تم الإجابة عليه: إعراب آية 58 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 58 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
اعراب الجمل
جملة: (قلنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (ادخلوا) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (كلوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا.
جملة: (شئتم)في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
جملة: (ادخلوا الثانية) في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا الأولى.
جملة: (قولوا) في محل نصب معطوفة على جملة ادخلوا الثانية.
جملة: (مسألتنا)حطّة) في محل نصب مقول القول.
جملة: (نغفر) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
جملة: (سنزيد المحسنين) لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف
{قُلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ(قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ (قول).
{ادْخُلُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ) مِنْ مَادَّةِ (دخل)
{الْقَرْيَةَ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (قري).
{كُلُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ(نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ) مِنْ مَادَّةِ (أكل)
{شِئْتُمْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ اللَّامِ أَجْوَفُ يَائِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ) عَلَى وَزْنِ (فَعِلَ)* مِنْ مَادَّةِ(شيأ).
{رَغَدًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (رَغُدَ يَرْغُدُ) مِنْ بَابِ (شَرُفَ يَشْرُفُ) ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ)مِنْ مَادَّةِ (رغد).
{ادْخُلُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ) مِنْ مَادَّةِ (دخل).
{الْبَابَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، أَصْلُهُ (بَوَبٌ) عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (بوب).
{سُجَّدًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ، مُفْرَدُهُ (سَاجِدٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (سَجَدَ يَسْجُدُ) مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ عَلَى وَزْنِ (فُعَّلٌ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (سجد)
قال أبو البقاء: وهو أَبْلَغُ من السجود
«يعني أنَّ جَمْعَه على فُعَّل فيهِ من المبالغةِ ما ليسَ في جَمْعِهِ على فُعُول، وفيه نَظَرٌ. وأصلُ» باب «: بَوَب لقولهم أَبْواب، وقد يُجْمَعُ على أَبْوِية لازدواجِ الكلامِ، قال الشاعر:
هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ ولاَّجُ أبوبةٍ
يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدِّ والِّلْينا
{قُولُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ(افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ(قول).
{حِطَّةٌ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فِعْلَةٌ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ (حطط).
{نَغْفِرْ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ النُّونِ مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ) عَلَى وَزْنِ (نَفْعِلُ)* مِنْ مَادَّةِ (غفر)
{خَطَايَا}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ صِيغَةُ مُنْتَهَى الْجُمُوعِ، مُفْرَدُهُ (خَطِيئَةٌ) جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ، مَقْصُورٌ، أَصْلُهُ (خَطَائِئُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَائِلُ)فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْهَمْزَةِ يَاءً لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ مُتَحَرِّكَةٍ وَسَاكِنَةٍ وَالْيَاءِ هَمْزَةً لِمَجِيئِهَا مُتَحَرِّكَةً بَعْدَ الْأَلِفِ مِنْ مَادَّةِ (خطأ).
يقول السمين
قوله: «خَطَايَاكُمْ» : إمّا منصوبٌ بالفعل قبلَه، أو مرفوعٌ حَسْبما تقدَّم من القراءاتِ، وفيها أربعةُ أقوال
أحدُها: وهو ضقولُ الخليل رحمه الله أن أصلَها: خطايِئٌ، بياء بعد الألف ثم همزةٍ، لأنها جمعُ خطيئة مثل: صحيفة وصحايف، فلو تُرِكت على حالِها لوجَبَ قلبُ الياءِ همزةً لأنَّ مَدَّةَ فعايل يُفْعَلُ بها كذا، على ما تقرَّر في علمِ التصريف، فَفَرَّ من ذلك لئلا يَجْتَمع همزتان بأنْ قَلَبَ فَقَدَّم اللامَ وأَخَّر عنها المَدَّة فصارت: خَطائِي، فاسْتُثْقِلَتْ على حرفٍ ثقيلٍ في نفسِه وبعده ياءٌ من جِنْسِ الكسرةِ، فَقَلبوا الكسرةَ فتحةً، فتحرَّك حرفُ العلَّةِ وانفتحَ ما قبلَه فَقُلِبَ ألفاً، فصارتْ: خطاءَا، بهمزةٍ بين ألفين، فاسْتُثْقِل ذلك فإنَّ الهمزةَ تشبه الألفَ، فكأنه اجتمع ثلاثُ ألفاتٍ، فقلبوا الهمزةَ ياءً، لأنها واقعةٌ موقِعَها قبل القلبِ، فصارَتْ خطايا على وزن فَعَالَى، ففيها أربعةُ أعمالٍ، قلبٌ، وإبدالُ الكسرةِ فتحةً، وقلبُ الياءِ ألفاً، وإبدالُ الهمزةِ ياءً، هكذا ذكر التصريفيون، وهو مذهبُ الخليلِ.
الثاني وعزاه أبو البقاء إليه أيضاً إنه خطائِئ بهمزتين الأولى منهما مكسورةٌ وهي المنقلبةُ عن الياءِ الزائدةِ في خطيئة، فهو مثل صحيفة وصَحائف فاسْتُثْقِل الجمعُ بين الهمزتين، فَنَقلوا الهمزةَ الأولى إلى موضع الثانية فصار وزنُه: فعالِئ، وإنما فعلوا ذلك لتصيرَ المكسورةُ طرفاً، فتنقلبَ ياءً فتصيرَ فَعالِئ، ثم أَبْدَلوا من كسرةِ الهمزةِ الأولى فتحةً، فانقلبتِ الياءُ بعدها ألفاً كما قالوا: يا لَهَفى ويا أسفى، فصارت الهمزةُ بين ألفين، فأُبْدل منها ياءٌ لأن الهمزةَ قريبةٌ من الألفِ، فاستكرهوا اجتماعَ ثلاثة ألفاتٍ. فعلى هذا فيها خمسةُ تغييراتٍ: تقديمُ اللامِ، وإبدالُ الكسرةِ فتحةً، وإبدال الهمزةِ الأخيرة ياءً، ثم إبدالُها ألفاً، ثم إبدالُ الهمزةِ التي هي لامٌ ياءً. والقولُ الأولُ أَوْلَى لقلةِ العملِ، فيكون للخليلِ في المسألةِ قولان.
الثالث: قولُ سيبويهِ، وهو أنَّ أصلَهَا عنده خطايئ كما تقدم، فَأَبْدَلَ الياءَ الزائدةَ همزةً، فاجتمع همزتان، فَأَبْدَلَ الثانيةَ منهما ياءً لزوماً، ثم عَمِلَ العملَ المتقدِّم، ووزنُها عنده فعائل، مثل صحائِف، وفيها على قوله خمسةُ تغييراتٍ، إبدالُ الياءِ المزيدةِ همزةً، وإبدالُ الهمزةِ الأصليةِ ياءً، وقَلْبُ الكسرةِ فتحةً، وقلبُ الياءِ الأصليةِ ألفاً، وقَلْبُ الهمزةِ المزيدةِ ياءً.
الرابع: قولُ الفرَّاء، وهو أنَّ خَطايا عنده ليس جَمْعاً لخطيئة بالهمزةِ وإنما هو جمعٌ لخَطِيَّة كهدِيَّة وهَدايا، ورَكِيَّة ورَكايا، قال الفراء: «ولو جُمِعَت خطيئة مهموزةً لقلت خطاءَا» * يعني فلم تُقْلَبِ الهمزةِ ياءً بل بَقَّوها على حالِها، ولم يُعُتَدَّ باجتماعِ ثلاثِ ألفاتٍ، ولكنه لم يَقُله العربُ، فَدَلَّ ذلك عنده أنه ليس جمعاً للمهموز. وقال الكسائي: ولو جُمِعَت مهموزةً أُدْغِمَتِ الهمزةُ في الهمزةِ مثل: دَوابّ. وقُرئ «يَغْفِرْ لكم خطيئَاتكم» و «خطيئَتكم» بالجَمْعِ والتوحيدِ وبالياءِ والتاءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، و «خَطَأْيَاكم» بهمزِ الألفِ الأولى دونَ الثانيةِ، وبالعكسِ.أه
{نَزِيدُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ يَائِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: النُّونِ، مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ) أَصْلُهُ (نَزْيِدُ)* عَلَى وَزْنِ (نَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الْكَسْرَةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (زيد).
{الْمُحْسِنِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (مُحْسِنٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ، مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (أَحْسَنَ)* مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْمِيمِ، أَصْلُهُ (مُؤَحْسِنٌ)* عَلَى وَزْنِ (مُؤَفْعِلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ (حسن)
البلاغة
التقديم والتأخير:
– قوله تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ” حيث قدَّم الأمر بالدخول على ذكر القرية؛ لإظهار الاهتمام بالفعل (الدخول) أولاً، ثم بيان مكانه.
– وقوله: “فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا”قدم “حيث شئتم” على “رغدًا” للإشارة إلى سعة الاختيار قبل وصف الرزق نفسه، مما يعكس نعمة الحرية والوفرة.
٢- الالتفات (تغيير الضمير):
– الانتقال من ضمير الجمع (“ادْخُلُوا” “فَكُلُوا”) إلى المفرد في “نَغْفِرْ لَكُمْ”حيث جاء الفعل “نغفر” بصيغة المفمع مع أن الخطاب كان للجماعة، ربما للإشارة إلى أن المغفرة تشمل كل فرد على حدة بعناية الله.
٣- الاختصار والإيجاز:
– في قوله: “وَقُولُوا حِطَّةٌ”حيث اختصر الأمر في كلمة واحدة (“حطة”) تحمل معنى طلب المغفرة والتذلل، مما يدل على بلاغة القرآن في اختصار المعاني الكبيرة في ألفاظ موجزة.
٤- الطباق (المقابلة):
– بين “نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ”(إزالة الذنوب) و”وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”(منح الزيادة)* حيث جمع بين محو السيئات وزيادة الحسنات، مما يوازن بين العدل والفضل الإلهي.
٥- الاستعارة:
– في قوله: “وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا” حيث يُحتمل أن “السجود” هنا استعارة للخضوع والامتثال، وليس فقط السجود البدني، مما يعمق معنى الطاعة.
٦- الفواصل الموسيقية:
– انتهاء الآية بجمل قصيرة متناسقة (رَغَدًا – سُجَّدًا – حِطَّةٌ – خَطَايَاكُمْ – الْمُحْسِنِينَ)* مما يعطي إيقاعًا متناغمًا يُسهل الحفظ ويُحسن التأثير.
٧- التدرج في العرض:
– بدأ بالأمر المادي (الدخول، الأكل) ثم الروحي (السجود، قول “حطة”) ليربط بين النعم الدنيوية والطاعة الإلهية.
٨- الوعد المشروط والجزاء:
– ختم الآية بجزاء المحسنين (“وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”) بعد الأمر بالطاعة، مما يشجع على الاستجابة مع وعد بالثواب المضاعف.
الخلاصة:
الجوانب البلاغية في الآية تجمع بين الإيجاز، العمق المعنوي، التناسق اللفظي، والترتيب المنطقي، مما يجعلها نموذجًا للإعجاز البياني في القرآن الكريم.
يقول السمين الحلبي في الدر المصون
١- قوله تعالى: {هذه القرية} : هذه: منصوبةٌ عند سيبويه على الظرف وعند الأخفشِ على المفعولِ به، وذك أنَّ كلَّ ظَرْفِ مكانٍ مختصٍّ لا يتَعَدَّى إليه الفعلُ إلا ب «في» تقول: صَلَّيْتُ في البيتِ، ولا تقولُ: صَلَّيْتُ البيتَ؛ إلا ما اسْتُثْني. ومِنْ جملةِ ما اسْتُثْنِي «دَخَلَ» مع كلِّ مكانٍ مختصٍّ، نحو: دَخَلْتُ البيتَ والسوقَ، وهذا مذهبُ سيبويهِ. وقال الأخفشُ: «الواقعُ بعد» دَخَلْتُ «مفعولٌ به كالواقعِ بعد هَدَمْتُ في قولِك:» هَدَمْتُ البيتَ «فلو جاء» دَخَلَ «مع غيرِ الظرفِ تَعَدَّى [بفي، نحو: دَخَلْتُ في الأمر، ولا تقولُ: دَخَلْتُ الأمرَ، وكذا لو جاءَ الظرفُ المختصُّ مع غيرِ» دَخَلَ «تَعَدَّى] ب» في «إلا ما شَذَّ كقولِه:
جَزَى اللهُ ربُّ الناسِ خيرَ جزائِه
رفيقَيْن قالا خَيْمَتَيْ أمِّ مَعْبَدِ
القريةَ «نعتٌ ل» هذه «* أو عطفُ بيانٍ كما تقدَّم
و القريةُ مشتقةٌ من قَرَيْتُ أي: جَمَعْتُ: تقولُ: قَرَيْتُ الماءَ في الحوضِ، أي: جَمَعْتُه، واسمُ ذلك الماء: قِرَىً بكسر القاف. والمِقْراةُ: الجَفْنَةُ العظيمةُ، وجمعُها مَقارٍ، قال:
عِظام المَقاري ضَيْفُهُمْ لا يُفَزَّعُ …
والقَرْيان: اسمٌ لمُجْتَمَعِ الماءِ، والقريةُ في الأصلِ اسمٌ للمكانِ الذي يَجْتمع فيه القومُ، وقد يُطْلَقُ عليهم مجازاً، وقوله تعالى:» واسألِ القريةَ «يَحْتَمِلُ الوَجْهين. وقال الراغبُ:» إنها اسمٌ للموضعِ وللناسِ جميعاً، ويُسْتعملَ في كلِّ واحدٍ منهما «
٢- قوله: حِطَّة» قُرِئ بالرفع والنصب، فالرفعُ على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، أي: مسألتُنا حِطَّة أو أمرُك حِطَّة، قال الزمخشري: والأصلُ النصبُ، بمعنى حُطَّ عنا ذنوبَنا حِطَّةً، وإنما رُفِعَتْ لتعطِيَ معنى الثباتِ…
وقال ابنُ عطية:» وقيل: أُمِروا أن يقولوها مرفوعةً على هذا اللفظِ «يعني على الحكايةِ، فعلى هذا تكونُ هي وحدَها من غيرِ تقديرِ شيءٍ مَعَها في مَحلِّ نصبٍ بالقول، وإنما مَنَعَ النصبَ حركةُ الحكايةِ. …
وقال النحاس: «الرفعُ أَوْلى لِما حُكي عن العرب في معنى بَدَّل، قال أحمد بن يحيى: يقال: بَدَّلْتُهُ أي غَيَّرْتُهُ ولم أُزِلْ عينَه، وأَبْدَلْتُه أَزَلْتُ عينَه وشخصَه كقوله:
عَزْلَ الأميرِ للأميرِ المُبْدَلِ
وقال تعالى: {ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذآ أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: 15] ولحديث ابن مسعود « قالوا حِنْطة» تفسيرٌ على الرفع يعني أنَّ الله تعالى قال: «فبدَّل» الذي يقتضي التغييرَ لا زوالَ العَيْنِ، وهذا المعنى يَقْتضي الرفعَ لا النصبَ.
وقرأ ابنُ أبي عبلة «حِطَّةً» بالنصب، وفيها وجهان:
أحدُهما: أنها مصدرٌ نائبٌ عن الفعلِ، نحو: ضَرْباً زيداً
والثاني: أن تكونَ منصوبةً بالقولِ أي: قولوا هذا اللفظَ بعينِه، كما تقدَّم في وجهِ الرفعِ، فهي على الأوَّلِ منصوبةٌ بالفعلِ المقدِّرِ، وذلك الفعلُ المقدَّرُ ومنصوبُه في محلِّ نصبٍ بالقولِ، ورجَّحَ الزمخشري هذا الوجهَ.
والحِطَّةُ: اسمٌ للهيئةِ من الحَطِّ كالجِلْسَةِ والقِعْدَة، وقيل: هي لفظةٌ أُمِروا بها ولا ندري مَعْناها، وقيل: هي التوبةُ
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.