المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 65 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 65 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

إعراب آية 65 من سورة البقرة في القرآن الكريم
أعراب (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (سورة البقرة 65)
{وَ}عطف
{لَقَدْ}:اللام: لام الابتداء معناها: التوكيد. قد:
حرف تحقيق لأنه أعقبه فعل ماض.
{عَلِمْتُمُ}: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب تاء الفاعل المتحركةوالتاء ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور
بمعنى عَرَفْتُم، فيتعدَّى لواحدٍ فقط، والفرقُ بين العلم والمعرفة أنَّ العلمَ يستدعي معرفةَ الذاتِ وما هي عليه من الأحوال نحو: عَلمتُ زيداً قائماً أو ضاحكاً، والمعرفةُ تستدعي معرفةَ الذاتِ، وقيل: لأنَّ المعرفةَ يسبقها جهلٌ، والعلمُ قد لا يَسْبِقُه جهلٌ، ولذلك لا يجوزُ إطلاقُ المعرفةِ عليه سبحانه
{الَّذِينَ}: اسم موصول مفرده: الذي مبني على الفتح الظاهر في آخره في محل نصب مفعول به للفعل – جملة – «علمتم» وحرك آخر «علمتم» وهو الميم بالضم – وأصله السكون لالتقاء الساكنين.
{اعْتَدَوْا}: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة.
{مِنْكُمْ}: من:  حرف جر والكاف ضمير متصل – ضمير المخاطبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «من» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «منكم»
متعلق  «منكم» في محلِّ نصبٍ على الحالِ من الضميرِ في «اعتدَوا»
ويجوز أن يكونَ من «الذين» أي: المعتدين كائنين منكم، و «مِنْ» للتبعيض.
{فِي السَّبْتِ}: في : حرف جر السبت: اسم مجرور بحرف الجر «في» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وشبه الجملة الجار والمجرور «في السبت» متعلق بالفعل – جملة – اعتدوا.
{فَقُلْنا}: الفاء حرف استئناف. قلنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب نا الدالة على الفاعلين للتعظيم والتفخيم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
{لَهُمْ}: اللام حرف جر و الهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «اللام» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «لهم» متعلق بقلنا.
{كُونُوا}: فعل أمر ناقص مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة
{قِرَدَةً}: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة الظاهرة في آخره ونون آخر الاسم لأنه نكرة
{خاسِئِينَ}: صفة للموصوف قردة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد.

اعراب الجمل
جملة: (علمتم) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
جملة: (اعتدوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
جملة: (قلنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتم.
جملة: (كونوا قردة) في محلّ نصب مقول القول

الصرف
{عَلِمْتُمُ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعِلَ) مِنْ مَادَّةِ(علم)
{اعْتَدَوْا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ نَاقِصٌ وَاوِيٌّ، خُمَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ، مِنْ بَابِ(افْتَعَلَ)* أَصْلُهُ (اعْتَدَوَ)* عَلَى وَزْنِ(افْتَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(عدو)
{السَّبْتِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)مِنْ مَادَّةِ(سبت)
قال ابن عطية:» والسَّبتُ: إمَّا مأخوذٌ من السُّبوت الذي هو الراحة والدَّعَة، وإمَّا من السَّبْت وهو القطع، لأن الأشياء فيه سَبَتَتْ وتَمَّتْ خِلْقَتُها، ومنه قولُهم: سَبَتَ رأسَه أي: حَلَقه.
وقال الزمخشري: «والسبتُ مصدرُ سَبَتَتِ اليهودُ إذا عَظَّمت يومَ السبتِ» وفيه نظرٌ، فإنَّ هذا اللفظ موجودٌ واشتقاقُه مذكورٌ في لسان العرب قبل فِعْل اليهودِ ذلك، اللهم إلا أَنْ يريدَ هذا السبتَ الخاصَّ المذكورَ في هذه الآيةِ. والأصلُ فيه المصدرُ كما ذكرتُ، ثم سُمِّي به هذا اليومُ من الأسبوع لاتفاقِ وقوعِه فيه كما تقدَّم أنَّ خَلْقَ الأشياء تَمَّ وقُطِعَ، وقد يقال يومُ السبتِ فيكونُ مصدراً، وإذا ذُكِرَ معه اليومُ أو مع ما أشبهه من أسماءِ الأزمنة مِمَّا يتضمَّن عَمَلاً وحَدَثاً جاز نصبُ اليومِ ورفعُه نحو: اليوم الجمعةُ، اليوم العيدُ، كما يقال: اليوم الاجتماعُ والعَودُ، فإنْ ذُكِرَ مع «الأحد» وأخواتِه وَجَب الرفعُ على المشهورِ(الدر المصون)
{قُلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ: (قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ(قول)
{كُونُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ(افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ(كون).
{قِرَدَةً}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ، مُفْرَدُهُ (قِرْدٌ) جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، عَلَى وَزْنِ (فِعَلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (قرد).
{خَاسِئِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (خَاسِئٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (خَسِئَ يَخْسَأُ)* مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ(فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (خسأ).

البلاغة
١- التقديم بـ (لَقَدْ): 
   – حرف "لَقَدْ"يفيد التوكيد القوي، مما يُعطي الآية طابعًا جازمًا بأن المخاطَبين (بني إسرائيل) يعلمون جيدًا قصص من اعتدى قبلهم، مما يُشعرهم بالتقصير والعِبرة.
٢- الفعل (عَلِمْتُمُ): 
   – استخدام الفعل الماضي "عَلِمْتُم" مع ضمير الجمع "ـتُم" يُوجه الخطاب إلى الجميع، في إشارة إلى أن الجريمة ليست فردية بل جماعية، وأن العلم بها كان واضحًا لا لبس فيه.
٣- الإيجاز والاختصار: 
   – ذُكرت القصة بإيجاز شديد دون تفصيل ("اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ") لأن المخاطَبين يعرفونها، فجاء التعبير كافيًا للدلالة على الذنب والعقوبة دون حاجة إلى إطالة.
٤- المجاز في العقوبة (كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ): 
   – العقوبة هنا مجازية ذات دلالة بلاغية عميقة: 
     – "قِرَدَةً": تشبيه المعتدين بالقرود يُوحي بتحويلهم من البشرية إلى الحيوانية، رمزًا لسقوطهم الأخلاقي وانعدام عقولهم. 
     – "خَاسِئِينَ": أي مُبعدين مُذمومين، مما يُضيف معنى الطرد من رحمة الله. 
   – الجمع بين "قِرَدَةً" (صورة) و"خَاسِئِينَ" (حالة) يُعطي اكتمالًا في تصوير الهوان والعذاب.
٥- البناء الفعلي (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا): 
   – استخدام فعل الأمر "كُونُوا" مع "قُلْنَا" يُظهر سرعة النقمة الإلهية وكمال القدرة، حيث تحولوا بمجرد الأمر دون تأخير.
٦- الانزياح عن المألوف: 
   – تحويل الصورة البشرية إلى حيوانية في لحظة واحدة يُعدّ خرقًا للمألوف، مما يُثير الدهشة ويُعمق أثر الوعيد.
٧- السياق والتضاد: 
   – المقارنة بين حالهم قبل الاعتِداء (بشرٌ مُكرمون) وبعده (قردةٌ خاسئون) يُظهر التضاد الصارخ، مما يُبرز عِظَم الجريمة وقُبح العقوبة.
الخلاصة: 
الآية جمعت بين الإيجاز والتوكيد والمجاز والصورة البيانية مما يجعلها نموذجًا للبلاغة القرآنية التي تَستدعي العِبرة وتُثير الخوف من مخالفة أمر الله.

الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون 
١- «قد» حرف تحقيق وتوقع، ويُفيد في المضارع التقليلَ إلا في أفعال الله تعالى فإنَّها للتحقيق، وقد تُخْرِجُ المضارع إلى المُضيِّ كقوله:
قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَّراً أناملُه
             كأنَّ أثوابَه مُجَّتْ بفُرصادِ
وهي أداةٌ مختصةٌ بالفعلِ، وتَدْخُل على الماضي والمضارعِ، وتُحْدِثُ في الماضي التقريبَ من الحالِ.
وفي عبارة بعضِهم: «قد: حرفٌ يَصْحَبُ الأفعالَ ويُقَرِّبُ الماضِيَ من الحالِ، ويُحْدِثُ تقليلاً في الاستقبال» ويكونُ اسماً بمعنى حَسْب نحو:
قدني درهمٌ أي: حسبي، وتتصل بها نونُ الوقايةِ مع ياء المتكلم غالباً، وقد جَمَعَ الشاعر بين الأمرين، قال:
قَدْنيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي . . . . . . . .
وإذا كانت حرفاً جاز حَذْفُ الفعلِ بعدَها كقولِه:
أَفِدَ الترحُّلُ غيرَ أنَّ رِكابَنا
          لمَّا تَزُلْ برِحالِنا وكَأنَّ قَدِ
أي: قد زالت
٢- قوله: {قِرَدَةً خَاسِئِينَ} يجوز فيه أربعةُ أوجهٍ، أحدُها أن يكونا خبرين
قال الزمخشري: «أي: كونوا جامعين بين القِرَدِيَّة والخُسُوء» وهذا التقديرُ بناءً منه على على أنَّ الخبرَ لا يتعدَّدُ، فلذلك قَدَّرهما بمعنى خبرٍ واحدٍ من باب: هذا حُلْوٌ حامِضٌ
الثاني: أن يكون «خاسئين» نعتاً لقِردة، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ مِنْ حيث إن القردةَ غيرُ عقلاءَ، وهذا جَمْعُ العقلاء.
فإنْ قيل: المخاطبون عُقَلاء.
فالجوابُ أنّ ذلك لا يُفيد، لأنَّ التقديرَ عندكم حينئذٍ: كونوا مثلَ قِرَدةٍ مِنْ صفتِهِم الخُسُوء، ولا تعلُّقَ للمخاطَبِين بذلك، إلا أنه يمكنُ أَنْ يقالَ إنهم مُشَبَّهون بالعقلاء، كقوله: {لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] * {أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} [فصلت: 11]
الثالث: أن يكون حالاً من اسم «كونوا» والعاملُ فيه «كونوا» وهذا عندَ مَنْ يُجيز ل «كان» أن تعملَ في الظروفِ والأحوالِ.
الرابع وهو الأجْوَدُ أن يكونَ حالاً من الضميرِ المستكنِّ في «قِرَدَةً» لأنه في معنى المشتقِّ، أي: كونوا مَمْسُوخِينَ في هذه الحالةِ، وجَمْعُ فِعْل على فِعَلة قليلٌ لا ينقاس.
ومادة القرد تدل على اللصوق والسكون، تقول: «قَرَد بمكان كذا» أي: لَصِق به وسكن، ومنه الصوفُ القَرَد «أي المتداخلُ، ومنه أيضاً:» القُراد «هذا الحيوانُ المعروف.
ويقال: خَسَأْتُه فَخَسَأَ، فالمتعدي والقاصر سواء نحو: زاد وغاض، وقيل: يُقال خَسَأْتُه فَخَسِىءَ وانْخَسَأَ؛ والمصدر الخُسُوء والخَسْءُ.
وقال الكسائي: خَسَأْتُ الرجلَ خَسْئاً، وخَسَأَ هو خُسُوءاً ففرَّقَ بين المصدَرَيْن، والخُسُوءُ: الذِّلَّة والصَّغارُ والطَّرْدُ والبُعْدُ ومنه خَسَأْتُ الكلبَ.أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading