المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 78 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 78 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

سلسلة إعراب القرآن الكريم  سورة البقرة  آية ٧٨
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (سورة البقرة 78)
الاعراب
{وَ}استئنافية
{مِنْهُمْ}: من: حرف جر والهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين – مبني على الضم في محل جر بحرف الجر «من» والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «منهم» متعلق بخبر مقدم محذوف.
ويجوز أن تكون الواو حالية فتكون الجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حالا.
{أُمِّيُّونَ}: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين الاسم المفرد.
او خبر للمبتدأ المحذوف (أي: وَمِنْهُمْ قَوْمٌ أُمِّيُّونَ)* أو بدل من الضمير في مِنْهُمْ
{لا} نافية
النفي بـ لَا يفيد العموم، أي أنهم جاهلون بالكتاب تمامًا إلا في حدود الأماني
{ يَعْلَمُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل – مبني على السكون – في محل رفع فاعل.
{الْكِتابَ}: مفعول به منصوب بلا يعلمون وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
{إِلَّا }أداة استثناء
{أَمانِيَّ}:  اسم مستثنى بالا – استثناء منقطعا – بمعنى الا ما هم عليه من أماني وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره
استثناء منقطع (لأن الأماني ليست من جنس العلم)* أي لا يعلمون الكتاب، وإنما يعتمدون على تلاوة بلا فهم أو تمنيات
ويجوز:
مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره إِلَّا يَتْلُونَ أَمَانِيَّ
أو مفعول به لـ يَعْلَمُونَ بتأويل (ما يعلمون إلا الأماني)
{وَ}استئنافية ويجوز أن تكون اعتراضية
{إِنْ}: مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية
{هُمْ}ضمير منفصل – ضمير الغائبين – مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
{ إِلَّا}:  أداة حصر تفيد التحقيق بعد النفي.
{يَظُنُّونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

اعراب الجمل
جملة: (منهم أمّيون) في محلّ نصب معطوفة على جملة قد كان فريق منهم.
جملة: (لا يعلمون الكتاب) في محلّ رفع نعت ل (أميّون).
جملة: (إن هم إلّا يظنون) معطوفة على جملة منهم أميّون تأخذ محلّها من الإعراب.
جملة: (يظنّون) في محلّ رفع خبر (هم)* ومفعولا يظنّون محذوفان اي يظنّون الأباطيل حقّا

الصرف
{أُمِّيُّونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (أُمِّيٌّ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ(فُعْلٌ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (أمم) والأمي بمعنى لا يقرأ ولا يكتب منسوب إلى «الأم» أي على ما ولدته أمه من السذاجة
الصفة المشبهة على وزن فُعْلِيّ تدل على الثبوت وعدم العلم بالكتابة والقراءة.
{يَعْلَمُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعَلُ)* مِنْ مَادَّةِ (علم)
{الْكِتَابَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فِعَالٌ) مِنْ مَادَّةِ (كتب)
{أَمَانِيَّ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ صِيغَةُ مُنْتَهَى الْجُمُوعِ مُفْرَدُهُ(أُمْنِيَّةٌ) جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ عَلَى وَزْنِ (أَفَاعِيلُ) فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (مني)
وتأتي بمعنى «البغية» أو ما يتمنى وتأتي أيضا بمعنى الكذب لأن الكاذب يقدر في نفسه الحديث ثم يقوله وهو في هذا القول الكريم في هذه الآية الكريمة بهذا المعنى: أي أنهم لا يعرفون من كتابهم إلا أكاذيب أخذوها تقليدا من المحرفين والمؤولين. ولم تنون كلمة «أماني» على الرغم من أنها اسم نكرة لأنها اسم ممنوع من الصرف – أي من التنوين –
{يَظُنُّونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مُضَعَّفٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ(يَظْنُنُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعُلُ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ(ظنن)

البلاغة
١-التقديم والتأخير (الانزياح التركيبي):
   – قوله تعالى: "لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ" قدَّمَ الجهل بالكتاب (لا يعلمون) على "أماني" مع أن المعتاد أن تكون الأماني هي التي لا يعلمونها، لكن التقديم هنا يفيد الحصر والتأكيد على أن علمهم بالكتاب لا يتجاوز التلاوة دون الفهم.
٢- الاستثناء المنقطع (إلا أماني):
   – الاستثناء بـ "إلا أماني"منقطعٌ، لأن الأماني (وهي التلاوة دون فهم) ليست من جنس العلم بالكتاب، مما يُظهر تناقض حالهم؛ فهم يتلون الكتاب لكنهم لا يفقهون معناه.
٣- المجاز المرسل (علاقة السببية):
   – كلمة "أماني" تُستخدم مجازًا للدلالة على التلاوة السطحية دون فهم، حيث العلاقة بين الأماني (التمني) والتلاوة هي علاقة سببية؛ لأنهم يتمنون أن يكونوا على حق بمجرد التلاوة دون عمل.
والتعبير بـ أُمِّيُّونَ فيه تحقير لشأنهم، لأنهم يكتفون بالتلاوة دون فهم. 
٤- التكرار البلاغي (التأكيد بالنفي):
   – قوله: "وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ"جاء بعد النفي الأول (لا يعلمون) لتأكيد جهلهم، فالنفي الأول نفي للعلم، والثاني نفي لليقين، مما يُظهر أنهم لا يملكون إلا الظن الباطل.
وذكر الظن بعد الأماني يؤكد أنهم في ضلال مبين، حيث الظن لا يغني من الحق شيئًا
٥- الطباق (بين العلم والظن):
   – هناك طباقٌ ضمني بين "لا يعلمون" و"يظنون" فالعلم يقينٌ والظن شك، مما يُبرز تناقضَهم وضعفَ حجتهم.
٦- الإيجاز والاختصار (بلاغة الحذف):
   – حُذفَ المتعلق في "أماني" أي: "إلا تلاوة الأماني"* فاكتفى بـ "أماني" للإيجاز، مع إيصال المعنى الكامل بأنهم يقتصرون على التمني دون الفهم.
٧- التعبير بالظن (دلالة النقص):
   – كلمة "يظنون" تحمل معنى النقص والضعف، لأن الظن دون العلم، وهو يُظهر أن اعتقادهم غير مبني على دليل صحيح.
٨- اللغة التصويرية (تشخيص الأماني):
   – جعل الأماني (وهي أمر معنوي) كأنها كل ما يملكونه، فكأنها حُجبت عنهم حقيقة الكتاب، مما يعطي صورةً لحالهم البائس.
الخلاصة:
الآية جمعت بين النفي الحاسم (لا يعلمون وإن هم إلا يظنون) والمجاز (أماني)* مع إبراز التناقض في حال هؤلاء الذين يدَّعون العلم وهم في الحقيقة يجهلون. وهذا من إعجاز القرآن البلاغي، حيث يعبِّر بأقل الألفاظ عن أعمق المعاني.

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى