نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 64 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (سورة البقرة 64)
الاعراب
{ثُمَّ }حرف عطف يفيد التراخي
{تَوَلَّيْتُمْ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.
{مِنْ بَعْدِ}: حرف جر . بعد: اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره لأنه مضاف.
{ذلِكَ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب والجار والمجرور «من بعد» متعلق بتوليتم.
{فَلَوْ لا}: الفاء حرف استئناف. لولا: حرف شرط غير جازم – حرف امتناع لوجود –
{فَضْلُ}: مبتدأ مرفوع على الابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف
{اللَّهِ}: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على الهاء.
{عَلَيْكُمْ}: حرف جر والكاف ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «على» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «عليكم» متعلق بخبر المبتدأ «فضل».
{وَ}عطف
{رَحْمَتُهُ}: اسم مرفوع على الابتداء لأنه معطوف على الاسم المرفوع «فضل الله» وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل – ضمير العائد – أي يعود على اسم الجلالة سبحانه مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
{لَكُنْتُمْ}: اللام واقعة في جواب «لولا»
كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.
{مِنَ الْخاسِرِينَ}: من حرف جر الخاسرين: اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجار والمجرور «من الخاسرين» متعلق بخبر «كان»
اعراب الجمل
جملة: تولّيتم في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا في الآية السابقة.
جملة: (لولا فضل اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (كنتم من الخاسرين) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف
{تَوَلَّيْتُمْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ لَفِيفٌ مَفْرُوقٌ، خُمَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ: التَّاءِ وَحَرْفٍ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ: (تَفَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ: (تَفَعَّلَ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ(ولي)
{بَعْدِ}: اسْمٌ، مُذَكَّرٌ، مُفْرَدٌ، جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ)مِنْ مَادَّةِ(بعد
{فَضْلُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (فضل)
{رَحْمَةُ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (رَحِمَ يَرْحَمُ)* مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ(رحم).
{كُنْتُمْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ(كَوَنَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ (كون)
{الْخَاسِرِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (خَاسِرٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (خَسِرَ يَخْسَرُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (خسر)
البلاغة
١- التَّدرُّج في الذِّكر والتَّوبيخ:
– بدأت الآية بـ "ثُمَّ" التي تفيد الترتيب مع التراخي، مما يُشعِر بأن توليهم عن طاعة الله كان بعد نعمة عظيمة وتفضُّلٍ واضحٍ منهم، مما يُضاعفُ التوبيخ.
– "تَوَلَّيْتُمْ": فيها معنى الإعراض والانصراف بعد الإقبال، مما يدل على جحودهم بعد تمام النعمة.
٢- التَّهويل باستخدام لَوْلَا:
– "فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ": أسلوب "لولا"يُفيد الحثّ على التَّفكُّر في النعمة، وكأنه يقول: انظروا ماذا كان سيحل بكم لولا فضل الله!
– تقديم "فضل الله" على "رحمته"لأن الفضل أعمّ (يشمل النعم الدنيوية والأخروية)* ثم التخصيص بالرحمة (التي هي سبب المغفرة والنجاة).
٣- التَّهديد المُقترن بالرَّحمة:
– الجملة الشرطية "لَوْلَا… لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ" فيها تهديدٌ خفيّ، لكنه مُقترنٌ بذكر الفضل والرحمة، مما يجمع بين الترغيب والترهيب.
– "مِنَ الْخَاسِرِينَ" (باستخدام "مِن" التبعيضية): ليست خسارةً كاملة، بل قد تكون جزئية، لكنها مع ذلك شديدةٌ في التعبير عن الخسران العظيم.
٤- الإيجاز المُعبِّر:
– الآية موجزة لكنها شاملة لمعاني الذمِّ والتحذير مع الإشارة إلى نعمة الله، فجمعت بين:
– التذكير بالذنب (توليتم).
– التذكير بالنعمة (فضل الله ورحمته).
– التخويف من العاقبة(الخسران).
٥- الفاصلة القرآنية:
– خُتمت الآية بـ "الْخَاسِرِينَ"* وهي كلمة تنتهي بنون التوكيد الثقيلة، مما يعطي وقعًا قويًّا في النفوس، كأنها خاتمةٌ حاسمةٌ لمصيرهم لولا رحمة الله.
خلاصة البلاغة:
الآية جمعت بين التوبيخ على الماضي، والتذكير بالنعمة في الحاضر، والتحذير من العاقبة في المستقبل، بأسلوبٍ مختصرٍ قويٍّ، مما يجعلها نموذجًا رائعًا للبلاغة القرآنية في الجمع بين الترغيب والترهيب.
الفوائد
يقول ابو البقاء العكبري في التبيان
{فَلَوْ لا} : هي مركبة من لو ولا و « لو » قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره * ولا للنفي * والامتناع نفي في المعنى * فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي « لو » * والامتناع نفي في المعنى * والنفي إذا دخل على النفي صار إيجابا * فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره .
و {فَضْلُ اللَّه} : مبتدأ * والخبر محذوف تقديره : لولا فضل اللَّه حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به * وطول الكلام بجواب لولا فإن وقعت : « أنّ » بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى :
« فَلَوْ لا أَنَّه كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ » * فالخبر في اللفظ لأنّ .
وذهب الكوفيّون إلى أنّ الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا .أه
ويقول صاحب البيان
(لولا) حرف امتناع لوجود وتختصّ بالجملة الاسمية والاسم الواقع بعدها مبتدأ خبره واجب الحذف لدلالة الكلام عليه وسدّ جواب لولا مسده في حصول الفائدة وحكم اللام في جوابها أن الكلام إن كان مثبتا فالكثير دخول اللام كما في هذه الآية ونظائرها وإن كان منفيا فإن كان حرف النفي ما فالكثير فيه حذف اللام ويقلّ الإتيان بها.
قال المتنبي:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
لها المنايا إلى أرا وحنا سبلا
وإن كان حرف النفي غير ما فترك اللام واجب.
قال عمر بن أبي ربيعة:
عوجي علينا ربة الهودج
لو لاك في ذا العام لم أحجج
لئلا يتوالى لامان ومثل لولا في جميع أحكامها لو ما.أه
ويقول الشيخلي:
لولا: حرف الشرط غير الجازم تسمي أحيانا: حرف امتناع لوجود أي يمتنع جوابه لوجود شرطه ولا يأتي بعد «لولا» إلا المبتدأ ويكون خبره محذوفا وجوبا تقديره: كائن أو موجود. . أما الحرف «لو» فهو يسمى إضافة لكونه حرف شرط غير جازم أيضا: حرف امتناع لامتناع أي أن جوابه ممتنع لامتناع شرطه.
وإذا أتى بعد «لو» اسم مرفوع فلا يعرب مبتدأ لأن «لو» لا تدخل على الجمل الاسمية بل هو فاعل لفعل محذوف مقدر شأنه في ذلك شأن بقية أدوات الشرط نحو:
إذا الشعب يوما أراد الحياة.
فإن كلمة «الشعب» ليست مبتدأ وإنما هي فاعل لفعل دل عليه ما بعده. أي التقدير: إذا أراد الشعب يوما الحياة
وإذا أتت «أن» بعد «لو» فتكون هي وجملتها بتأويل مصدر في محل رفع فاعلا لفعل محذوف تقديره: ثبت
نحو قولنا: لو أنك مخلص في عملك لرقيت وكوفئت.
فإن «أن» حرف النصب والتوكيد المشبه بالفعل واسمه الكاف – ضمير المخاطب – مع خبره «مخلص» بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت.
التقدير: لو ثبت إخلاصك في عملك لرقيت وكوفئت. اه
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
