نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 75 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة البقرة 75)
الاعراب
{أَفَتَطْمَعُونَ}الهمزة: حرف استفهام لا محل له. الفاء زائدة – تزيينية – تطمعون: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
{ أَنْ}: حرف مصدرية ونصب
{يُؤْمِنُوا}: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف. التقدير: بايمانهم لكم أو في ايمانهم لكم والجار والمجرور متعلق بتطمعون.
{لَكُمْ}: اللام حرف جر والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر اللام والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «لكم» متعلق بيؤمنوا.
{وَ}واقعة في جواب الاستفهام في «أتطمعون»
{قَدْ}حرف تحقيق لوقوعه قبل فعل ماض وإذا أعقبه فعل مضارع كان حرف تقليل
{ كانَ}: فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر في آخره.
{فَرِيقٌ}: اسم «كان» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة الظاهرة في آخره ونون آخره لأنه اسم نكرة.
{مِنْهُمْ}: من حرف جر و الهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «من» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «منهم» متعلق بصفة محذوفة من الاسم الموصوف «فريق».
{يَسْمَعُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
{كَلامَ}: مفعول به منصوب بيسمعون وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف.
{اللَّهِ}: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة الظاهرة على الهاء.
{ثُمَّ }حرف عطف يفيد التراخي
{يُحَرِّفُونَهُ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
{مِنْ بَعْدِ}: حرف جر . بعد: اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف
{بَعْدِ} هذا الاسم حرك بالكسر لأنه جر بحرف جر ولأنه أضيف ولو لم يكن مضافا لبني على الضم في محل جر بحرف الجر لانقطاعه عن الإضافة. ومثله الاسم «قبل» قال تعالى في سورة «الروم» «{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} جاء الاسمان» «قبل. . بعد. .» مبنيين على الضم وهما مسبوقان بمن لأنهما مقطوعان عن الإضافة.
{ما} مصدرية
{ عَقَلُوهُ}: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة
التقدير والمعنى: من بعد فهمهم إياه بعقولهم.
{وَ}حالية
{هُمْ}ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
{ يَعْلَمُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و حذف مفعول «يعلمون» اختصارا لأنه مفهوم من سياق النص الكريم أي ان ما قبله دال عليه لأن التقدير والمعنى: وهم يعلمون خطورة ما يعملون من هذا التحريف بجعلهم كلام الله يحتمل الوجهين أي يصرفونه عن معناه الأصلي علما بأنه كلام بين واضح وجلي لا يحتمل أي تأويل أو تحريف.
اعراب الجمل
جملة: تطمعون لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر، أي: أتعلمون أخبارهم فتطمعون.
جملة: (قد كان فريق منهم) في محل نصب حال.
جملة: (يسمعون) في محلّ نصب خبر كان.
جملة: (يحرّفونه) في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعون.
جملة: (هم يعلمون) في محلّ نصب حال.
جملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم)
الصرف
{تَطْمَعُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُخَاطَبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (تَفْعَلُ) مِنْ مَادَّةِ (طمع)
{يُؤْمِنُوا}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ: (يُؤَأْمِنُ)* عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ(أمن)
{كَانَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ (كَوَنَ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (كون).
{فَرِيقٌ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، عَلَى وَزْنِ(فَعِيلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (فرق)
اسم جمع بمعنى الطائفة والجماعة، لا مفرد له من لفظه، جمعه فرقاء وأفرقة وفروق بضم الفاء
{يَسْمَعُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ(يَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (سمع)
{كَلَامَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَعَالٌ)* مِنْ مَادَّةِ (كلم)
وهو اسم بمعنى القول أو اسم مصدر للرباعيّ كلّم
{يُحَرِّفُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ وَحَرْفٍ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ (فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ:ة (يُفَعِّلُ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ مِنْ مَادَّةِ(حرف)
{بَعْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ(بعد)
{عَقَلُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (عقل)
{يَعْلَمُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ) عَلَى وَزْنِ (يَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (علم).
البلاغة
١- الاستفهام الإنكاري (أَفَتَطْمَعُونَ)
-صيغة الاستفهام "أَفَتَطْمَعُونَ"تحمل إنكارًا وتعجيبًا على طمع المؤمنين في إيمان اليهود بعد ثبوت خبث نياتهم.
-حرف العطف "الفاء"في "أَفَ"يفيد التعقيب مع التفريع، كأنه يقول: بعد كل هذه الأدلة، أتطمعون في إيمانهم؟
٢- التقديم والتأخير (وَقد كان فريق منهم…):
-الجملة "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ"مُقدَّمة لبيان السبب في عدم إيمانهم، وهو تحريفهم لكلام الله بعد علمهم به.
-التقديم هنا يفيد الحصر والاهتمام بالسبب الرئيسي لعدم إمكانية طمعهم في إيمان اليهود.
٣- الفعل المضارع (يَسْمَعُونَ – يُحَرِّفُونَهُ):
-استخدام المضارع "يَسْمَعُونَ" و"يُحَرِّفُونَهُ" يدل على استمرار هذه الصفة فيهم، فسماعهم لكلام الله وتحريفه ليس أمرًا عارضًا بل هو ديدنهم.
٤- التأكيد بالجملة الحالية (وَهُمْ يَعْلَمُونَ):
الجملة الحالية "وَهُمْ يَعْلَمُونَ"تؤكد أن تحريفهم ليس عن جهل، بل عن علم وقصد، مما يزيد في إدانة فعلهم.
فيها إظهار لفظي لاستحضار صفة العلم في حال التحريف، فكأن المشهد مُجسَّدٌ أمام السامع.
٥- الجناس (عَقَلُوهُ – يَعْلَمُونَ):
هناك نوع من التناسب اللفظي بين "عَقَلُوهُ" و"يَعْلَمُونَ"حيث الجذر (ع-ق-ل) و(ع-ل-م) متقاربان في الدلالة على الفهم والعلم، مما يعطي تكرارًا معنويًّا مؤكدًا لتعمُّدهم الإجرام.
٦- الطباق الضمني (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثم يُحَرِّفُونَهُ):
هناك تقابل بين "يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ" (وهو فعل إيجابي في الظاهر) و"يُحَرِّفُونَهُ" (وهو فعل سلبي)* مما يُظهر تناقضَهم وخِداعَهم.
٧- الإيجاز مع البلاغة: الآية موجزة لكنها شاملة لوصف حالهم من:
– السماع (أخذ العلم).
– العقل (الفهم).
– التحريف (التغيير المتعمد).
– العلم (الإدراك الكامل لفساد ما يفعلون).
٨- التذييل (وَهُـمْ يَعْلَمُونَ):
خُتمت الآية بـ "وَهُمْ يَعْلَمُونَ" كتذييل يزيد في تقريعهم، فالفعل ليس خطأً عابرًا، بل هو عن علم وسابق تصوّر وتصميم.
الخلاصة:
الآية جمعت بين الإنكار الاستفهامي والتصوير الحركي لفساد نيات اليهود، والتأكيد على القصدية في التحريف، مع إيجاز بليغ يُظهر تناقضَهم وفسادَ قلوبهم. وهذا من إعجاز القرآن البلاغي الذي يعبّر بأقل الألفاظ عن أعمق المعاني.
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
