المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 52 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 52 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (سورة البقرة 52)
الاعراب
{ثُمَّ}حرف عطف يفيد التراخي
{ عَفَوْنا}: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة التي قلبت واوا لاتصاله ب نا الدالة على الفاعلين و «نا» ضمير متصل – ضمير المتكلم سبحانه للتعظيم مبني على السكون في محل رفع فاعل
{عَنْكُمْ}: عن:  حرف جر والكاف ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «عن» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «عنكم» متعلق بعفونا.
{مِنْ بَعْدِ}:من:  حرف جر .
بعد اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره
الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف والجار والمجرور «من بعد» متعلق بعفونا ولو كان مقطوعا عن الإضافة لبني على الضم.
{ذلِكَ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه و اللام للبعد والكاف للخطاب.
{لَعَلَّكُمْ}: حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي وهو من أخوات «ان» ينصب الاسم الأول ويرفع الاسم الثاني أي المبتدأ والخبر والكاف ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور.
{تَشْكُرُونَ}:
فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل وحذف المفعول به اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. التقدير: لعلكم تشكرون عفونا عنكم.

اعراب الجمل
جملة: عفونا في محلّ جرّ معطوفة على جملة اتخذتم العجل في الآية السابقة.
جملة: (لعلّكم تشكرون) لا محلّ لها تعليليّة.
جملة: (تشكرون)في محلّ رفع خبر لعلّ.

الصرف
{عَفَوْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ نَاقِصٌ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ) عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (عفو)
{بَعْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (بعد).
{تَشْكُرُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (تَفْعُلُ)* مِنْ مَادَّةِ(شكر)

البلاغة
١- الفاصلة القرآنية (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ):
   – انتهت الآية بكلمة "تَشْكُرُونَ" التي توافق الفواصل في السورة من حيث الوزن والنغم، مما يعطي إيقاعًا متناسقًا يؤثر في السمع. 
   – هذه الكلمة تحمل معنى الغاية من العفو، وهو الشكر، فجاءت الفاصلة معبّرة عن المغزى الرئيسي.
٢- التقديم والتأخير (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم):
   – تقديم "عَفَوْنَا" على الجار والمجرور "عَنكُم" للاهتمام بفعل العفو نفسه، مما يُظهر عظمة المغفرة الإلهية. 
   – لو قُدِّم الجار والمجرور لكان التركيز على المعفو عنهم، لكن التقديم هنا يبرز فضل الله ورحمته.
٣- حرف العطف "ثُمَّ":
   – استخدام "ثُمَّ" (التي تفيد الترتيب مع التراخي) بدلًا من "فَ" يدل على أن العفو جاء بعد مهلة وتأمل، مما يُظهر سعة رحمة الله رغم جسامة الذنب (عبادة العجل). 
   – فيه إشارة إلى أن العفو لم يكن فوريًا، بل بعد استحقاق العقاب أولًا.
٤- الاختصار والإيجاز:
   – حذف المتعلق بعد "ذَٰلِكَ" (أي بعد الذنب المذكور سابقًا) للاختصار، مع أن السياق يوضحه (وهو عبادة العجل)* مما يجعل العبارة موجزة وقوية.
٥- أسلوب التعليل (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ):
   – "لَعَلَّ" هنا تفيد التعليل، أي أن الغاية من العفو هي حثُّهم على الشكر، مما يُظهر حكمة الله في معاملته مع عباده. 
   – فيها تلميح إلى أن الشكر هو نتيجة طبيعية للعفو، وفيه دعوة ضمنية للتوبة والعبادة.
٦- الالتفات البلاغي:
   – الخطاب تحوّل من الغيبة في سياق القصة (قبل الآية) إلى المخاطبة المباشرة *"عَنكُم"*، وهذا أسلوب بلاغي يُشعر المخاطبين (بني إسرائيل والمسلمين لاحقًا) بالمسؤولية ويقربهم من الحدث.
٧- الدلالة النفسية:
   – كلمة "عَفَوْنَا" تحمل معنى المسح والتجاوز الكامل عن الذنب، وهو أبلغ من "غفرنا"* مما يوحي بزوال الأثر وبداية جديدة.
٨-الدلالة التربوية:
   – العفو الإلهي مشروط بالاستعداد للتغيير والشكر، مما يحث على العمل الصالح بعد الصفح. 
   – إشارة إلى أن الأزمات قد تكون اختبارًا ليعود العبد إلى ربه شاكرًا. 
الخلاصة:
الآية جمعت بين الإيجاز والعمق، مع إبراز فضل الله ورحمته رغم جسامة الذنب، وحثّ العباد على الشكر عبر أسلوب بلاغي مؤثر. وهذا من إعجاز القرآن الذي يخاطب العقل والقلب معًا.

الفوائد
قال الراغب في الشكر:  وهو تَصَوُّرُ النِّعْمَةِ وأظهارُها،
وقيل: هو مَقْلُوبٌ عن الكَشْرِ أي الكَشْف وهو ضدُّ الكفر، فإنه تَغْطِيَةُ النِّعْمَةِ.
وقيل: أصلُه من عَيْن شَكْرى أي ممتلئةٌ، فهو على هذا الامتلاءُ مِنْ ذِكر المُنْعَمِ عليه .اه
وشَكَر من الأفعالِ المتعدِّيَة بِنفسِها تارةً وبحرفِ الجرِّ أخرى وليسَ أحدُهما أصلاً للآخَر على الصحيحِ، فَمِنَ المتعدِّي بنفسِه قولُ عمرو ابن لُحَيّ:
همُ جَمَعُوا بؤسى ونعمى عليكُمُ
                    فَهَلاَّ شكرْتَ القومَ إذ لم تُقاتِلِ ومن المتعدَّي بحرفِ الجرِّ قولُه تعالى: {واشكروا لِي} [البقرة: 152].

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading