المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 77 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 77 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

إعراب القرآن الكريم سورة البقرة آية ٧٧
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (سورة البقرة 77)
الاعراب
{أَوَلا}: الألف: ألف توبيخ في لفظ استفهام
و الاستفهام في الآية غايته التوبيخ ولوم القوم فإن المتسفهِم لا ينتظر جواباً لسؤاله وإنما الغاية لوم الفاعل
الواو: عاطفة على فعل محذوف
لا: نافية لا عمل لها
{يَعْلَمُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
{أَنَّ}: حرف مشبه بالفعل
{اللَّهَ}: اسم الجلالة اسم «أن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على الهاء.
{يَعْلَمُ}:  فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على اسم الجلالة.
والجملة المنسبكة من «أن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به للفعل «يعلم»
أو تكون سادة مسد مفعولي الفعل – جملة – يعلمون – لو لم يكن المفعول به الثاني مذكورا.
{ما}: اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل «يعلم»
{يُسِرُّونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والعائد – الراجع – إلى الموصول «ما» ضمير محذوف خطا واختصارا وهو منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: ما يسرونه بمعنى ما يكتمونه في نفوسهم.
{وَ}عاطفة
{ما}: اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل نصب مفعول به أيضا للفعل «يعلم» لأنه معطوف على الاسم الموصول الأول «ما».
{يُعْلِنُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والعائد – الراجع – إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا وهو منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير
وما يعلنونه بمعنى وما يظهرونه من النفاق.

اعراب الجمل
جملة: (يعلمون) لا محلّ لها معطوفة على مستأنف محذوف أي: أيلومونهم ولا يعلمون.
جملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر أنّ.
جملة: (يسرّون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
جملة: (يعلنون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون

الصرف
{يَعْلَمُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ(عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعَلُ) مِنْ مَادَّةِ (علم)
{يَعْلَمُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (علم)
{يُسِرُّونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مُضَعَّفٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (يُؤَسْرِرُ)* عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ وَفِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ (سرر)
{يُعْلِنُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ(يُؤَعْلِنُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ مَادَّةِ(علن)

البلاغة
١- الاستفهام الإنكاري (أَوَلَا يَعْلَمُونَ)
الاستفهام هنا ليس لطلب العلم، بل للإنكار والتوبيخ، حيث يعاتب الله تعالى المنافقين على جهلهم أو تجاهلهم لعلمه المحيط بكل شيء. 
صيغة "أَوَلَا" تفيد التعجيب من عدم علمهم، مما يُظهر استنكاراً شديداً لموقفهم.
٢- التوكيد بـ (أَنَّ)
جاءت "أَنَّ" مع الفعل "يَعْلَمُ" لتأكيد علم الله الشامل، مما يُفيد الحصر والقطع، أي أن علمه تعالى لا شك فيه.
٣- التقابل بين (يُسِرُّونَ) و (يُعْلِنُونَ)
الجمع بين الإسرار والإعلان يدل على عموم العلم الإلهي فالله يعلم الخفيات والجهرات، مما يُفيد الإحاطة الكاملة. 
هذا الترتيب البلاغي (البدء بالسر ثم العلن) قد يُشير إلى أن إخفاءهم الأمر لا ينفعهم، فالله يعلمه قبل إعلانه.
٤- الإيجاز مع البلاغة
العبارة موجزة لكنها شاملة لجميع الأحوال (السر والعلن)* مما يُظهر إعجاز القرآن في الاختصار مع تمام المعنى.
٥ – البناء اللغوي المُحكم
التقديم والتأخير في التركيب (يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) يُعطي تناسقاً صوتياً (نغمًا موسيقيًّا) مع ما قبله، مما يُقوّي تأثير الآية.
المغزى البلاغي:
الآية تُظهر تناقض المنافقين حيث يخفون ما في أنفسهم مع أن الله يعلمه، فجاءت الصيغة البلاغية لتُبرز هذا التناقض وتُوبخهم على جهلهم أو تجاهلهم. 
هذه الجوانب تجعل الآية نموذجاً رائعاً للبلاغة القرآنية التي تجمع بين الدقة اللفظية، العمق المعنوي، والقوة التعبيرية

الفوائد
الجوانب البلاغية لهمزة الاستفهام
١- التوبيخ والتقرير:
– قد يُقصد بها التوبيخ، مثل: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ [الأنعام: 152] (تذكيرٌ وتوبيخ).
– أو تقرير الحقيقة، مثل: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين: 8] (تقريرٌ وتأكيد).
٢- التعجب والإنكار:
– قد تفيد التعجب، مثل: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة: 44].
– أو الإنكار، مثل: أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ [الصافات: 95].
٣- التشويق والإثارة:
– تُستخدم لجذب الانتباه، مثل: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [الماعون: 1].
٤- الاستفهام التقريري (للتأكيد)
– مثل: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ [الأعراف: 172]* حيث الغرض إقرار المخاطب بالربوبية.
٥- الاستفهام الإنكاري (للتوبيخ):
– مثل: أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء: 20]

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى