المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 66 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 66 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

إعراب آية 66 من سورة البقرة في القرآن الكريم
إعراب (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة 66)
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة 66)
الاعراب
{فَجَعَلْناها}: الفاء عاطفة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب نا الدالة على الفاعلين
ضمير المتكلم سبحانه للتعظيم والتفخيم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول للفعل «جعل» المتعدي إلى مفعولين.
{نَكالًا}: مفعول به ثان منصوب بجعل وعلامة نصبه الفتحة المنونة – لأنه اسم نكرة – الظاهرة في آخره
{فَلَمَّا}: اللام: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر اللام والجار والمجرور «لما» متعلق بصفة محذوفة من الموصوف «نكالا».
{بَيْنَ}: ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف.
{يَدَيْها}: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى وهو مضاف وحذفت نونه للإضافة لأن أصله: «يدين» و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
وشبه الجملة «بين يديها. .» متعلق بصلة الموصول «ما» المحذوفة.
التقدير: لما هو كائن بين يديها. أي عاصرها.
{وَ}عطف
{ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على الاسم الموصول الأول «ما».
{خَلْفَها}: ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
{وَ}عطف
{مَوْعِظَةً}: اسم منصوب بجعل لأنه معطوف على اسم منصوب «نكالا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة لأنه اسم نكرة
{لِلْمُتَّقِينَ}: اللام حرف جر . المتقين: اسم مجرور بحرف الجر «اللام» وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجار والمجرور «للمتقين» متعلق بموعظة أو بصفة محذوفة منها.

اعراب الجمل
جملة: (جعلناها) لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.

الصرف
{جَعَلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ) عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ) مِنْ مَادَّةِ (جعل).
{نَكَالًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَعَالٌ)* مِنْ مَادَّةِ (نكل)
{بَيْنَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(بين)
وهو اسم بمعنى وسط، ظرف مكان وقد يدخله ما الحرف المصدريّ الظرفي: بينما، أو تدخله الألف عوض من ما: بينا
{يَدَيْ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُثَنًّى، مُفْرَدُهُ (يَدٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، أَصْلُهُ(يَدَيٌ)* عَلَى وَزْنِ: (فَعَلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْيَاءِ حَذْفًا سَمَاعِيًّا، مِنْ مَادَّةِ (يدي)
{خَلْفَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(خلف).
{مَوْعِظَةً}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ، مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (وَعَظَ يَعِظُ)* مِنْ بَابِ(ضَرَبَ يَضْرِبُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ التَّاءِ وَالْمِيمِ، عَلَى وَزْنِ (مَفْعِلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (وعظ).
{الْمُتَّقِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (مُتَّقٍ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الْخُمَاسِيِّ (اتَّقَى)* مِنْ بَابِ(افْتَعَلَ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ التَّاءِ وَالْمِيمِ، مَنْقُوصٌ أَصْلُهُ(مُوتَقِيٌ)* عَلَى وَزْنِ (مُفْتَعِلٌ)* فِيهِ إِبْدَالُ حَرْفِ الْوَاوِ تَاءً، وَفِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ (وقي)
المتقي وهذا الاسم المفرد المنقوص إذا جاء نكرة حذفت ياؤه في حالتي الرفع والجر فنقول في حالة الرفع: هذا رجل متق
سلمت على رجل متق
وتظهر ياؤه في حالة النصب نحو:
كان الرجل متقيا.
ومنه القول: اتقيت الله اتقاء – اسم مصدر – أما الاسم منه فهو: التقية والتقوى.
وهذا أصله: الوقوى فأبدلت الواو تاء لأنه مأخوذ من «وقيت» لكنه أبدل ولزمت التاء في تصاريف الكلمة هذا ما قاله الفيومي.
و «التقاة»: مثله وجمعها: تقى. ويأتي اسم الفاعل «المتقي» بلفظ «التقي» أيضا وبمعناه ويقال: وقاه الله وقاية: بمعنى: حفظه حفظا.

البلاغة
١- الجناس (الطباق) في "بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا":
   – هناك تقابل بين "بَيْنَ يَدَيْهَا"(أي أمامها) و"مَا خَلْفَهَا" (أي ما وراءها)* مما يُعطي إحاطة زمنية أو مكانية شاملة، وكأن العبرة تشمل الماضي والمستقبل، أو ما حول القرية المعنية.
٢- المجاز المرسل في "نَكَالًا":
   – النكال هو العقاب الشديد الذي يُراد به الزجر والردع، وهنا اُستعمل مجازًا ليدل على العبرة والعظة، حيث جعل الله العقاب عبرةً للآخرين.
٣- الالتفات من الغيبة إلى المتكلم في "فَجَعَلْنَاهَا":
   – الانتقال من ضمير الغيبة في السياق السابق إلى ضمير المتكلم "جَعَلْنَا" يُظهر اهتمام الله تعالى بالحدث وتدخله المباشر في العقاب، مما يُعطي دلالة على العظمة والقدرة الإلهية.
٤- الاختصار والإيجاز في العبارة مع تمام المعنى:
   – عبرت الآية بكلمات قليلة عن معانٍ واسعة، حيث شملت الزجر للقريب والبعيد، والعظة للمتقين، دون حاجة إلى إطالة.
٥- التقسيم البلاغي في وظيفة العقاب:
   – قُسِّمَ تأثير العقاب إلى قسمين:
     – نَكَالًا: أي عبرة وعظة زاجرة.
     – مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ: أي تذكيرًا للمتقين ليزدادوا تقوى.
   – وهذا يُظهر أن العبرة ليست فقط للعصاة، بل أيضًا للأتقياء الذين يتعظون بما حدث.
٦- الفاصلة القرآنية (وَموْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ):
   – انتهت الآية بفاصلة متناسقة مع السياق (لِلْمُتَّقِينَ)* مما يعطي نغمةً موسيقيةً تؤكد المعنى وتجعله أبلغ في النفس.
٧- التقديم والتأخير في "نَكَالًا" و"مَوْعِظَةً":
   – قُدِّم النكال لأنه الأصل في العقاب، ثم ذُكر الموعظة لأنها نتيجة ثانوية له، مما يُظهر الترتيب المنطقي للأحداث.
الخلاصة:
الآية جمعت بين البلاغة اللفظية (مثل الجناس والفواصل) والبلاغة المعنوية(مثل المجاز والالتفات)* مما أعطاها قوةً في التعبير عن العقاب الإلهي والعبرة المستفادة منه، مع إبراز جانب الوعظ للمتقين. وهذا من إعجاز القرآن الكريم في الجمع بين الإيجاز والعمق المعنوي.

الفوائد
يقول السمين الحلبي في الدر المصون 
١-  قوله تعالى: {نَكَالاً} : مفعولٌ ثانٍ لجَعَلَ التي بمعنى صَيَّر والأولُ هو الضميرُ وفيه أقوالٌ، أحدُها: يعود على المَسْخَة.
وقيل: على القريةِ لأنَّ الكلامَ يقتضيها كقولِه: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} [العاديات: 4] أي بالمكانِ.
وقيل على العقوبة
وقيل على الأمَّة.
والنَّكالُ: المَنْعُ، ومنه النِّكْلُ اسمٌ للقيد من الحديد واللِّجام لأنه يُمْنَعُ به، وسُمِّي العِقابُ نكالاً لأنه يُمْنَعُ به غيرُ المعاقب أن يفعلَ فِعْلَه، ويَمْنَعُ المُعاقَبَ أن يعودَ إلى فِعْلِه الأولِ.
والتنكيلُ: إصابةُ الغيرِ بالنَّكالِ ليُرْدَعَ غيرُه، ونَكَلَ عن كَذا يَنْكُل نُكولاً امتنع، وفي الحديثِ: «إنَّ الله يحبُ الرجلَ النَّكَل» أي: القوي على الفرس. والمَنْكَلُ ما يُنَكَّل به الإِنسان قال:
فارمِ على أَقْفائِهم بِمَنْكَلِ  . .
والضميرُ في يديهَا وخلفها كالضميرِ في{جَعَلْنَاهَا}
٢- قوله: {وَمَوْعِظَةً} عطفٌ على {نَكَالاً} وهي مَفْعِلَة من الوعظ وهو التخويف، وقال الخليل: «التذكيرُ بالخيرِ فيما يَرِقُّ له القَلْبُ، والاسمُ: العِظَةُ كالعِدَة والزِنَة. و» للمتقين «متعلقٌ بِمَوْعِظة. واللامُ للعلة، وخُصَّ المتقين بالذِّكْرِ، وإن كانَتْ موعظةً لجميعِ العالَم: البَرِّ والفاجِرِ، لأن المنتفعَ بها هم هؤلاء دونَ مَنْ عَدَاهم، ويجوزُ أَنْ تكونَ اللامُ مقويةً، لأنَّ» موعظة «فَرْعٌ على الفِعْلِ في العملِ فهو نظيرٌ {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107] * فلا تعلُّق لها لزيادتها، ويجوز أَنْ تكونَ متعلقةً بمحذوفٍ لأنها صفةٌ لموعظةً، أي: موعظةً كائنةً للمتقين.أه

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading