المعاني

تم الإجابة عليه: إعراب آية 140 من سورة البقرة في القرآن الكريم

نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 140 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.

سلسلة إعراب القرآن الكريم  آية ١٤٠
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (سورة البقرة 140)
الاعراب
{أَمْ }حرف عطف بمعنى: «بل»
{تَقُولُونَ} فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل
{إِبْراهِيمَ}: اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
{وَإِسْماعِيلَ}: اسم منصوب بأن لأنه معطوف على اسم «إن» وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف – التنوين – للعجمة والعلمية.
{وَإِسْحاقَ}: اسم معطوف على «إبراهيم» منصوب مثله بحرف النصب والتوكيد المشبه بالفعل «إن» وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
{وَيَعْقُوبَ}: اسم منصوب بأن لأنه معطوف على «إبراهيم» وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية
{وَالْأَسْباطَ}: الواو حرف عطف. الأسباط: اسم معطوف على «إبراهيم» منصوب مثله بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
{كانُوا} فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
{هُوداً}: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة الظاهرة في آخره لأنه اسم نكرة.
{أَوْ }حرف عطف للتخيير
{نَصارى}: خبر «كان» لأنه معطوف على «هودا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره – الألف المقصورة – منع من ظهورها التعذر.
{قُلْ}: فعل أمر مبني على السكون الظاهر في آخره وحذفت واوه – أصله: قول – تخفيفا ولالتقاء الساكنين: سكون الواو وسكون اللام والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
{أَ أَنْتُمْ}: الهمزة حرف توبيخ بلفظ استفهام. أنتم: ضمير منفصل – ضمير المخاطبين – مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{أَعْلَمُ}: خبر المبتدأ «أنتم» مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف صيغة أفعل التفضيل – وبوزن الفعل
{أَمِ}حرف عطف وهي «أم المتصلة» لأنها مسبوقة بهمزة استفهام وكسرت ميمها لالتقاء الساكنين: سكونها وسكون الألف بعدها
{ اللَّهُ}: اسم الجلالة. مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على الهاء
وحذف خبره لأن ما قبله يفسره
أي أم الله أعلم
ويجوز أن يعرب اسم الجلالة اسما معطوفا على المبتدأ «أنتم» أي الله أعلم.
{وَ}استئنافية
{مَنْ}: اسم استفهام مبني على السكون الظاهر في آخره في محل رفع مبتدأ.
{أَظْلَمُ}: خبر «من» مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف صيغة أفعل وبوزن الفعل
{مِمَّنْ}: مكونة من «من» حرف جر و «من» اسم موصول مدغم بها بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل جر بحرف الجر «من» والجار والمجرور «ممن» متعلق بأظلم.
{كَتَمَ}: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في آخره والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. يعود على الاسم الموصول «من».
{شَهادَةً}: مفعول به منصوب بالفعل «كتم» وعلامة نصبه الفتحة المنونة الظاهرة في آخره لأنه اسم نكرة.
{عِنْدَهُ}: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بالفعل «كتم»
أو بصفة محذوفة من «شهادة» وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه
{مِنَ اللَّهِ}: حرف جر الله اسم الجلالة اسم مجرور للتعظيم بحرف الجر «من» وعلامة الجر الكسرة الظاهرة على الهاء والجار والمجرور «من الله» متعلق بالفعل «كتم».
{وَمَا}: الواو استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند أهل الحجاز وتسمى «ما» الحجازية وهي من المشبهات بليس. . ونافية لا عمل لها عند بني تميم.
{اللَّهُ}: لفظ الجلالة: اسم «ما» مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على الهاء أو مبتدأ على اللغة الثانية.
{بِغافِلٍ}: الباء حرف جر زائد لتوكيد النفي. غافل: اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائد – الباء – وعلامة جره الكسرة المنونة الظاهرة في آخره لأنه اسم نكرة منصوب محلا لأنه خبر «ما» أو مرفوع محلا خبر المبتدأ على اللغة الثانية.
{عَمَّا}: أصلها: عن: حرف جر و «ما»: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر «عن» والجار والمجرور «عما» متعلق بغافل.
{تَعْمَلُونَ}: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
والجملة الفعلية «تعملون» صلة الموصول «ما» لا محل لها من الإعراب والعائد – الراجع – إلى الموصول «ما» ضمير محذوف خطا واختصارا ثابت معنى منصوب محلا لأنه مفعول به.
التقدير: عما تعملونه
ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها من الإعراب و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف الجر «عن» التقدير: عن عملكم.

اعراب الجمل
جملة: (تقولون) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (إنّ إبراهيم) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (كانوا هودا) في محلّ رفع خبر إنّ.
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (أأنتم أعلم) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (من أظلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (كتم شهادة) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
جملة: (ما اللّه بغافل) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

الصرف
{بَنِي}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (ابْنٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (بنو)
{اذْكُرُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ (ذكر).
{نِعْمَةِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ التَّاءِ عَلَى وَزْنِ (فِعْلَةٌ)مِنْ مَادَّةِ (نعم)
{أَنْعَمْتُ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعَلَ) مِنْ مَادَّةِ(نعم)
{أَوْفُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ لَفِيفٌ مَفْرُوقٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (أَفْعِلْ)* مِنْ مَادَّةِ (وفي).
{عَهْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (عَهِدَ يَعْهَدُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (عهد).
{أُوفِ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْمُتَكَلِّمِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ لَفِيفٌ مَفْرُوقٌ، رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْهَمْزَةِ، مِنْ بَابِ (أَفْعَلَ)أَصْلُهُ (أُؤَوْفِيُ)* عَلَى وَزْنِ (أُؤَفْعِلُ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْهَمْزَةِ لِلتَّخْفِيفِ، مِنْ مَادَّةِ(وفي).
{عَهْدِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (عَهِدَ يَعْهَدُ)* مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ(فَعْلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (عهد)
{ارْهَبُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ، مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (عَلِمَ يَعْلَمُ)* عَلَى وَزْنِ(افْعَلْ)* مِنْ مَادَّةِ (رهب).

البلاغة
١- أسلوب الاستفهام الإنكاري (التوبيخي): 
   – قوله تعالى: "أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى" 
     هذا استفهام إنكاري يُوجه إلى اليهود والنصارى الذين ادعوا أن الأنبياء كانوا على دينهم، وهو استفهام يُفيد النفي والتوبيخ، أي: كيف تجرؤون على هذا الادعاء؟ 
   – وقوله: "قُلْ أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ": 
     استفهام تقريري يُفيد التفاضل بين علم البشر وعلم الله، وهو توبيخ لهم على ادعائهم الباطل، حيث أن الله أعلم بحقيقة الأنبياء. 
٢- التقديم والتأخير (للدلالة على الأهمية):
   – قدّم سبحانه "أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ" على "أَمِ اللَّهُ"مع أن العادة تقديم الأعلى (الله)* لكن هنا التقديم للإشارة إلى استحالة أن يكون علمهم فوق علم الله، مما يُعطي دلالة على استنكار عظيم لادعائهم. 
٣- الاستفهام التقريري مع التفضيل:
   – في قوله: "أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ"نجد أسلوبًا بلاغيًا يُسمى "أسلوب الاختيار"* لكنه هنا ليس اختيارًا حقيقيًا، بل هو تقرير بأن الله أعلم، مما يُفيد الحصر والتفضيل. 
٤- التفريع بالأشد (للتوبيخ والتقريع):
   – بعد الإنكار عليهم في ادعائهم، جاءت الآية بتوبيخ أشد: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ"* وهو أسلوب بلاغي يُسمى "أسلوب الاستفهام التفضيلي"* حيث يُنكر على من يكتم الحق مع علمه به، ويُفيد أن هذا أظلم الظلم. 
٥- التوكيد بالنفي والاستثناء:
   – ختمت الآية بالتوكيد بالنفي والاستثناء: "وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"* حيث نفي الغفلة عن الله مع التأكيد بالباء في "بِغافِلٍ" مما يُفيد أن الله مُطّلع على كل أفعالهم وسيجازيهم عليها. 
٦- الطباق (المقابلة):
   – هناك مقابلة بين "أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ"و "أَمِ اللَّهُ" حيث قُوبل علم البشر المحدود بعلم الله المطلق، مما يُظهر تفاهة ادعائهم. 
٧- الالتفات (التغيير في أسلوب الخطاب):
   – بدأت الآية بالخطاب مع اليهود والنصارى "أَمْ تَقُولُونَ" ثم تحول الخطاب إلى النبي ﷺ "قُلْ" ثم عاد إلى التذكير العام "وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"* وهذا التغيير يُضيف تنوعًا بلاغيًا ويجذب الانتباه. 
٨- الإيجاز مع البلاغة:
   – في قوله: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ" جمعت الجملة معاني كثيرة في ألفاظ قليلة، حيث شملت: 
     – التوبيخ على كتمان الحق. 
     – بيان أن هذا الظلم هو أشد الظلم. 
     – الإشارة إلى أن الشهادة (الحق) من عند الله، فكتمانها جريمة عظيمة. 
الخلاصة: 
الآية جمعت بين الإنكار، التوبيخ، التهديد، والتقرير بعلم الله بأسلوب بلاغي قوي يعتمد على الاستفهام الإنكاري، المقابلة، التوكيد، والالتفات، مما يجعلها من الآيات التي تُظهر فصاحة القرآن وبلاغته في تقرير الحق ورد الباطل.

محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522


بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :

المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى