تم الإجابة عليه: إعراب الآية 1 من سورة البقرة ( ألم)
نقدم لكم في مدونة ضوء التعليمية عبر قسم المعاني أسئلة وأجوبة تفيدك في مسيرتك التعليمية، نترككم مع درس بعنوان “تم الإجابة عليه: إعراب الآية 1 من سورة البقرة ( ألم)”_ ننوه أن المواضيع في هذا القسم هي أسئلة يطرحها الزائرون قد تجد لها إجابة في موضوع آخر. أدخل لقسم (المعاني) في مدونتنا إن لم تجد الإجابة بالأسفل.
سلسلة إعراب القرآن الكريم آية ١
الم (سورة البقرة1)
الاعراب
الم:
الاحرف المقطعة في بداية بعض السور مثل "الم" (البقرة)* "يس " (يس)* "ق" (ق) وغيرها هي من الأسرار التي اختلف العلماء في تفسيرها ومعناها، ويمكن إعرابها :
١- من حيث الإعراب اللفظي:
– هذه الاحرف تُعرب ككلمات منفصلة، وتُعتبر أسماءً للاحرف الهجائية.
– مثال: "الم" تُعرب كالتالي:
– ألف: اسم للحرف الأول من الحروف الهجائية، مبنية على الفتح.
– لام: اسم للحرف الثاني من الحروف الهجائية، مبنية على الفتح.
– ميم: اسم للحرف الثالث من الحروف الهجائية، مبنية على الفتح.
٢- من حيث الإعراب التركيبي:
– إذا اعتبرنا هذه الاحرف كلمة واحدة (مثل "الم") فإنها تُعرب كاسم مبني على السكون لأنها لا تتغير بحسب موقعها في الجملة.
– مثال: "الم" في بداية سورة البقرة تُعرب: اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (على اعتبار أنها جملة اسمية محذوفة الخبر).
٣- من حيث الإعراب التقديري:
– بعض العلماء يعتبرون هذه الاحرف جملة اسمية محذوفة الخبر، مثل "الم" تعني "الله أعلم" أو "الله أعلم بمراده".
– في هذه الحالة، تُعرب الاحرف كالتالي:
– ألف: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة
– لام: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
– ميم: تمييز أو توكيد.
٤- من حيث الإعراب البلاغي:
– تُعتبر هذه الاحرف من المتشابهات التي لا يُعلم معناها إلا الله تعالى، ولذلك يُقال إنها من أسرار القرآن التي لا يُفصل فيها.
وسيأتي تفصيل بهذا
الإعراب الأكثر شيوعًا في كتب النحو.
ذكر النحاة في إعرابها عدة صور :
١- أن هذه الاحرف : احرف مبنية لا محل لها من الإعراب .
٢- أن هذه الاحرف : مبنية في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أتل.
٣- أن هذه الاحرف : مبنية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه
ورد في كتاب التبيان للعكبري بتصرف :
وفى موضع الم ثلاثة أوجه:
أحدها الجر على القسم، وحرف القسم محذوف وبقى عمله بعد الحذف لأنه مراد، فهو كالملفوظ به كما قالوا اللهِ لتفعلن، أي: والله لتفعلن
في لغة من جر
الثانى: موضعها نصب، وفيه وجهان ايضا :
أ –مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اقرأْ الم
ب –على تقدير حرف قسم، وهذا نحو قولنا: اللهَ لتفعلن، فحذف هذا الحرف ونصب ما بعده.
والناصب فعل محذوف، تقديره: التزمتُ اللهَ، أي اليمين به، والأَولى ان يكون النصب على نزع الخافض
الوجه الثالث: موضع رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر.
والتقدير: الألفُ حَسَنَةٌ.
٤ –في محل رفع، خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هذه الم.
٥ –احرف مقطعة، لا محل لها من الإعراب، الغرض منها جذب الانتباه أو إعلامهم بأن هذا القرآن منتظم من جنس ما ينظمون منه كلامهم ولكنهم عجزوا عن الإتيان بمثله، وقد أُوردت مفردةً من غير تركيب ولا عامل فلزمت السكون كأسماء الأعداد إذا وردت من غير عامل ولا عطف فتقول: واحد اثنان ثلاثة …* فلا محلَّ لها حينئذ من الإعراب. والله أعلم
البلاغة
١- الإعجاز البياني: الاحرف المقطعة مثل "الم" تُظهر إعجاز القرآن في استخدام أبسط الحروف العربية لتكوين كلمات وجمل ذات معاني عميقة. فهي تلفت انتباه القارئ إلى أن القرآن، رغم بساطة حروفه، معجز في تركيبه وأسلوبه.
٢- التحدي والإثارة: هذه الاحرف تُعتبر نوعًا من التحدي للعرب الذين كانوا فصحاء في اللغة، حيث إن القرآن جاء بأسلوب لم يعتادوه، مما يدل على أن القرآن ليس من صنع البشر.
٣- التناسب الصوتي: الاحرف المقطعة مثل "الم" لها تناسق صوتي يجذب السمع، مما يجعلها مؤثرة في نفس المستمع، وهذا من أسرار الإعجاز الصوتي في القرآن.
٤- الإيحاء بالغموض والإعجاز: استخدام الاحرف المقطعة يخلق نوعًا من الغموض الذي يدفع القارئ إلى التفكر والتدبر في معاني القرآن، مما يعمق الإيمان بقدسية النص القرآني.
٥- لتناسب مع سياق السورة: بعض المفسرين يرون أن الحروف المقطعة لها علاقة بموضوع السورة التي تفتتح بها.
فسورة البقرة تتحدث عن الهداية والضلال، والاحرف المقطعة قد تكون إشارة إلى أن الهداية تأتي من خلال فهم كلام الله الذي بدأ بهذه الاحرف.
٦- الإشارة إلى الإعجاز العددي: بعض العلماء تناولوا الاحرف المقطعة من ناحية حساب الجمل، حيث إن لكل حرف قيمة عددية، وقد تكون هناك إشارات إلى معاني أو أحداث مرتبطة بهذه الأرقام.
٧- التناسب مع بدايات السور الأخرى: الاحرف المقطعة تظهر في بدايات عدة سور، مما يوحي بوجود نظام خاص في القرآن يعتمد على هذه الاحرف، وهو ما يزيد من إعجازه.
الخلاصة:
تصنف الاراء في هذه الاحرف إلى صنفين:
الاول:
انها من المتشابه به الذي نفوض الأمر فيه إلى الله ويسعنا في ذلك ما وسع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم رضوان الله عليهم
الثاني:
انها كغيرها من الكلام الوارد في القرآن فيجب أن نتكلم بها ونسبر اغوارها ونكتنه المعاني المندرجة في مطاويها عملا بقوله تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن» ؟
وعلى هذا الرأي نرجح أن معناها التحدي والارهاص بأن هذا القرآن مؤلف من الحروف نفسها التي ينظم بها العرب أشعارهم، ويؤلفون خطبهم وأسجاعهم وهم مع ذلك عاجزون عن الإتيان بمثله أو محاكاته وهذا تفسير يتمشى مع إعجاز القرآن الذي تميز به
وتقول دائرة المعارف الاسلامية في بحثها عن القرآن ما خلاصته:
إن العلماء تعبوا كثيرا في فهم المقصود من هذه الاحرف وقد وردت هذه الاحرف في تسع وعشرين سورة كلها من العهد المكّيّ إلا ابتداء سورتي البقرة وآل عمران فقد وردا في العهد المدني وجملة الاحرف التي تكررت في هذه الابتداءات أربعة عشر حرفا. أه
والحرف له اسم وله مُسمَّى، فمثلاً كلمة (كتب) مسماها (كتب) أما بالاسم فهي كاف تاء باء
فالاسم هو العَلَم الذي وُضِع للدلالة على هذا اللفظ
وفي القرآن الكريم سور كثيرة ابتُدِئَتْ باحرف مُقطعة تُنطق باسم الحرف لا مُسمَّاه وهذه الاحرف قد تكون حَرفاً واحداً مثل: ن ص ق وقد تكون حرفين مثل: طه طس
وقد تكون ثلاثة أحرف مثل: الم طسم.
وقد تأتى أربعة أحرف مثل: المر
وقد تأتى بخمسة أحرف مثل: كهيعص حمعسق
و يجب التفريق بين إسم الحرف و مُسمى الحرف مثلا كتب إسم الحرف (كاف)و مسماه فهو كما تنطقه في هذه الكلمة
إذا فالمتعلم و الأمي يشتركان في مسمى الحرف ولكن لا يعرف إسمه إلا المتعلم
وعليه:
لَمَّا جاء النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم و قرأ (ألم) (ألف -لام – ميم) في أول سورة البقرة و (ألم)التي جاءت في أول سورة الإنشراح (ألم نشرح لك صدرك)مع انهما كتبتا بالشكل نفسه
و هو أمي بشهادة الله عز وجل اولا و جميع من عاصره
هذا يدل على أنه توقيف من الله سبحانه يقول بلسانه صلى الله عليه و سلم ما يسمعه عن الحق بأذنه.
فهذه الاحرف دلالة كافية بأن القرآن منزل من عند الله سبحانه و تعالى و دلالة أيضاً على صدق نبوته صلى الله عليه و سلم
والاحرف نوعان:
احرف المبنى:
و هي التي تبنى منها الكلمة مثلا كلمة" كتب" مكونة من الكاف و التاء و الباء فهذه الاحرف لا تحمل أي معنى و لكنها تركب كلمات ذات معنى و لكل حرف صوت يتميز به عن الآخر
و أحرف المعنى :
مثل محمد كزيد
فالكاف هنا يدل على التشبيه يعنى له معنى خاص به أو إذا قلت مثلا( كتبت بالقلم) فالباء هنا حرف إستعانة و احرف المعنى هذه دائما مقرونة بكلام ما.
عن الأستاذ محمد إبراهيم شلهوم/سوريا
https://www.facebook.com/profile.php?id=100012588664522
بإمكانكم الحصول على المزيد من المعارف من المصدر الأصلي :
المصدر
اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك الجديد عبر بريدك الإلكتروني، مدون ضوء مدونة تعليمية تفيدك كثيرا.