المعاني

تم الإجابة عليه: ما الفرق بين الخوف والحذر والخشية والفزع ؟

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: ما الفرق بين الخوف والحذر والخشية والفزع ؟”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

في هذه المرئية ستتكلم عن الخوف وما يقاربه من ألفاظ ليست مرادفة له كما يتبادر لأذهان الكثيرين وما يقع من خلط في بعض التأويلات
وهذه الألفاظ هي : الخوف والخشية والشفقة والرهبة والوجل والجزع والفزع والهلع والاتقاء والبأس  والفَرَق والروع والرعب
1.    الْفرق بَين الْخَوْف والخشية
الخوف: تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات،
قال تعالي: ” يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ “
وقال تعالى: ” وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ:
ودليل ذلك أن الخوف ورد نقيضا للطمع في القرآن
قال تعالى: ” يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”
والطمع توقّع أمر محبوب.
وكذلك نقيض الخوف الأمن، والأمن هو انعدام توقع المكروه.
قال تعالى: ” وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا”
ويكون الخوف إما من المكروه نفسه أو ممن يكون بيده إيقاع هذا المكروه.
قال تعالى: ” إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ “
.
أما الخشية فأصلها اللغوي يفيد اليبوس فيقال شجرة خشية: أي يابسة. فتكون الخشية استشعار هيبة وعظمة المخشي منه مشوبة بالتوتر الحاد والتنبه للأفعال والانقياد لما يريد، وربما يؤدي ذلك إلى الخوف وإن لم يكن هناك إنذار بمكروه. ولذلك قرنت الخشية بالعلم، لأن العلم بالمخشي منه موجب لخشيته
قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” .
والخشية على خلاف الخوف تولد في القلب رقة وضعفا اتجاه المخشي منه، بينا الخوف يولد الحرص على تجنب ما يُخاف منه ويظهر ضعف الخائف اتجاه ما يخاف منه.
قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ”
والشفقة ضعف وَرِقَّة في القلب
وربما تكون الخشية من وقوع أمر ما، ليس أصله ارتكاب مخالفة
قال تعالى: ” ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ”
وقال أيضا على لسان الخضر: ” فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا”
أو تكون الخشية من عاقبة اجتهاد في أمر ما
قال تعالى على لسان هارون: ” إِنِّي خشيت أَن تَقول فرقت بَين بَين إِسْرَائِيل”

ونرى أن تصدع الجبال وهبوط الحجارة، إن أُمِرَت بأمر، سببه الخشية وليس الخوف. فهي معلقة بأمر الآمر وليس بعاقبة العصيان.
قال تعالى: ” لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ”
 ……..
2.    الفرق بَين الخشية والشفقة
أَن الشَّفَقَة ضرب من الرقة وَضعف الْقلب ينَال الْإِنْسَان وَمن ثمَّ يُقَال للْأُم إِنَّهَا تشفق على وَلَدهَا أَي ترق لَهُ وَلَيْسَت هِيَ من الخشية وَالْخَوْف فِي شَيْء والشاهد قَوْله تَعَالَى (الَّذين هم من خشيَة رَبهم مشفقون) . وَمن هَذَا الأَصْل قَوْلهم ثوب شفق إِذا كَانَ رَقِيقا * اشفقت من كَذَا مَعْنَاهُ ضعف قلبِي عَن احْتِمَاله
3.    الْفرق بَين الْخَوْف والرهبة
الْخَوْف يكون مَعَ الشَّك بِوُقُوع مكروه أو ضرر أما الرهبة فتكون مع العلم بوقوع مكروه أوضرر على شرط كذا. ودليل ذلك قوله تعالى
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”
فتحصل الرهبة لدى الأعداء من قوع ضرر * وهو شرط امتلاك المؤمنين للقوة.
ونقيض الرهبة الرغبة وهي السلامة من المخاوف مع خصول فائدة.
قال تعالى: “وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا”
4.    الْفرق بَين الْخَوْف والهول
أَن الهول مَخَافَة الشَّيْء لَا يدْرِي مَاذا يأتي عَلَيْهِ مِنْهُ كهول اللَّيْل وهول الْبَحْر.
 وَقد هالني الشَّيْء أي أخافني ولا أدري ماذا سيأتيني منه من ضرر.

5.    الْفرق بَين الْخَوْف والوجل
أَن الْخَوْف ما ذكرناه من توقع النفس لأمر مكروه بينما الوَجَل تَوَجُّس أو توقع الشَرّ
فيُقَال أَنا من هَذَا على وَجل وَمن ذَلِك على طمأنينة وَلَا يُقَال على خوف
قال تعالى: ” إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ”
وفي قوله تعالى: (الَّذين إِذا ذكر الله وجلت قُلُوبهم)
 أَي إِذا ذكرت عَظمَة الله وَقدرته لم تطمئِن قُلُوبهم إِلَى مَا قدموه من الطَّاعَة وظنوا أَنهم مقصرون فاضطربوا من ذَلِك وقلقوا:
 فَلَيْسَ الوجل من الْخَوْف فِي شَيْء وَخَافَ مُتَعَدٍّ ووجل غير مُتَعَدٍّ وصيغتاهما مُخْتَلِفَتَانِ أَيْضا وَذَلِكَ يدل على فرق بَينهمَا فِي الْمَعْنى
6.    الفرق بين الخوف والجزع
الخوف هو ما ذكرنا سابقا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات، بينما حقيقة الجزع هو الخَوَر وعدم الصمود وعدم التماسك عند المصيبة
قال تعالى ( إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(
 ويقول الكفار وهم في العذاب يوم القيامة )سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ(
وعلى هذا فالجَزَع ضدُّ الصبر من فراغ القوة وعدم الصمود، ومنعُ الخير الموجود من فراغ النَفْس فيحرص خوفًا من الفقر.
قال تعالى: (إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا إِذا مَسّه الشَّرّ جزوعا وَإِذا مَسّه الْخَيْر منوعا)

7.    الْفرق بَين الْخَوْف والهلع والفزع
الخوف هو ما ذكرنا سابقا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات،
بينما الْفَزع انزعاج الْقلب بتوقع مَكْرُوه عَاجل عِنْد هجوم غَارة أَو صَوت هدة وَمَا أشبه ذَلِك ويتبعه ثَوَرَانُ البدن بجملته فَجأَة مُفَارِقًا المكانَ الذي ينبسط عليه (لِشَيْءٍ أثاره)
قال تعالى:” وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ”
وَأما الْهَلَع فهو فراغ النفس أو الجوف من مصدر القوة كالجائع جدًّا ولذلك هو أقرب إلى الجبن. ومنه الهَلَع الذي وصفه القرآن الكريم {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيرُ مَنُوعًا}
8.    الْفرق بَين الاتقاء والخشية
الاتقاء يعني الاحتراس مِمَّا يُخَاف وَلَيْسَ ذَلِك فِي الخشية التي هي استشعار هيبة وعظمة المخشي منه مشوبة بالتوتر الحاد والتنبه للأفعال والانقياد لما يريد
9.    الْفرق بَين الْخَوْف والبأس والبؤس
الخوف هو ما ذكرنا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات، بينما الْبَأْس يجْرِي على الْعدة من السِّلَاح وَغَيرهَا وَنَحْوه قَوْله تَعَالَى (وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد) وَيسْتَعْمل فِي مَوضِع الْخَوْف مجَازًا فَيُقَال لَا بَأْس عَلَيْك وَلَا بَأْس فِي هَذَا الْفِعْل أَي لَا كَرَاهَة فِيهِ
10.    الفرق بين الخوف والفَرَق
الخوف هو ما ذكرنا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات، بينما الفَرَق هو الفزع والهروب، لأن الفَزِع الخائف يفارق ما يخافه أي يهرُب منه ولا يواجهه،
قال تعالى: ” وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ” أي يفزعون
11.     الفرق بين الخوف والرعب
الخوف هو ما ذكرنا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات، بينما الرعب هو  الامتلاء بالخوف مما هو متوقع من مكروه   وأصله من “سَنام رَعيب أي ممتلئٌ سمين .  ورَعَبَ الحوضَ أي ملأه.
12.    الفرق بين الخوف والروع
الخوف هو ما ذكرنا من تألم النفس من حلول مكروه أو من وقوع عقاب بسبب ارتكاب منهيات، أو تقصير في الطاعات، بينما الروع هو الفزع والاندهاش من أمر أو خبر طيب محبب
قال تعالى : ” فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ”




بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.


اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading