نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: ما الفرق بين القسط و العدل والإنصاف”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
أَوَّلًا: الْقِسْطُ.
الْقِسْطُ هُوَ الْعَدْلُ الْبَيِّنُ الظَّاهِرُ، وَلِذَلِكَ ارْتَبَطَ بِالْمِيزَانِ وَالْمِكْيَالِ، لِأَنَّ الْمِيزَانَ وَالْمِكْيَالَ تُرِيكَ ظَاهِرَ الْعَدْلِ وَلَا تُرِيكَ مَا خَفِيَ مِنْهُ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾.
لِذَلِكَ يُسْتَعْمَلُ الْقِسْطُ فِي الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ الَّتِي تَقْتَضِي اتِّبَاعَ الْعَدْلِ فِي أَقْصَى دَرَجَاتِهِ، وَمِثَالُ ذَلِكَ يَوْمُ الْحِسَابِ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾.
لِذَلِكَ نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، لِأَنَّهُ أَبْلَغُ دَرَجَاتِ الْعَدْلِ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾.
لِذَلِكَ نَجِدُ فِي سُورَةِ الْحَدِيدِ أَنَّ الْغَايَةَ مِنْ نُزُولِ الرِّسَالَاتِ هُوَ إِقَامَةُ الْقِسْطِ:
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.
ثَانِيًا: الْعَدْلُ.
اسْتُعْمِلَ الْعَدْلُ فِي الْأُمُورِ الْعَامَّةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾.
لِأَنَّهُ رُبَّمَا تَكُونُ هُنَاكَ أُمُورٌ خَفِيَّةٌ لَا يَصِلُ فِيهَا الْعَدْلُ إِلَى دَرَجَةِ الْقِسْطِ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾.
هُنَا، فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ يُوجَدُ مُقَارَبَةٌ لِلْوُصُولِ إِلَى الْعَدْلِ مَعَ مَنْ يُعَادِيكَ، لِذَلِكَ عَلَيْكَ أَنْ تَتَحَرَّى الْعَدْلَ.
وَعِنْدَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِالْعَدْلِ أَتْبَعَهُ بِالْإِحْسَانِ:
قَالَ تَعَالَى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾.
فَتَحَرِّي الْعَدْلِ يَحْتَاجُ إِلَى الْإِحْسَانِ فِيهِ قَدْرَ الْمُسْتَطَاعِ.
بَيْنَمَا عِنْدَمَا أَمَرَ بِالْقِسْطِ أَتْبَعَهُ بِوُجُوبِ إِقَامَةِ الْوُجُوهِ عِنْدَ الْمَسَاجِدِ، أَيْ أَنَّ الْقِسْطَ يَحْتَاجُ إِلَى قُلُوبٍ تَقِيهِ نَقِيَّةٍ بَنَاهَا إِخْلَاصُ الدِّينِ لِلَّهِ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ، وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ، وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾.
وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْعَدْلِ وَالْقِسْطِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ عِنْدَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمِينَ:
قَالَ تَعَالَى:
﴿ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ﴾.
هُنَا يَحْتَاجُ الْإِصْلَاحُ فِي الْأُمُورِ الْعَامَّةِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمِينَ إِلَى الْعَدْلِ، وَلَكِنَّ رُبَّمَا هُنَاكَ أُمُورٌ ظَاهِرَةٌ يَسْتَلْزِمُهَا الْقِسْطُ.
وَعِنْدَ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ، أَمَرَ بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ الْقِسْطَ، لِأَنَّ الْأَمْرَ فِيهِ مُقَارَبَةٍ وَتَقْدِيرٍ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِلَ إِلَى دَرَجَةِ الْقِسْطِ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ﴾.
بَيْنَمَا نَجِدُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِ الْآيَةِ الْأَمْرَ بِالْقِسْطِ فِي الْيَتَامَى، لِأَنَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِمْ هُوَ حُقُوقٌ يَجِبُ أَنْ تُؤَدَّى كَامِلَةً غَيْرَ نَاقِصَةٍ.
قَالَ تَعَالَى:
﴿ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾.
ثَالِثًا: الْإِنْصَافُ.
أَصْلُ الْإِنْصَافِ أَنْ تُعْطِيَ نِصْفَ الشَّيْءِ وَتَأْخُذَ نِصْفَهُ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ، وَهُوَ يَأْتِي فِي مَجَالِ إِدَاءِ الْحَقِّ لِأَصْحَابِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي خِصَامٍ. ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَا يُطْلَبُ مِنْ رَفْعِ ظُلْمٍ وَقَعَ بَيْنَ مُتَخَاصِمَيْنِ فِي أَيِّ أَمْرٍ.
وَرَدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مُخَاطِبًا الذِّمِّيَّ الْعَجُوزَ:
«فَقَالَ: مَا أَنْصَفْنَاكَ، أَنْ كُنَّا أَخَذْنَا مِنْكَ الْجِزْيَةَ فِي شَبَابِكَ ثُمَّ ضَيَّعْنَاكَ فِي كِبَرِكَ».
وَلَمْ يَرِدْ فِي الْقُرْآنِ مَا يُشِيرُ إِلَى الْإِنْصَافِ.
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
