تم الإجابة عليه: ما الفرق بين سابقوا وسارعوا
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: ما الفرق بين سابقوا وسارعوا”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
ما الفرق بين سابقوا وسارعوا
شاهد الفيديو
https://youtu.be/BFLu-PaGrIY
قال تعالى
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
وقال أيضا
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ)
لماذا قال سبحانه في الأولى سارعوا وفي الثانية سابقوا؟
حتى نحاول فهم السبب، نستقصي معنى الفعل سارع وسابق
أولا: يُسارع
الفعل سارع مشتق من الجذر سرع وهو يفيد النفاذ والاختراق والامتداد بقوة وَحدِّة في مادة رخوة ومنه اشتقت السرعة وهي ضد البطء. وبهذا سكون الإسراع يعني المبادرة والاستعجال للحصول على شيء من دون شرط المنافسة مع الغير.
قال تعالى
) يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) أي يبادرون إلى فعل الخير من ذات أنفسهم لوجه الله.
(وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) أي يبادرون إلى فعل هذه المحرمات من دون دافع خارجي وإنما من ذات أنفسهم.
ثانيا : يُسابق
الفعل سابق مشتق من الجذر سبق وهو يفيد التقدم إلى الشيء من بين ما حوله بقوة وجد للحصول عليه من دون الأخرين،
قال تعالى :
{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ}* ايهما يصله أولا
وقال تعالى
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ)* أي حصلوا على أجر الإيمان والإتباع قبل غيرهم
الآن لما استعمل في الآية الأولى (وَسَارِعُوا) وفي الآية الثانية ( سَابِقُوا)؟
في كلتا الآيتين ورد ( إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) لكن في الآية الأولى قال (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) وفي الثانية (كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
معلوم أن السماء أكبر من السموات بدليل قوله تعالى
ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ)
مما يعني أن الجنة الثانية التي في (سابقوا) أوسع وأكبر من الجنة التي في (سارعوا)
أي أن الجنة التي عرضها السماء سيحصل عليه فقط من يسبق إليها والجنة التي عرضها السموات سيحصل على كل من يسرع إليها. الألى يحصل عليها المتقون والذين في أعمالهم يكتفون بالتقوى بتجنب غضب الله او تجنب النار وقد وصف أعمالهم وأنهم ربما يقعوا في الذنوب ويستغفروا( انظر الآية) بينما الثانية التي عرضها السماء يحصل عليها من هو مؤمن في كل أعماله لذلك ختمها بقوله (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ).
نلحظ هذا الفرق في أمر الله (فاستبقوا الخيرات)* لأنه فعل الخير يحصل عليه من يفعله أولا.
(أُولَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ).
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.