك : عافاه اللَّه * وعاقبت اللص .
وقيل : هو من ذلك لأن الوعد من اللَّه والقبول من موسى * فصار كالوعد منه .
وقيل : إنّ اللَّه أمر موسى أن يعد بالوفاء * ففعل .
وموسى مفعل * من أوسيت رأسه * إذا حلقته فهو مثل أعطى فهو معطى .
وقيل : فعلى من ماس يميس * إذا تبختر في مشيه * فموسى الحديد من هذا المعنى * لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها .
وموسى اسم النبيّ لا يقضى عليه بالاشتقاق لأنه أعجمي * وإنما يشتقّ موسى الحديد .أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading