المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب الآية 4 من سورة البقرة

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب الآية 4 من سورة البقرة”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (سورة البقرة4)
الاعراب
وَ:حرف عطف
الَّذِينَ : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ صفة للمتقين
أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم الذين.
يُؤْمِنُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه
ثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل
بِمَا: الباء: حرف جرّ و"ما": اسم موصول بمعنى "الذي" مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء والجارّ والمجرور متعلِّقان بـ"يؤمنون"
أُنْزِلَ: فعل ماض مبنيّ لما لم يسم فاعله مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو
إِلَيْكَ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"أنزل"
والأصل في «إليك» «هو» «إلاك» فأبدلت الألف ياء لاتصالها بالضمير
وَمَا أُنْزِلَ: الواو: حرف عطف. ما أنزل: معطوفة على "ما أنزل" السابقة وتعرب إعرابها.
مِنْ قَبْلِكَ: جارّ ومجرور متعلِّقان بأنزل والكاف في "قبلك": ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة
وَ:استئنافية
بِالْآخِرَةِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ"يؤمنون"
وقُدِّم المجرورُ للاهتمام به كما قُدِّمَ المُنْفَقُ في قوله: {وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
والآخرة: تأنيث آخِر المقابل لأوَّل، وهي صفةٌ في الأصلِ جَرَتْ مَجْرى الأسماءِ والتقديرُ: الدار الآخرة أو النشأة الآخرة، وقد صُرِّح بهذين الموصوفين قال تعالى: {وَلَلدَّارُ الآخرة خَيْرٌ} [الأنعام: 32] * وقال: {ثُمَّ الله يُنشِىءُ النشأة الآخرة} [العنكبوت: 20]
هُمْ: ضمير رفع منفصل مبنيّ على السكون
في محلّ رفع مبتدأ
يُوقِنُونَ: تعرب إعراب "يؤمنون"
والإِيقانُ: تحقيقُ الشيء لوضوحِه وسكونِه يقال: يَقِنَ الماءُ إذا سَكَن فظهر ما تحته، وَيَقِنْتُ الأمر بكسر القاف، ويُوقنون مِنْ أَيْقَنَ بمعنى استيقن.

اعراب الجمل
جملة "يؤمنون" لا محلّ لها من الإعراب لأنها صلة الموصول
جملة "أنزل" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب
جملة يوقنون جملة فعلية في محلّ رفع خبر "هم"
الجملة الاسمية "هم يوقنون" في محلّ نصب حال.

الصرف
{يُؤْمِنُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* أَصْلُهُ (يُؤَأْمِنُ) عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، مِنْ مَادَّةِ (أمن)
{أُنْزِلَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) عَلَى وَزْنِ(أُفْعِلَ)* مِنْ مَادَّةِ (نزل)
{أُنْزِلَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ(أَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (أُفْعِلَ) مِنْ مَادَّةِ (نزل)
{قَبْلِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ: (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ(قبل)
وهو ظرف للزمان معرب، يجوز بناؤه على الضمّ إذا قطع عن الاضافة لفظا، وزنه فعل بفتح فسكون
{الْآخِرَةِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ عَلَى وَزْنِ (فَاعِلَةٌ) مِنْ مَادَّةِ (أخر)
و استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه يدّل على دار البقاء. والمد فيه منقلب عن همزة وألف ساكنة، والأصل (أأخرة)
{يُوقِنُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ مِثَالٌ يَائِيٌّ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ (يُؤَيْقِنُ)عَلَى وَزْنِ (يُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ وَفِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْيَاءِ وَاوًا لِمَجِيئِهَا سَاكِنَةً بَعْدَ ضَمٍّ مِنْ مَادَّةِ (يقن)

البلاغة
١-التقديم والتأخير: 
   – قدم الله تعالى الإيمان بما أنزل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} على الإيمان بما أنزل من قبله{وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} وذلك لإظهار مكانة القرآن الكريم وعلو شأنه، ولبيان أن الإيمان به هو الأساس الذي يكمّل الإيمان بالرسالات السابقة.
٢- الاختصار والإيجاز: 
   – عبرت الآية بكلمات قليلة عن معانٍ واسعة، حيث جمعت الإيمان بالقرآن والكتب السماوية السابقة، مع اليقين بالآخرة، مما يدل على بلاغة القرآن وإيجازه.
٣- التعريف والتنكير: 
   – جاءت كلمة {الْآخِرَةِ} معرفة بأل التعريف، مما يدل على أن الآخرة أمر محدد ومعروف لدى المؤمنين، بينما جاءت كلمة {يُوقِنُونَ} دون تعريف، مما يفيد العموم والشمول في يقينهم بكل ما يتعلق بالآخرة.
٤- الربط بين الإيمان واليقين: 
   – ربطت الآية بين الإيمان بالكتب السماوية اليقين بالآخرة، مما يدل على أن الإيمان الحقيقي لا يكتمل إلا باليقين باليوم الآخر، وهذا الربط يعكس تكامل العقيدة الإسلامية.
٥- الفواصل القرآنية: 
   – انتهت الآية بفاصلة {يُوقِنُونَ}التي تعطي إيقاعًا متناسقًا مع السياق، مما يزيد من جمالية الآية وبلاغتها.
٦- التوازن اللفظي:  
   – هناك توازن في تركيب الجملة بين الإيمان بالكتب السماوية واليقين بالآخرة، مما يعكس التناسق البلاغي في الآية.

الفوائد
١- يقول السمين الحلبي في الدر المصون :
قوله تعالى: {والذين يُؤْمِنُونَ} : الذين عطفٌ على «الذين» قبلَها، ثم لك اعتباران:
أن يكونَ من باب عَطْفِ بعضِ الصفاتِ على بعض كقوله:
إلى المَلِكِ القَرْمِ وابنِ الهُمامِ
                     وليثِ الكتيبة في المُزْدَحَمْ
وقوله:
يا ويحَ زيَّابَة للحارثِ ال … صابحِ فالغانمِ فالآئِبِ
يعني: أنهم جامعونَ بين هذه الأوصافِ
إن قيل إن المرادَ بهما واحدٌ.
والثاني: أن يكونوا غيرهم.
وعلى كلا القولينِ فيُحكم على موضعِه بما حُكم على موضعِ «الذين» المتقدمة من الإِعرابِ رفعاً ونصباً وجَرًّا قَطْعاً واتباعاً،
ويجوز أن يكونَ عطفاً على «المتقين» *
وأن يكونَ مبتدأ خبرُه «أولئك» وما بعدها إن قيل إنهم غيرُ «الذين» الأولى، و «يؤمنون» صلةٌ وعائدٌ.
و «بما أُنْزِلَ» متعلِّقٌ به و «ما» موصولةٌ اسميةٌ، و «أُنْزِلَ» صلتُها وهو فِعْلٌ مبني للمفعول، والعائدُ هو الضميرُ القائمُ مقامَ الفاعلَ، ويَضْعُف أن يكونَ نكرةً موصوفةً،
وقد منع أبو البقاء من ذلك، قال: «لأنَّ النكرةَ الموصوفةَ لا عموم فيها، ولا يكمُل الإِيمانُ إلا بجميعِ ما أُنزل»أه
٢- «قبل» ظرف زمان يقتضي التقدُّم، وهو نقيضٌ «بعد» * وكِلاهما متى نُكِّر أو أُضيف أُعْرِبَ، ومتى قُطع من الإِضافة لفظاً وأُرِيدت معنى بُني على الضم، فمِن الإِعرابِ قولُه:
فساغَ ليَ الشرابُ وكنت قَبْلاً
                       أكاد أَغَصُّ بالماءِ القَراحِ
وقال آخر:
ونحن قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ
               فما شَرِبوا بَعْداً على لَذَّةً خَمْرا
ومن البناء قولُه تعالى: {لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} [الروم: 4]  وزعم بعضُهم أن «قبل» في الأصل وصفٌ نابَ عن موصوفِه لُزوماً، فإذا قلت: «قمتُ قبلَ زيد» فالتقدير: قمت زماناً قبلَ زمانِ قيامِ زيدٍ، فحُذِف هذا كلُّه، ونَاب عنه «قبل زيد» وفيه نظرٌ لاَ يَخْفى على مُتَأمِّله.
واعلمْ أنَّ حكمَ فوق وتحت وعلى وأوَّل حكمُ قبل وبعد فيما تقدَّم.
محمد ابراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى