المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب الآية 8 من سورة البقرة

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب الآية 8 من سورة البقرة”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة 8)
الاعراب
وَ:استئنافية
مِنَ النَّاسِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر مقدم.
مَنْ: اسم موصول بمعنى "الذي" مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخر
و فتحت نون {مِنَ} للقائها الساكن، وهو لام التعريف؛ وكان الفتح أولى بها من الكسر؛ لانكسارالميم مع كثرة الاستعمال
و «الناس» اسم يجمع إنسانا وإنسانة والأصل عند سيبويه أناس.
قال الفراء: الأصل الأناس خففت الهمزة ثم أدغمت اللام في النون،
قال الكسائي: هما لغتان ليست إحداهما أولى من الأخرى.
يدلّ على ذلك أن العرب تصغّر ناسا نويسا ولو كان ذلك الأصل لقالوا: أنيس
يَقُولُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
و {يَقُولُ} وزنه: يفعل، وأصله: يقول، ثم ألقيت حركة الواو على القاف؛ لأنها قد اعتلّت في «قال»
ولو جاء في الكلام: ومن النّاس من يقولون، لجاز؛ تحمله على المعنى، كما قال جلّ ذكره: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}
آمَنَّا بِاللَّهِ: فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله ب نا الدالة على الفاعلين و"نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل
بالله: الباء: حرف جرّ واسم الجلالة "الله":مجرور بالباء للتعظيم وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلّقان بآمنا
وَ:عاطفة
بِالْيَوْمِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بآمنا
الْآخِرِ: نعت لليوم مجرورة وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة
وَ:حالية
مَا: نافية لا عمل لها عند بني تميم، وهي بمنزلة "ليس" عند الحجازيين
هُمْ: ضمير رفع منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
أو في محلّ رفع اسم "ما"
بِمُؤْمِنِينَ: ذهب النحاة لتسمية هذه الباء التي يمكن حذفها مع بقاء المعنى صحيحا (حرف جر زائد) ولكننا نذهب هنا لتسميتها (حرف توكيد) أدبا مع القرآن الكريم
مؤمنين: اسم مجرور لفظًا وعلامة جرّه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم منصوب محلًّا على أنه خبر "ما"
يقول مكي بن ابي طالب:
والباء زائدة، دخلت عند البصريين لتأكيد النفي، وهي عند الكوفيين دخلت جوابا لمن قال: إنّ زيدا لمنطلق. ف «ما» بإزاء «إنّ»* والباء بإزاء اللام، إذ اللام لتأكيد الإيجاب، فالباء لتأكيد النفي. أه

اعراب الجمل
جملة "يقول" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
جملة "آمنا" في محلّ نصب مفعول به مقول القول
الجملة الاسمية "ما هم بمؤمنين" في محلّ نصب حال.

الصرف
{النَّاسِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (نوس)
أصله أناس حذفت فاؤه، وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام.. وعلى هذا فالألف زائدة في الناس لأنه مشتقّ من الإنس. وقال بعضهم: ليس في الكلمة حذف وزيادة. والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة من ناس ينوس إذا تحرّك
{يَقُولُ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْيَاءِ مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (يَقْوُلُ)* عَلَى وَزْنِ (يَفْعُلُ)ثمّ نقلت حركة الواو إلى القاف قبلها لثقل الحركة على حرف العلّة فأصبح يقول
فِيهِ إِعْلَالٌ بِنَقْلِ الضَّمَّةِ لِلْحَرْفِ السَّاكِنِ قَبْلَهَا مِنْ مَادَّةِ (قول)
{آمَنَّا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ مَهْمُوزُ الْفَاءِ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) أَصْلُهُ (أَأْمَنَ) عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلَ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ أَلِفًا لِاجْتِمَاعِ هَمْزَتَيْنِ مُتَحَرِّكَةٍ وَسَاكِنَةٍ مِنْ مَادَّةِ (أمن)
{الْيَوْمِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ (يوم).
{الْآخِرِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ مُشْتَقٌّ، اسْمُ فَاعِلٍ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ عَلَى وَزْنِ (فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (أخر).
الآخر: بكسر الخاء: خلاف – أي ضدّ – الأوّل
ولهذا ينصرف ويطابق في الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث ومؤنّثه: الآخرة أمّا «الآخر» بفتح الخاء فمعناه الواحد وهو على وزن «أفعل» ومؤنثه: أخرى: بمعنى الواحدة أيضا
والمدة في «الآخر» ألف زائدة لبناء فاعل؛ وليس أصلها همزة.
{مُؤْمِنِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (مُؤْمِنٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ (آمَنَ) مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ) ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْمِيمِ، أَصْلُهُ (مُؤَأْمِنٌ) عَلَى وَزْنِ (مُؤَفْعِلٌ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، مِنْ مَادَّةِ(أمن)
والمدّة في «آمن» أصلها همزة ساكنة وأصله أأمن ثم أبدلت من الهمزة الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها.

البلاغة
١- التقديم والتأخير: 
   قدم الله تعالى ذكر الإيمان بالله على الإيمان باليوم الآخر، مع أن الإيمان باليوم الآخر يترتب على الإيمان بالله. هذا التقديم يدل على عظمة الإيمان بالله وأهميته، فهو الأصل الذي يُبنى عليه الإيمان باليوم الآخر.
٢- التوكيد بالنفي: 
   جاء النفي في قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} مؤكدًا بـ"الباء" و"ما"* مما يفيد تأكيد نفي الإيمان عن هؤلاء المنافقين. وهذا الأسلوب يدل على أن إيمانهم ادعاء كاذب وليس حقيقة.
٣- الطباق بين الإيمان الظاهري وعدم الإيمان الباطني: 
   هناك طباق بين قولهم: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} وحقيقة حالهم: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}. هذا الطباق يُظهر التناقض بين ظاهرهم وباطنهم، وهو أسلوب بلاغي يُبرز نفاقهم.
٤- الإيجاز والاختصار: 
   الآية موجزة ومعبّرة، حيث بيّنت حال المنافقين في جملة قصيرة، مع إيصال المعنى الكامل. هذا الإيجاز من سمات البلاغة القرآنية.
٥- التصوير الفني: 
   تصوّر الآية صورة المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، مما يُظهر خداعهم وتناقضهم. هذا التصوير يجعل القارئ يتخيل حالهم ويشعر بخطر النفاق.
٦- التنبيه على خطر النفاق: 
   الآية تُنبه المؤمنين إلى وجود فئة من الناس يُظهرون الإيمان وهم في الحقيقة كاذبون، مما يدعو إلى الحذر والتمييز بين المؤمنين الصادقين والمنافقين.
٧- الاستخدام الفني للفعل المضارع: 
   استخدام الفعل المضارع {يَقُولُ} يدل على استمرارية هذا القول من قبل المنافقين، مما يُظهر أن هذا السلوك ليس عابرًا بل هو صفة ملازمة لهم.

الفوائد
١- للنحاة في (ما) رأيان:
الأول: حجازية: استنادا إلى طريقة الحجازيين الذين يعملونها عمل (ليس) فترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
والثاني: طريقة بني تميم وهم يهملونها فالمبتدأ والخبر بعدها مرفوعان.
٢- حرف الجر "الباء" في اللغة العربية له عدة فوائد بلاغية، خاصة عندما يُستخدم كحرف جر زائد (أي لا يُفيد معنى الجر الأصلي). من هذه الفوائد :
١- التأكيد: يُستخدم حرف الجر "الباء" الزائد لتأكيد المعنى أو تقويته. مثلاً في قوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ (النساء: 79)* "الباء" هنا زائدة لتأكيد كفاية الله شهيدًا.
٢- التخصيص: قد يُستخدم "الباء" الزائد لتخصيص شيء معين أو إبرازه. مثلاً في قوله تعالى: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (النساء: 69)* "الباء" هنا تُفيد تخصيص الحسن للرفيق.
٣- التزيين اللفظي: أحيانًا يُضاف حرف الجر "الباء" الزائد لجمالية اللفظ وإضافة نوع من الموسيقى إلى الجملة.
٤-  التخفيف: قد يُستخدم "الباء" الزائد لتخفيف النطق أو تسهيل الجملة، خاصة في الشعر أو النثر الفني.
٥- التوازن البلاغي: في بعض الأحيان، يُضاف "الباء" الزائد لتحقيق توازن بلاغي بين أجزاء الجملة أو لتناسق الإيقاع.
٦- التعبير عن التعظيم أو التحقير: قد يُستخدم "الباء" الزائد للتعبير عن تعظيم شيء أو تحقيره، حسب السياق.
٧- التنغيم العاطفي: قد يُضاف "الباء" الزائد لإضفاء نغمة عاطفية معينة على الجملة، مثل التعجب أو الاستغراب.
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading