نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب آية 34 من سورة البقرة في القرآن الكريم”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (سورة البقرة
34)
الاعراب
وَ:استئنافية
إِذْ: اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به الفعل محذوف تقديره: أذكر.
قُلْنَا: فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله ب
نا الدالة على الفاعلين و "نا" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
لِلْمَلَائِكَةِ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ "قلنا"
و «الملائكة» مؤنث لفظا مذكر معنى لأنها جمع ملك
اسْجُدُوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل، و "الألف" فارقة
لِآدَمَ: جارّ ومجرور وعلامة جرّ الاسم الفتحة بدلًا من الكسرة لأنَّه ممنوع من الصرف للمعرفة ولأنه على وزن «أفعل».
والجار والمجرور متعلِّقان بـ"اسجدوا".
و «آدم» وإن كان واحدا في الأصل إلا أن أفراد جنسه يطلق عليهم لفظ الجمع: أوادم:
جمع «آدم» وينسب إلى الواحد منهم فيقال: هذا آدمي.
فَسَجَدُوا: الفاء حرف استئناف سببية
سجدوا فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل و الألف فارقة
إِلَّا: حرف استثناء
إِبْلِيسَ: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة ولم ينون لأنَّه ممنوع من الصرف للعجمة والعلميّة
أَبَى: فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو
وَ:عطف
اسْتَكْبَرَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
وَ:عطف
كَانَ: فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
مِنَ الْكَافِرِينَ: جارّ ومجرور متعلِّقان بخبر "كان" وعلامة جرّ الاسم الياء لأنَّه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
اعراب الجمل
جملة: (قلنا) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
جملة: (اسجدوا) في محلّ نصب مقول القول.
جملة: (سجدوا)لا محلّ لها استئنافية مرتبطة مع ما قبلها برابط السببيّة.
جملة: (أبى)في محلّ نصب حال بتقدير قد، أي ترك السجود آبيا له.
جملة: (استكبر)في محلّ نصب معطوفة على جملة أبى.
جملة: (كان من الكافرين) لا محلّ لها اعتراضيّة، أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
الصرف
{قُلْنَا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْمُتَكَلِّمِينَ، مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (قَوَلَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِحَذْفِ حَرْفِ الْأَلِفِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، مِنْ مَادَّةِ (قول)
{الْمَلَائِكَةِ}: اسْمٌ مُؤَنَّثٌ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْكَثْرَةِ صِيغَةُ مُنْتَهَى الْجُمُوعِ، مُفْرَدُهُ(مَلَكٌ)* جَامِدٌ ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفَيْنِ الْأَلِفِ وَالْهَمْزَةِ، عَلَى وَزْنِ (فَعَائِلَةٌ)* مِنْ مَادَّةِ(ألك).
{اسْجُدُوا}: فِعْلُ أَمْرٍ لِلْمُخَاطَبِينِ مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (افْعُلْ)* مِنْ مَادَّةِ (سجد)
{سَجَدُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ (سجد)
{أَبَى}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ مَهْمُوزُ الْفَاءِ، نَاقِصٌ يَائِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (فَتَحَ يَفْتَحُ)* أَصْلُهُ (أَبَيَ)* عَلَى وَزْنِ(فَعَلَ)* فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْيَاءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (أبي)
{اسْتَكْبَرَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ صَحِيحٌ سَالِمٌ سُدَاسِيٌّ مَزِيدٌ بِثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَالسِّينِ، مِنْ بَابِ (اسْتَفْعَلَ)* عَلَى وَزْنِ (اسْتَفْعَلَ)* مِنْ مَادَّةِ(كبر)
{كَانَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* أَصْلُهُ (كَوَنَ)* عَلَى وَزْنِ (فَعَلَ) فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ (كون)
{الْكَافِرِينَ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، مُفْرَدُهُ (كَافِرٌ)* مُشْتَقٌّ اسْمُ فَاعِلٍ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ(كَفَرَ يَكْفُرُ)* مِنْ بَابِ (نَصَرَ يَنْصُرُ)* ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ الْأَلِفِ، عَلَى وَزْنِ(فَاعِلٌ) مِنْ مَادَّةِ(كفر).
البلاغة
١- الاختصار والإيجاز (الإيجاز البلاغي)
جمعت الآية قصة سجود الملائكة لآدم وامتناع إبليس في جمل قصيرة، مع إيصال المعنى الكامل دون إطالة، مما يدل على بلاغة القرآن في الإيجاز.
٢- التقديم والتأخير
– قوله: ﴿أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ﴾قدّم "أَبَىٰ"(الامتناع) على "وَاسْتَكْبَرَ" (التكبر) لأن الامتناع هو الفعل الأول، ثم تبعه التكبر، مما يُظهر تدرج الحالة النفسية لإبليس.
– وجاء التعبير بـ ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ في النهاية للدلالة على نتيجة كبره وامتناعه.
٣- الطباق (المقابلة)
– هناك مقابلة بين ﴿فَسَجَدُوا﴾(طاعة الملائكة) و﴿أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ﴾ (عصيان إبليس)* مما يُظهر التضاد بين الطاعة والعصيان.
٤- الاستدراك (إِلَّا)
استخدام أداة الاستثناء ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ يُبرز استثناء إبليس من الطاعة العامة للملائكة، مما يُظهر شذوذه وتمرده.
٥- الفعل الماضي (أَبَىٰ) مع الفعل الماضي (كَانَ)
﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ يدل على أن كفره صار صفة لازمة له.
٦- التعبير بالاسم (إبليس) دون الوصف
ذُكر اسم "إبليس" مباشرة دون وصفه بـ "الشيطان" أولًا، مما يُظهر معرفة القارئ به، ويُبرز شخصيته المتمردة.
٧- الانزياح المعنوي
لم يقل: "فسجدوا إلا إبليس فإنه أبى"* بل جاء بالفعل ﴿أَبَىٰ﴾ مباشرة بعد الاستثناء، مما يُظهر سرعة انتقال السياق إلى موقف إبائه وكأنه يُحذف ما يُشعر بالتأخير.
٨- الانزياح اللفظي
استخدام ﴿اسْجُدُوا﴾ بدلًا من "اخضعوا" أو "احترموا"* مع أن السجود في اللغة العربية الأصيلة لا يكون إلا لله، لكن هنا جاء بمعنى الخضوع والتكريم لآدم بأمر الله، مما يدل على عظمة آدم عند الله.
٩- الانزياح الدلالي
﴿اسْتَكْبَرَ﴾ تدل على أن إبليس لم يرفض السجود فقط، بل تلبس بالكبر، وهو أعظم أسباب المعصية.
– ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ فيها إشارة إلى أن كفره لم يكن لحظة واحدة، بل صار من صفاته الدائمة.
١٠ – اللحن التهديدي
نلاحظ أن الآية جاءت في سياق توبيخ بني إسرائيل (الآيات السابقة واللاحقة)* فكأنها تذكير بأن الكبر والامتناع عن طاعة الله يؤدي إلى الخسران، كما حدث مع إبليس.
الفوائد
١- يقول ابو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن
{لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا} : الجمهور على كسر التاء .
وقرئ بضمها * وهي قراءة ضعيفة جدّا * وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الراوي لم يضبط على القارئ * وذلك أن يكون القارئ أشار إلى الضمّ تنبيها على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء * ولم يدرك الراوي هذه الإشارة .
وقيل : إنه نوى الوقف على التاء ساكنة * ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم * وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف .
ومثله ما حكي عن امرأة رأت نساء معهنّ رجل * فقالت : أفي السّوتتنّه * بفتح التاء * وكأنها نوت الوقف على التاء * ثم ألقت عليها حركة الهمزة فصارت مفتوحة .أه
٢- {إِلَّا إِبْلِيسَ} : استثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة ولو كان من جنسهم لسمي هذا الاستثناء استثناء متصلا.
جاء في تفسير الزمخشري: فإن قيل: إن إبليس كان جنيا بدليل الآية الكريمة المذكورة فمن أين تناوله الأمر وهو للملائكة أي الأمر لهم خاصة؛ فجواب ذلك أن إبليس كان في صحبتهم وكان يعبد الله تعالى عبادتهم فلما أمروا بالسجود لآدم والتواضع له كرامة له كان الجني معهم أجدر بأن يتواضع. كما لو قام المقبل على المجلس علية أهله وأهاتهم – أو وسادتهم – كان القيام على واحد بينهم – وهو دونهم منزلة – أوجب.
حتى إن لم يقم عنف وقيل له: قد قام فلان وفلان فمن أنت حتى تترفع عن القيام؟ أما لم استثني عن الملائكة – وهو جني -؟
فسبب ذلك أنه عمل على حكم التغليب في إطلاق اسم الملائكة عليهم وعليه فأخرج الاستثناء على ذلك كقولهم: خرجوا إلا فلانة – لامرأة – بين الرجال. أه
٣- يقول صاحب اعراب القرآن الكريم وبيانه
(أَبى) من الأفعال الواجبة التي معناها النفي ولهذا يفرغ ما بعد إلا معها كما يفرغ الفعل المنفي قال تعالى: «ويأبى الله إلا أن يتم نوره» ولا يجوز ضربت إلا زيدا على أن يكون استثناء مفرغا لأن إلا لا تدخل في الواجب. أه
٤- الفرق بين الاستثناء المتصل والاستثناء المنقطع في اللغة العربية يتعلق بعلاقة المستثنى بالمستثنى منه من حيث ***** والوحدة أو الاختلاف:
الاستثناء المتصل تعريفه: يكون المستثنى من جنس المستثنى منه أي أنهما متفقان في النوع أو الصفة.
حكمه: يجوز نصب المستثنى على الاستثناء أو إعرابه بدلاً إذا كان تامًا موجبًا.
أمثلة:
– جاء الطلاب إلا خالدًا (مستثنى منصوب).
– قرأت الكتب إلا كتابًا واحدًا (الكتاب من جنس الكتب).
– ما حضر أحد إلا محمدٌ (بدل إذا كان التام الموجب).
الاستثناء المنقطع تعريفه: يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه أي أنهما مختلفان في النوع أو الصفة.
حكمه: يجب نصبه دائمًا على الاستثناء، ولا يجوز إعرابه بدلاً.
أمثلة:
– نجح الطلاب إلا حصانًا(الحصان ليس من جنس الطلاب).
– أكلت السمك إلا رغيفًا (الرغيف ليس من السمك).
– في الدار أحد إلا كلبًا (مستثنى منقطع لأن الكلب ليس إنسانًا)
ملاحظة: إذا كان الكلام نفيًا أو نهيًا(مثل: ما جاء أحد إلا زيدٌ)* فيجوز في المتصل النصب أو الرفع (على الابتداء أو البدلية).
الاستثناء المنقطع يُعرب دائمًا مستثنى منصوب بأداة الاستثناء.
محمد إبراهيم شلهوم
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.
