تم الإجابة عليه: إعراب آية 39 من سورة البقرة في القرآن الكريم
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 39 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ٣٩
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (سورة البقرة 39)
الاعراب
{وَ}استئنافية
{الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو جمع «الذي»
{كَفَرُوا}: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة
{وَكَذَّبُوا}: الواو حرف عطف. كذبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعةو الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والألف فارقة
{بِآياتِنا}: الباء حرف جر. آيات: اسم مجرور بحرف الجر «الباء» وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف و «نا» ضمير متصل – ضمير الواحد المطاع – للتعظيم والتفخيم مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والجار والمجرور «بآياتنا» متعلق بكذبوا.
{أُولئِكَ}: اسم إشارة جمع «هذا» مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ثان والكاف حرف خطاب
{أَصْحابُ}خبر المبتدأ الثاني «أولئك» مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف
{ النَّارِ}: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره
{هُمْ }ضمير منفصل – ضمير الغائبين – مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
[فِيها}: في: حرف جر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر «في» والجار والمجرور «فيها» متعلق بخبر «هم».
{خالِدُونَ}: خبر المبتدأ «هم» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين الاسم المفرد
اعراب الجمل
جملة: (الذين كفروا) في محلّ جزم معطوفة على جملة من تبع هداي في الآية السابقة.
جملة: (كفروا)لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
جملة: (كذّبوا)لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
جملة: (أولئك أصحاب النار) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
جملة: (هم فيها خالدون) في محلّ نصب حال من أصحاب أو من النار.
الصرف
{كَفَرُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (كفر).
{كَذَّبُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ رُبَاعِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ مُضَعَّفٍ، مِنْ بَابِ (فَعَّلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَّلَ)* فِيهِ إِدْغَامُ حَرْفَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ سَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، مِنْ مَادَّةِ (كذب)
{آيَاتِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ مُفْرَدُهُ (آيَةٌ) جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، أَصْلُهُ(أَيَيٌ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلٌ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْيَاءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ(أيي)
ويقول ابو البقاء العكبري
الأصل في آية أيّة لأنّ فاءها همزة * وعينها ولامها باءان لأنها من تأيى القوم * إذا اجتمعوا . وقالوا في الجمع آياء فظهرت الياء الأولى والهمزة الأخيرة بدل من ياء * ووزنه أفعال * والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة * ولو كانت عينها واوا لقالوا : آواء . ثم إنهم أبدلوا الياء الساكنة في أيّة ألفا على خلاف القياس * ومثله : غاية * وثاية .
وقيل : أصلها أيية * ثم قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها .
وقيل : أصلها أبية – بفتح الأولى والثانية * ثم فعل في الياء ما ذكرنا . وكلا الوجهين فيه نظر لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف .
وقيل : أصلها آيية على فاعلة وكان القياس أن تدغم * فيقال أية مثل دابة * إلا انها خففت كتخفيف كينونة في كيّنونة .
وهذا ضعيف لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة. أه
{أَصْحَابُ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْقِلَّةِ، مُفْرَدُهُ (صَحْبٌ)* جَامِدٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، عَلَى وَزْنِ (أَفْعَالٌ)* مِنْ مَادَّةِ(صحب).
{النَّارِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ (فَعْلٌ) مِنْ مَادَّةِ (نور).
{خَالِدُونَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (خَالِدٌ)* مُشْتَقٌّ، اسْمُ فَاعِلٍ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ (خَلَدَ يَخْلُدُ) مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ(فَاعِلٌ)* مِنْ مَادَّةِ (خلد).
البلاغة
١- التقديم والتأخير (الانزياح البلاغي)
– قدّم الله تعالى "الكفر" على "التكذيب"مع أن التكذيب قد يكون نتيجة للكفر، لأن الكفر أعمّ وأشمل (يشمل الإنكار والجحود)* ثم خصّصه بالتكذيب لبيان شدة عنادهم.
– وقُدّم "الكفار" في الذكر لأن الأصل في العداوة هو الكفر، ثم جاء التكذيب تفصيلاً لشكل من أشكال كفرهم.
٢- الاختصار والإيجاز (الإيجاز البلاغي)
– عبرت الآية بعبارة موجزة عن مصير الكافرين ("أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ") دون تفصيل طويل، مما يعطي وقعًا قويًّا ويُظهر حتمية العذاب.
٣- التوكيد بـ (أولئك) و (هم)
– كلمة "أولئك" للإشارة البعيدة توحي بالاحتقار والتفاصيل، كما أن استخدامها بدلًا من الضمير (هم) يُظهر التهكم والتحقير.
– ثم أكّد العذاب بقوله: "هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" حيث جاء الضمير "هم" لتأكيد اختصاصهم بهذا المصير.
٤- الطباق بين الكفر والإيمان (في السياق السابق)
– في الآية السابقة (الآية 38)* ذكر الله مصير المؤمنين ("فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ")* ثم في هذه الآية ذكر مصير الكافرين، مما يُظهر التقابل بين النتيجتين (الجنة والنار)* وهو أسلوب يُعرف بالطباق الذي يُبرز الفروق بوضوح.
٥- الخاتمة المؤكدة (خالدون)
– خُتمت الآية بـ "خَالِدُونَ" دون ذكر المدة، مما يفيد التأبيد، وهذا أبلغ في التهديد والوعيد.
٦- الانزياح عن المألوف (في التعبير عن الخلود)
– لم يقل "لا يخرجون منها" بل قال "هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" مما يُظهر أن بقاءهم في النار ليس مجرد عدم خروج، بل هو استقرار دائم، وكأنه مصير لا ينفك عنهم.
٧- الاستخدام البلاغي للجملة الاسمية
– "أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ": الجملة الاسمية تفيد الثبوت والدوام، مما يؤكد استقرار الكافرين في النار.
الفوائد
اسم الإشارة "أولئك" يُعد من أسماء الإشارة الخاصة بالجمع العاقل المُبعد (أي للغائبين البعيدين)* وهو يحمل دلالات بلاغية وأسلوبية مهمة. مثل:
١- الدقة في الإشارة إلى الجمع العاقل:
– "أولئك" تُستخدم للإشارة إلى جمع العقلاء (البشر) البعيدين، مثل:
– ﴿أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ (البقرة: 5).
– تمييزه عن "هؤلاء" (للقريب) و"أولاء" (لجمع غير العاقل أو العاقل في حالات نادرة) يُظهر دقة اللغة في اختيار اللفظ المناسب للمقام.
٢- الإيحاء بالبُعد المكاني أو المعنوي:
– قد يُستعمل البُعد في الإشارة ("أولئك") ليدل على البُعد المعنوي، مثل التعظيم أو التحقير، حسب السياق.
– مثال التعظيم: ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ (البقرة: 177).
– مثال التحقير: ﴿أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ﴾ (الأعراف: 179).
٣- الاختصار والإيجاز:
– جاء اسم الإشارة "أولئك" مختصرًا واضحًا بدلًا من استخدام عبارة طويلة مثل "هؤلاء الأشخاص البعيدون"* مما يُظهر بلاغة الإيجاز في العربية.
٤- التناسب الصوتي:
– حروف "أولئك" (الألف واللام والكاف) تُعطي ثقلاً صوتيًا يناسب الإشارة إلى البعيد، بخلاف "هؤلاء" الأخف لفظًا للقريب.
٥- الانزياح عن الاستعمال الحقيقي:
– قد يُستخدم "أولئك" بلاغيًا للانزياح عن المعنى الأصلي، كالإشارة إلى أشياء غير بعيدة لكنها مُهملة أو منفية، مثل:
– "أولئك آبائي فجئني بمثلهم"
(المتنبي)
هنا الإشارة إلى آبائه الغائبين معنويًا رغم حضورهم الذهني.
٦- التفخيم أو التحقير حسب السياق:
– في الآية ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (البقرة: 89)* قد تحمل توبيخًا وتحقيرًا.
– في قوله تعالى: ﴿أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ﴾ (الفرقان: 75)* تفيد التعظيم والثناء.
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.