تم الإجابة عليه: مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الشَّكِّ وَالظَّنِّ؟
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الشَّكِّ وَالظَّنِّ؟”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الشَّكِّ وَالظَّنِّ؟
أَوَّلًا: الشَّكُّ.
الْمَعْنَى الْمِحْوَرِيُّ لِلْجِذْرِ شَكَّ هُوَ إِدْخَالُ شَيْئَيْنِ بَعْضَهُمَا بِبَعض، وَالرَّبْطُ بَيْنَهُمَا بِحَيْثُ يَبْدُوَانِ كَشَيْءٍ وَاحِدٍ.
تَقُولُ شَكَكْتَ بَيْنَ قِطْعَتَيْ قُمَاشٍ، إِذَا أَنْتَ غَرَزْتَ خَيْطًا بَيْنَهُمَا فَجَمَعْتَهُمَا.
وَمِنْ هَذَا اشْتُقَّ الشَّكُّ فِي الْأَذْهَانِ وَالْعُقُولِ وَالَّذِي هُوَ ضِدُّ الْيَقِينِ، وَقَدْ عُرِفَ بِأَنَّهُ الْوُقُوفُ أَوْ التَّرَدُّدُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ نَقِيضَيْنِ أَوْ طَرَفَيْنِ لَا يُرَجِّحُ الشَّاكُّ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ.
تَقُولُ: أَشُكُّ أَنْ يَكُونَ فُلَانٌ فِي الْبَيْتِ. بِمَعْنَى أَنَّكَ لَسْتَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ وُجُودِهِ، لِأَنَّ فِي بَالِكَ احْتِمَالَ خُرُوجِهِ لِسَبَبٍ عِنْدَكَ..
وَمِنْ الشَّكِّ الَّذِي وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ قَوْله تَعَالَى:
(فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ).
ثَانِيًا: الظَّنُّ.
الْمَعْنَى الْمِحْوَرِيُّ لِلْجِذْرِ ظَنَّ هُوَ تَوَقُّعُ وُجُودِ شَيٍّ مُهِمٍّ لِعَلَامَةٍ قَوِيَّةٍ عَلَى ذَلِكَ.
يُقَالُ الْبِئْرُ الظَّنُونُ أَيْ الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ، أَيْ لِتَوَقُّعِ وُجُودِ الْمَاءِ فِيهَا.
فَالظَّنُّ هُوَ اعْتِقَادٌ قَلْبِيٌّ قَائِمٌ عَلَى عَلَامَاتٍ أَوْ بَحْثٍ لَكِنَّهُ قَدْ يَضْعُفُ أَوْ احْتِمَالُ أَنْ يَضْعُفَ لِأَنَّهُ نَاشِئٌ مِنْ عَلَامَاتٍ أَوْ بَحْثٍ، وَهُمَا عُرْضَةٌ لِلْغَلَطِ. أي بِمَعْنَى هُوَ يَقِينٌ وَتَرْجِيحُ أَمْرٍ عَلَى آخَرَ لِعَلَامَاتٍ وَبَرَاهِينَ.
لَكِنْ مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالظَّنِّ؟
الظَّنُّ هُوَ يَقِينٌ * إِلَّا أَنَّهُ يَقِينُ تَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ.
بَيْنَمَا الْعِلْمُ هُوَ يَقِينٌ قَائِمٌ عَلَى التَّحَقُّقِ.
وَمِمَّا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ الَّذِي ثَبَتَ لَاحِقًا صِحَّتُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى.
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا}.
وَقَدْ نَجَا.
وَكُلُّ مَا وَرَدَ فِي اعْتِقَادِ الْمُؤْمِنِينَ بِلَفْظِ الظَّنِّ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْيَقِينِ الْقَائِمِ عَلَى التَّدَبُّرِ وَالتَّفَكُّرِ.
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}.
وَظَنَّ الْكُفَّارُ بِالْوُقُوعِ فِي النَّارِ مِنْ الْيَقِينِ الْعِيَانِ لَكِنْ عَبَّرَ عَنْهُ بِالظَّنِّ، لِأَنَّهُ مَا زَالَ لَدَيْهِمْ بَصِيصُ أَمَلٍ فِي أَنْ لَا يَقَعُوا فِيهِ.
{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}.
الْمُلَخَّصُ:
الشَّكُّ هُوَ التَّرَدُّدُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ مِنْ دُونِ تَرْجِيحِ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ، وَالظَّنُّ هُوَ تَرْجِيحُ أَمْرٍ عَلَى آخَرَ لِعَلَامَةٍ قَوِيَّةٍ.
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
اكتشاف المزيد من موقع ضوء التعليمي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.