المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 88 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 88 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

سلسلة إعراب القرآن الكريم  آية ٨٨
وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة 88)
الاعراب
{وَ}استئنافية
{قالُوا}: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعةو الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة
{قُلُوبُنا}: مبتدأ مرفوع على الابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف و «نا» ضمير متصل – ضمير المتكلمين – مبني على السكون في محل جر مضاف إليه
{غُلْفٌ}: خبر المبتدأ مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة الظاهرة في آخره لأنه اسم نكرة
{بَلْ}حرف عطف يفيد الإضراب عن دعواهم  وإثبات أنّ سبب جحودهم لعن اللَّه إياهم عقوبة لهم
{ لَعَنَهُمُ}: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في آخره و الهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين – مبني على الضم لالتقاء الساكنين في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور
{اللَّهُ}: اسم الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على الهاء
{بِكُفْرِهِمْ}: الباء حرف جر .كفر: اسم مجرور بحرف الجر «الباء» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف و الهاء ضمير متصل – ضمير الغائبين – مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور «بكفرهم» متعلق بلعن.
{فَقَلِيلًا}الفاء: استئنافية قليلا: صفة نائبة عن المصدر – المفعول المطلق – المحذوف منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة الظاهرة في آخرها التقدير: يؤمنون إيمانا قليلا
{ ما}: مبهمة مهملة وشدد الميم فيها لادغامه مع نون تنوين «قليلا».
{يُؤْمِنُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

اعراب الجمل
جملة: (قالوا) لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: (قلوبنا غلف) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لعنهم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة
أو هي اعتراضيّة بين متعاطفين.
وجملة: (يؤمنون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية أو الأولى

الصرف
{قَالُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ (قَوَلَ)عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ(قول)
{قُلُوبُ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ مُفْرَدُهُ (قَلْبٌ)* جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْوَاوِ، عَلَى وَزْنِ (فُعُولٌ)* مِنْ مَادَّةِ (قلب).
{غُلْفٌ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ، مُفْرَدُهُ (أَغْلَفُ) جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ(فُعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (غلف) صفة مشبّهة من فعل غلف يغلف باب فرح وزنه أفعل
{لَعَنَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)مِنْ مَادَّةِ (لعن)
{كُفْرِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(كَفَرَ يَكْفُرُ) مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فُعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ (كفر).
{قَلِيلًا}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (قَلَّ يَقِلُّ) مِنْ بَابِ (ضَرَبَ يَضْرِبُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ عَلَى وَزْنِ(فَعِيلٌ) مِنْ مَادَّةِ(قلل)
{يُؤْمِنُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ (يُؤَأْمِنُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ)فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، مِنْ مَادَّةِ (أمن)

البلاغة
١- الاستدراك بـ (بَلْ):
   – جاءت (بَلْ) للاستدراك والانتقال من زعم الكفار إلى الحقيقة المُرّة، حيث نفى الله تعالى ادعاءهم أن قلوبهم مغطاة (أي غير قادرة على فهم الحق)* وأكد أن سبب بعدهم عن الإيمان هو لَعْنُ الله لهم بسبب كفرهم. 
   – يُفيد الاستدراك هنا إبطالَ مزاعمهم وإظهارَ الحقيقة بقوة، مما يعطي الانزياح من الظاهر إلى الباطن.
٢- التعبير بـ (غُلْفٌ): 
   – الغُلْف جمع "أغلف" (أي مغطّاة)* وهو تعبير مجازي يُشير إلى زعمهم أن قلوبهم مُغلَّفة بحجاب يمنعها من قبول الحق. 
   – في هذا إشارة إلى التكبّر والاستكبار حيث جعلوا عدم إيمانهم كأنه أمر خارج عن إرادتهم، بينما الحقيقة أن الكفر اختيارهم.
٣- اللعن والسببية (بِكُفْرِهِمْ): 
   – الجملة (لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ) تبرز العلاقة السببية بين الكفر ولعنة الله، مما يُظهر عدل الله في عقابهم. 
   – تقديم (لَعَنَهُمُ) على الجار والمجرور (بِكُفْرِهِمْ) يُؤكّد على شدة العقاب قبل بيان سببه، مما يُثير الانتباه.
٤- القصر في (فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ):
   – القصر بـ (قَلِيلًا مَّا)يفيد الحصر والتأكيد على ندرة إيمانهم، حيث إن (ما) زائدة لتأكيد القلة. 
   – الصيغة جاءت بالمضارع (يُؤْمِنُونَ) للدلالة على الاستمرار، أي أن عدم إيمانهم ليس حالة عابرة بل دائمة.
٥- الطباق بين (غُلْفٌ) و(يُؤْمِنُونَ):
   – هناك تضاد بين زعمهم أن قلوبهم مغلقة (غُلْفٌ) وبين حقيقة أنهم لا يؤمنون، مما يُظهر تناقضَهم وجحودَهم.
٦- الإيجاز والاختصار:
   – الآية موجزة لكنها شاملة لردّ الزعم، وبيان السبب، والحكم النهائي، مما يدل على بلاغة القرآن في الإيجاز مع البلاغة.
الخلاصة: 
الجوانب البلاغية في الآية تمثلت في الاستدراك، المجاز، السببية، القصر، الطباق، والإيجاز مما يجعلها تردّ على الكفار بأسلوب قويّ مفحم، يُظهر بطلان ادعائهم ويُؤكّد عدل الله وعقابه.

الفوائد
يقول ابو البقاء العكبري في التبيان
١- {غُلْفٌ} : يقرأ بضمّ اللام * وهو جمع غلاف
ويقرأ بسكونها . وفيه وجهان :
أحدهما : هو تسكين المضموم مثل كتب وكتب
والثاني : هو جمع أغلف  مثل أحمر وحمر وعلى هذا لا يجوز ضمّه
٢-  {ما} زائدة * أي فإيمانا قليلا يؤمنون .
وقيل صفة لظرف أي فزمانا قليلا يؤمنون * ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن قليلا لا يبقى له ناصب
وقيل : ما نافية أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا * ومثله : « قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ »  و « قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ » وهذا أقوى في المعنى وإنما يضعف شيئا من جهة تقدّم معمول ما في حيّز « ما » عليها .أه
ويقول ابن عاشور
(قَلِيلًا) صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ وَالتَّقْدِيرُ فَإِيمَانًا قَلِيلًا، وَمَا زَائِدَةٌ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّقْلِيلِ وَالضَّمِيرُ لِمَجْمُوعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (قَلِيلًا) صِفَةً لِلزَّمَانِ الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْفِعْلُ أَيْ فَحِينًا قَلِيلا يُؤمنُونَ.
وَقيل يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَاقِيًا عَلَى حَقِيقَتِهِ مُشَارًا بِهِ إِلَى إِيمَانِهِمْ بِبَعْضِ الْكِتَابِ أَوْ إِلَى إِيمَانِهِمْ بِبَعْضِ مَا يَدْعُو لَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُوَافِقُ دِينَهُمُ الْقَدِيم كالتوحيد ونبوءة مُوسَى أَوْ إِلَى إِيمَانِ أَفْرَادٍ مِنْهُمْ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فَإِنَّ إِيمَانَ أَفْرَادٍ قَلِيلَةٍ مِنْهُمْ يَسْتَلْزِمُ صُدُورَ إِيمَانٍ مِنْ مَجْمُوعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَزْمِنَةٍ قَلِيلَةٍ أَوْ حُصُولَ إِيمَانَاتٍ قَلِيلَةٍ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (قَلِيلًا) هُنَا مُسْتَعْمَلًا فِي مَعْنَى الْعَدَمِ فَإِنَّ الْقِلَّةَ تُسْتَعْمَلُ فِي الْعَدَمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ قَالَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمِّ يُصِيبُهُ
       كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى النَّوَى وَالْمَسَالِكِ
أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَتَشَكَّى
وَقَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ فِي أَرْضِ نَصِيبِينَ «كَثِيرَةُ الْعَقَارِبِ قَلِيلَةُ الْأَقَارِبِ» أَرَادَ عَدِيمَةَ الْأَقَارِبِ
وَيَقُولُونَ: فُلَانٌ قَلِيلُ الْحَيَاءِ وَذَلِكَ كُلُّهُ إِمَّا مَجَازٌ لِأَنَّ الْقَلِيلَ شُبِّهَ بِالْعَدَمِ وَإِمَّا كِنَايَةٌ وَهُوَ أَظْهَرُ لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا قَلَّ آلَ إِلَى الِاضْمِحْلَالِ فَكَانَ الِانْعِدَامُ لَازِمًا عُرْفِيًّا لِلْقِلَّةِ ادِّعَائِيًّا فَتَكُونُ (مَا) مَصْدَرِيَّةً.أه
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading