تم الإجابة عليه: إعراب آية 81 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 81 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم سورة البقرة آية ٨١
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( سورة البقرة81)
الاعراب
{بَلى}: حرف يجاب به عند النفي ويقصد به الايجاب أي هو جواب التحقيق يوجب ما يقال.
{مَنْ}: اسم شرط جازم مبني على السكون الظاهر في آخره في محل رفع مبتدأ
من الشرطية هي «من» الاسم الموصول نفسه أيضا سميت بمن الشرطية لأنها ربطت الحدثين وتقع هذه مبتدأ غالبا الا إذا لم يستوف فعل الشرط مفعوله فتكون في هذه الحالة مفعولا به مقدما لهذا الفعل المتعدي
{كَسَبَ}: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في آخره في محل جزم بمن فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو
{سَيِّئَةً}: مفعول به منصوب بالفعل «كسب» وعلامة نصبه: الفتحة المنونة الظاهرة في آخره وقد نون آخره لأنه اسم نكرة بمعنى: من اقترف إثما. .
{وَأَحاطَتْ}: الواو حرف عطف. أحاطت فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في آخره في محل جزم أيضا لأنه معطوف على الفعل «كسب» والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
{بِهِ}: الباء حرف جر والهاء ضمير متصل – ضمير الغائب – مبني على الكسر في محل جر بحرف الجر «الباء» والجار والمجرور «به» متعلق بالفعل «أحاطت». . بمعنى: واستولت عليه.
{خَطِيئَتُهُ}: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل – ضمير الغائب – يعود على «من» مبني على الضم في محل جر مضاف إليه
{فَأُولئِكَ}: الفاء رابطة – واقعة – لجواب الشرط. أولاء: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.
{أَصْحابُ}: خبر المبتدأ «أولئك» مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف. ويجوز أن تكون «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم فتكون الجملة الاسمية «هم أصحاب النار» في محل رفع خبر المبتدأ الأول اسم الإشارة «أولئك».
{النَّارِ}: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره
{هُمْ}: ضمير منفصل – ضمير الغائبين – مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{فِيها}:في حرف جر و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر «في» والجار والمجرور «فيها» متعلق بخبر «هم».
{خالِدُونَ}: خبر المبتدأ «هم» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين الاسم المفرد
اعراب الجمل
جملة (من كسب) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (كسب سيّئة) صلة «من» لا محل لها من الإعراب والجملة من فعل الشرط وجوابه: في محل رفع خبر المبتدأ «من».
جملة: (أحاطت به خطيئته) في محلّ رفع معطوفة على جملة كسب
جملة: (أولئك أصحاب) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء محل جزم بمن
جملة: هم فيها خالدون في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك).
ويجوز ان تكون في محل نصب حال
الصرف
{كَسَبَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ) عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (كسب).
{سَيِّئَةً}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (سَاءَ يَسُوءُ)مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ التَّاءِ وَالْيَاءِ، أَصْلُهُ (سَيوِئَةٌ)من ساءَ يسُوِء عَلَى وَزْنِ(فَيْعِلَةٌ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ يَاءً لِمَجِيءِ الْوَاوِ بَعْدَ يَاءٍ سَاكِنَةٍ، وَفِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (سوأ)
{أَحَاطَتْ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبَةِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ (أَحْوَطَ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الْفَتْحَةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ(حوط)
{خَطِيئَةُ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ التَّاءِ وَالْيَاءِ عَلَى وَزْنِ (فَعِيلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ (خطأ)
{أَصْحَابُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْقِلَّةِ، مُفْرَدُهُ (صَحْبٌ) جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ عَلَى وَزْنِ (أَفْعَالٌ)* مِنْ مَادَّةِ (صحب).
{النَّارِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ(نور).
{خَالِدُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (خَالِدٌ) مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (خَلَدَ يَخْلُدُ) مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)مِنْ مَادَّةِ(خلد).
البلاغة
١- الاستئناف بـ "بَلَىٰ":
– جاءت "بَلَىٰ" ردًّا على إنكار سابق في الآيات السابقة، وهي تفيد الإبطال المؤكد مع الإضراب عن ما سبق، مما يعطي قوة في التعبير عن الحقيقة الجازمة.
– فيها معنى التوكيد والتصحيح لما يتوهمه المخاطبون، فكأنها تقطع الشك باليقين.
٢- التعبير بـ "كَسَبَ" بدل "فَعَلَ":
– "كَسَبَ" تدل على أن السيئة قد حُصِّلت بجهد وعمل متعمد، مما يوحي بتحمل المسؤولية الكاملة للإنسان عن أفعاله.
– في الكسب إشارة إلى أن الإنسان يجني نتائج عمله، كالتاجر الذي يربح أو يخسر، وهذا أبلغ في التهديد.
٣- المجاز في "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ":
– "أَحَاطَتْ"صورة مجازية توحي بأن الخطايا كالحلقة المغلقة أو الجيش المحاصر، فلا مفر للمذنب من عقابها.
– هذا التصوير يدل على شدة التلبس بالذنوب وعدم القدرة على الفكاك منها، مما يزيد في تخويف العاصي.
٤-التقديم والتأخير في "فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ":
– قُدِّم الضمير "أُولَٰئِكَ"للاهتمام بالمعاقبين، ثم أُتبِع بـ "أَصْحَابُ النَّارِ" لتأكيد مصيرهم المُخزي.
– لفظ "أَصْحَابُ" يُستخدم عادةً للدلالة على الملازمة الدائمة، فكأن النار صارت دارهم التي لا يفارقونها.
٥- التوكيد بـ "هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ":
– الضمير المنفصل "هُمْ"يفيد الحصر والتأكيد على أن خلود النار خاص بهم دون غيرهم.
– "خَالِدُونَ" صيغة مُبالَغَة تدل على دوام العذاب واستمراره بلا انقطاع، مما يُثير الخوف في النفس.
٦- الفواصل الموسيقية**:
– انتهت الآية بفواصل متناسقة (خَطِيئَتُهُ خَالِدُونَ)* مما يعطي إيقاعًا مؤثرًا يعمق معنى العقاب الأبدي.
٧- الطباق الضمني:
– هناك مقابلة غير مباشرة بين مَن "كَسَبَ سَيِّئَةً" وبين المؤمنين الذين يُكَفِّر عنهم الله سيئاتهم (كما في الآيات السابقة)* مما يزيد في تقرير العدل الإلهي.
الخلاصة:
الآية جمعت بين التوكيدو التصوير المجازي والإيقاع اللفظي مما يجعل الوعيد شديد الوقع على النفس، ويُبرز بلاغة القرآن في إيصال المعنى بعمق وقوة.
الفوائد
١- يقول ابو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن
{بَلى} : حرف يثبت به المجيب المنفيّ قبله * تقول : أما جاء زيد ؟ فيقول المجيب : بلى أي قد جاء .
ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى * فتقول : بلى * قد جاء . فإن قلت في جواب النفي : نعم – كان اعترافا بالنفي وصحّ أن تأتي بالنفي بعده * كقوله : ما جاء زيد ؟ فتقول : نعم * ما جاء .
والياء من نفس الحرف . وقال الكوفيون : هي بل * زيدت عليها الياء * وهو ضعيف .اه
ويقول السمين الحلبي
قوله تعالى: {بلى} حَرْفُ جوابٍ كنَعَم وجَيْرِ وأَجَلْ وإي، إلاَّ أَنَّ «بلى» جوابٌ لنفي متقدِّمٍ، سواءً دخلَه استفهامٌ أم لا، فيكونُ إيجاباً له نحو قول القائلِ: ما قام زيدٌ فتقولُ: بلى، قد قام، وتقول: أليس زيداً قائماً؟ فتقول بلى، أي: هو قائم، قال تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى} [الأعراف: 172] ويُروى عن ابن عباس أنهم لو قالوا: نَعَمْ لَكَفروا. فأمَّا قولُه:
أليسَ الليلُ يَجْمَعُ أُمَّ عمروٍ
وإيَّانا فَذَاكَ بِنا تَدانِي
نَعَمْ وترى الهلالَ كما أَراه
وَيعْلُوها النهارُ كما عَلاني
فقيل: ضرورةٌ، وقيل: نَظَرَ إلى المعنى؛ لأنَّ الاستفهامَ إذا دَخَل على النفي قَرَّره، وبهذا يُقال: فكيفَ نُقِل عن ابنِ عباس أنَّهم لو قالوا نعم لكَفروا، مع أنَّ النفي صَار إيجاباً؟
وقيل: قَوْلُه: «نعم» ليس جواباً ل «أليس» إنما هو جوابٌ لقولِه: «فذاكَ بنا تَداني» فقوله تعالى: «بلى» رَدٌّ لقولِهم: {لَن تَمَسَّنَا النار} أي: بلى تَمَسُّكم أبداً، بدليلِ قولِه: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} قاله الزمخشري، يريد أن «أبداً» في مقابَلَةِ قولهم: {إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} وهو تقديرٌ حَسَنٌ.
والبصريون يَقُولون: إنَّ «بلى» حرفٌ بسيطٌ. وزعم الكوفيون أنَّ أصلها بل التي للإِضراب، زِيْدَتْ عليها الياء ليَحْسُنَ الوقف عليها، وضُمِّنت الياء معنى الإِيجاب،
قيل: تَدُلُّ على رَدِّ النفي والياءُ تَدُلُّ على الإِيجابِ، يَعْنُون بالياءِ الألفَ، وإنما سَمَّوْها ياءً لأنَّها تُمال وتُكْتَبُ بالياءِ.اه
٢- {مَنْ كَسَبَ} : في « من » وجهان :
أحدهما – هي بمعنى الذي .
والثاني – شرطية * وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة * إلا أن « كسب » لا موضع لها إن كانت « من » موصولة * ولها موضع إن كانت شرطية والجواب « فَأُولئِكَ » * وهو مبتدأ و « أَصْحابُ النَّارِ » خبره والجملة جواب الشرط * أو خبر من .
والسيئة على فيعلة * مثل : سيد وهيّن * وقد ذكرناه في قوله : « أَوْ كَصَيِّبٍ » * وعين الكلمة واو * لأنه من ساءه يسوءه .
ويقول ابو البقاء
قولُه: {مَن كَسَبَ} يجوزُ «مَنْ» وجهان
أحدُهما: أن تكونَ موصولةً بمعنى الذي والخبرُ قولُه: «فأولئك» وجازَ دخولُ الفاءِ في الخبر لاستكمالِ الشروطِ المذكورةِ فيما تقدَّم. ويؤيِّد كونَها موصوفةً ذِكْرُ قَسيمِها موصولاً وهو قولُه: {والذين كَفَرواْ}
ويجوزُ أن تكونَ شرطيةً، والجوابُ قولُه «فأولئك» وعلى كِلا القولين فمَحَلُّها الرفعُ بالابتداء
لكنْ إذا قلنا إنها موصولةٌ كان الخبر: «فأولئك» وما بعد بلا خلافٍ، ولا يكونُ لقولِه {كَسَبَ سَيِّئَةً} وما عُطِفَ عليه مَحَلٌّ من الإِعرابِ لوقوعِه صلةً، وإذا قلنا إنها شرطيةٌ فيجيء في خبرها الخلافُ المشهورُ: إمَّا الشرطُ أو الجزاءُ أو هما، حَسْبما تقدَّم، ويكونُ قولُه «كَسَب» وما عُطِفَ عليه في محلِّ جَزْمٍ بالشرط. أه
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.